.jpg)
بما أن الروايات الحديثية الشيعية و السنية الواردة عن أل
البيت (عليهم السلام) بشأن الامام المهدي لم تُميز المقصود بها،
هل هو، الإمام المهدي الاول أم الإمام المهدي الثاني، فإنني
ساسرد هاهنا، أهم الروايات الحديثية الخاصة حصريا بالإمام
المهدي الثاني، و قد يتم التعليق على بعضها، فهنالك التباس و
خلط بين المهديين واقع في روايات ائمة ال البيت عليهم السلام،
دون أن يفطنوا إليه، لعدم علمهم بأن منصب المهدي فيه
شخصان، كما انهم لم يوفقوا أحيانا لمحالفة الصواب في بعض
من تأويلاتهم لِمَا يُكْشَفُ لهم من أمور تخص الامام المهدي
الثاني، و ذلك لخفاء منصب الامام المهدي الثاني عنهم، و
غرابته، و عدم توقعهم له.
و لعل الله تعالى قصد حدوث ذلك اللبس بين المهديين، لانه على اية حال، يمكن اعتبارهما شخصا واحدا، و استمرارية لنفس المسار، بناء على أمور مشتركة بينهما، منها:
- الإنتماء لفئة الأولياء الرسميين، الذين إصطفاهم الله تعالى، مع تفاوت جلي في المراتب.
- الإشتراك في لقب الإمامة و مسمى المهدي.
- الإنتماء لال البيت (عليهم السلام).
- تحقيق نفس الاهداف و هي نشر القسط و العدل و ازاحة الظلم و الجور.
- نصرة المظلومين و على رأسهم آل البيت (عليهم السلام).
و هكذا..
_________________________________________
تمهيد
و يمكن التمييز بين الروايات الواردة بشأن الامام المهدي الثاني عن تلك الواردة بشأن الامام المهدي الأول، بطرق منها:
1- استحضار سمات كل عصر و حقبة زمنية، و ما تعرفه مجرياتها من مظاهر للعيش و الحضارة، فنخلص مثلا، للأتي:
- أن كل الروايات تقريبا، المتضمنة لذكر، المعارك و الخيول و السيوف و ما شابه ذلك، هي روايات خاصة بالمهدي الأول، و قد ترد روايات خاصة بالمهدي الثاني، تتضمن كلمة المعارك، لكن يقصد بها في الأرجح، إقامة المناظرات الفكرية و العلمية، و عرض الحجج و الأدلة و البراهين، و قد تذكر كلمة السيف كذلك، و يقصد بها في الأغلب، اللسان و التعبير الشفهي أو الكتابي أو المنطق السليم أو الإعجاز، لأنه كما يُنتصر بالسيف، يُنتصر كذلك بالقول و المنطق، و يقال، سيف قاطع و لسان أو حجة قاطعة، و من وجوه تشبيه اللسان بالسيف، ما ورد في البيت الشعري التالي:
جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لهاَ الْتَئَامُ ........ و لا يُلْتَامُ مَا جَرَحَ الْلِسَانُ
2- العلم برتبة كل من الإمام المهدي الأول و الثاني، و الفرق بينهما، فرتبة الوصي أو الإمام المعصوم ليست كرتبة الشبيه بالله تعالى، فنخلص مثلا، للأتي:
- كل رواية حديثية صحيحة التبوت، تضمنت أمراََ، لا يقدر عليه إلا الله تعالى، فإن المقصود بها، هو الإمام المهدي الثاني، لأنه
الروايات الحديثية السنية و الشيعية الخاصة بالإمام المهدي الثاني
المهدي مهديان
إنتشار الحروب و النزاعات قبل ظهور المهدي الثاني
تداول سياسي واسع للسلطة قبل ظهور المهدي الثاني
_________________________________________
من مزايا عصر ظهور المهدي الثاني
البث المَرْئِيُّ المُبَاشِرِ
عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنه قال:
التعليق على الحديث:
من الواضح جدا، أن المقصود في الحديث، هو جهاز التلفاز، و ما
شابهه من وسائل التواصل السمعية البصرية، بالرغم من أن
السبب في التَّوَصُلِ لذلك النوع من الإتصال، ليس عائدا، كما ذُكِرَ
في الحديث، إلى كون الله تعالى، مَدَّ للناس في أسماعهم و
أبصارهم في العصر الحالي، و إنما مردّه إلى التطور العلمي، الذي
عرفه مجال الإتصالات بواسطة الأقمار الصناعية، و الذي أتاح
نقل الصور و الأصوات عبر الأثير، لِتُعرض بشكل مرئي و
مسموع على أجهزة التلفاز.
سُفْيَانِيُّ المهدي الثاني
(..إن أمر القائم حتم من الله، و أمر السفياني حتم من الله، و لا
يكون القائم إلا بسفياني..).
الحديث يدل دلالة قطعية، على حتمية وجود شخصية السفياني ،
باعتباره الشخص أو الجهة الرئيسية المعادية للامام للمهدي . و
إسم السفياني، يشير إلى شخصية معادية للنبي محمد عليه الصلاة
و السلام في فترته، ألا و هو أبو سفيان، فكأن عدواة هذا الأخير،
استمرت في نسله، و توارثتها ذريته عبر الأزمنة و العصور.
و بما أنه لدينا مهديان، فإن هذا يعني، أنه سيكون لكل من المهدي
الأول و الثاني سُفياني مواجه له.
فأما سفياني المهدي الأول، فهو المذكور في الروايات، بأن اسمه
عثمان بن عنبسة، و أنه من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، و
أنه سيخرج من دمشق بالشام، و سيدخل بجيشه في حروب ضد
جيش المهدي الأول، و سَيُخْسَفُ به و بمن معه.
لكن هذه الأحداث لم تقع في أرض الواقع، بسبب إختطاف المهدي
الأول بشكل مبكر من قبل جهة معادية له و لمشروعه بعد علمها
بامره و خبره.
فالروايات الحديثية بشأن المهدي الأول، تضمنت ذِكر كيفيتين
للاحداث:
1- فهنالك روايات تدل على بيعته و معاركه و انتصاراته و غير
ذلك.
2- و هنالك روايات تشير الى غيبته المحيرة و الطويلة.
فيفهم من كل ذلك، بأن هنالك سبب، أدى إلى عدم تحقق ما ورد في
الروايات من نجاح للمهدي الأول محمد بن الحسن العسكري عليه
السلام، و أفضى به إلى الأسر و الحبس، و خَلَّفَ حيرة شديدة و
غيبة طويلة.
و السبب هو فُشُوُّ خبره، و عِلْمُ الجهات المعادية له به، مما أدى
به للاختطاف، و لذلك ورد في الحديث استعينوا على قضاء
حوائجكم بالكتمان.
أما سفياني الإمام المهدي الثاني، فهو الملك الحسن الثاني، و
حروبه ضده، هي حروب فكرية و روحانية و تقنية و اعلامية،
دارت كلها في الخفاء، دون علم المهدي الثاني بذلك، لأمد طويل،
لكونه، كان صغيرا في السن، و لم يكن يعلم عن إمامته و
إصطفائه شيئا.
فالحسن الثاني علم منذ الوهلة الأولى بخبر المهدي الثاني،
و يبدو أنه عمل كل ما بوسعه للتخلص منه، لكن بدون جدوى.
و من الادلة على صحة ذلك، هو التواجد المبكر للحسن الثاني في
حياة المهدي الثاني، فعلى سبيل المثال:
فإن المخبز المحادي لدكان والد المهدي الثاني، و الذي فتح أبوابه
حوالي بداية الثمانينيات من القرن الماضي، عمل فيه شخص له
صلة بالحسن الثاني، و الراجح أنه من أبنائه، كما أن زوجة بائع
للخضر، كان يشتغل مع والد المهدي الثاني، لها بدورها صلة
بالحسن الثاني، و قد تكون بنتا من بناته.
و يمكن تقسيم مراحل حكم الحسن الثاني بالنظر لقضية مجيء
المهدي الثاني و تأثيره، إلى مرحلتين:
أولا
مرحلة الدكتاتورية الفردية العشوائية، قبل مجيء المهدي
الثاني:
امتدت هذه المرحلة من توليه للحكم و حتى منتصف السبعينيات
تميزت هذه المرحلة بالتحريك و التسبب في الكثير من الأحداث،
من نزاعات و حروب دولية، و انقلابات و اغتيالات و ثورات و
جرائم داخل مختلف المجتمعات، و كل ذلك بالوسائل الروحانية،
التي من المرجح، أنه أدرك بوجودها في فترة مبكرة، و صارت
سلاحه العتيد، الذي يعيث به فسادا في الأرض.
و على المستوى الداخلي،كان يمارس نفس الشيء، يحرك
الأحداث، و يتسبب في مظالم كثيرة للناس، و كثيرا ما استعمل
ذريعة المؤامرة و الانقلاب عليه كذبا، لقهر الناس و التسلط
عليهم و قتلهم و التضيق عليهم.
و حتى تلك الإنقلابات التي اشتهرت اعلاميا في بدايات السبعينيات،
فالراجح انها كلها محركة بوسائل روحانية، لأغراض و أهداف
منها:
- التخلص من أشخاص يكرههم، لمجرد الحسد لهم و النقمة
عليهم، أو لأنه تجسس عليهم، و سمع من كلامهم ما يكرهه، كما
قد يكون ذلك، لمجرد الرغبة في التخلص منهم، بسبب أصولهم
التي هو على علم بها، و التي أُستبدلوا منها، بسبب جريمة
استبدال المواليد.
- الرغبة في الظهور بمظهر البطل الخارق، الذي تُحاك ضده
المؤامرات، و يسعى الخصوم لإسقاطه و الإنقلاب عليه، لكنه
يتغلب عليهم في كل مرة، و ينجو لإمتلاكه خصائص و مزايا
عجيبة.
- الرغبة في التشديد على الناس، و التضييق عليهم، و استحكام
القبضة فيهم، و تشتيت شملهم، في كل مرة أراد ذلك، مدعيا كذبا
وزورا باستمرار، أن الناس كلهم، ليس لهم شُغل، إلا التفكير و
التخطيط في عمل الإنقلابات عليه، و حياكة المؤامرات ضده.
ثم إن وجود قتلى، و إطلاق للرصاص، و سقوط ضحايا في تلك
الانقلابات، المُحَركة بوسائل روحانية، لا يدل على أنها محاولات
انقلابية حقيقية، لأن ذلك السيناريو، المتضمن مثلا، استهدف
الطائرة الملكية بالرصاص، و سقوط قتلى و غير ذلك، كلها أمور
مدروسة و مخطط لها بعناية، على شاكلة الجريمة الكاملة.
أما بالنسبة لإعترافات المتهمين بالمنسوب إليهم، فلأنهم جاهلون،
لا يدرون بأمر التحريك الروحاني شيئا، و لا يدرون بأنهم كانوا
تحت تأثير تلبس الجن و الروحانيات بهم، و بأجسادهم.
كما كان هنالك حرص دائم أثناء تنفيذ الإعدامات، بجعل الضحايا
بوسائل روحانية، يتفوهون، بدون إرادتهم الحقيقية، بكلمات تدل
على كونهم خطيرين و عدوانيين، كالتكبير بصوت عال أو ما
شابه ذلك، و قد يُفعل بهم ذلك أيضا قبل إعدامهم، أثناء
المحاكمات، بهدف بث القناعة بمدى خطورتهم و تعمدهم و
إصرارهم.
و شبيه بما ذُكِرَ هنا، وَقَعَ بضحايا الإعدامات في إيران عام 1988،
فقد صدر عن الكثير ممن كان يُنفذ عليه حكم الإعدام، تصرفات و
أقوال غريبة، تدل على أن تلك الأحداث، كانت مُحركة بوسائل
روحانية من طرف جهة ما، بهدف الزيادة في توريط إيران في
ملف الإنتهاكات لحقوق الإنسان، و بالتالي منعها من أن تكون في
صف المهدي مستقبلا عند ظهوره.
و أما بالنسبة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي فمن الأكيد أنه كان
يؤججه، و يحركه بوسائل روحانية، و يُبقيه قائما، و يتلاعب
بالأفراد من الجهتين، فلعلمه بجريمة استبدال المواليد، كان من
المضحك بالنسبة له، و لمن معه مثلا، متابعة و مشاهدة سياسي
فلسطيني يكيل اللعنات لليهود، في حين أنه هو بنفسه يهودي
مستبدل من أصل يهودي، و كذلك مشاهدة سياسي إسرائيلي يكيل
السباب و الشتائم للعرب، و يجهل كونه مستبدلا من أصلا عربي،
و هكذا.
ثانيا
مرحلة الدكتاتورية الفردية ذات الصبغة الجماعية، بعد مجيء
المهدي الثاني:
بدأت هذه المرحلة بعلم الحسن الثاني بخبر المهدي الثاني ما بين
سنة 1974 و 1975.
الأكيد أن خبر المهدي الثاني شكل بالنسبة للحسن الثاني صدمة
كبيرة، و هما ثقيلا، لأنه علم أن المهدي الثاني، هو صاحب
الساعة، و من سَيُقِيمُها.
و بعد فشل كل محاولاته للتخلص منه، و القضاء عليه و
هو حينها طفل صغير، لا علم له بشيء، و لا قوة له ليدافع بها
عن نفسه، صار هاجسا و كابوسا يؤرق نومه، و يقض مضجعه،
و يكدر عليه صفو عيشه و حياته، و أضحى بمثابة عذاب معجل
له، يلقي بظلاله على كل لحظة من لحظات حياته.
و قد أُجبر الحسن الثاني على الإنكباب كثيرا في البحث و التمحيص
في كل ما ورد من نصوص و كتابات عن الإمام المهدي، و الفهم
العميق لكل ما يتعلق به، حتى أنه إستلهم و أخذ من ذلك،
العديد من الأشياء التي استعملها في سياسته و التي سنستعرض
بعضها لاحقا.
و يبدو أن فكرة الإصلاح و الإقلاع عن ما مضى من فساد و جرم
قد راوده مرارا، لكن عظم ما اقترفه من أعمال إجرامية و ظلم
كبير، و عتو و تجبر، بالإضافة إلى إستكباره الشديد، و احتقاره
لأمر هذا المهدي، المُلقَى إليه، و الذي لا يزال بعيد المنأ، عن
إدراك نفسه و ماهيته، جعله يختار مسلك التحدي، و يواصل
مسلكه المعهود إليه.
و أصبح لزاما عليه، أن يسعى بكل الوسائل، للحيلولة دون علم
الناس بخبر المهدي.
كما فكر في توريط أكبر عدد من الناس داخليا و خارجيا، و على
راسهم أفراد من مجموعة 313 في أعمال إجرامية، تجعلهم
مستقبلا، عند العلم بخبر المهدي، يكونون في صف المناوئين و
المحاربين و المعارضين له، و قد عمل بالفعل
على تنفيذ ذلك، بوسائل روحانية و بغيرها من الإمكانيات.
و من خلال بحث الحسن الثاني لكل ما دُوِّنَ عن المهدي الثاني، و
فَهْمِ كَوْنَ مشروعه، مشروع عصري و سلمي، و في إطار الرغبة
في تحديه، فقد استلهم منه فكرة القيام بما سمي بالمسيرة
الخضراء، كحدث سلمي، تَمَّ بدون حرب و لا سلاح، معتمدا في
إنجاحه على الوسائل الروحانية، و قد اراد من ذلك، بالإضافة إلى
إشغال الرأي العام الداخلي و الخارجي، و من خلال الإحتفال
بتخليد ذلك الحدث سنويا كاحتفال وطني، ربما صرف الأنظار و
التغطية على المسيرة الحُسينية السنوية إلى كربلاء عند الشيعة.
مسألة:
إذا علمنا أن الحسن الثاني بعلمه بخبر المهدي مابين العام 1974
و 1975، و إخفائه و كتمانه عن الناس، هو أمر يجعله يتحمل
المسؤولية عن كل الحروب التي وقعت من حينها إلى الان، فكيف
و الأمر هو أكبر من ذلك، لأنه هو السبب الكامن وراء معظم تلك
الحروب، ذلك أن إشعال الحروب و النزاعات بوسائل روحانية،
شكلت نوعا من التغطية على موضوع المهدي، و أريد بها إشغال
الناس و الرأي العام داخليا و خارجيا عنه، و مثال ذلك، هو
الحرب الأهلية اللبنانية، و الثورة الإيرانية، و هذه الأخيرة هدف
منها، إلى تأجيج الصرعات العقائدية الدينية في الخليج بين
المكون الشيعي و المكون السني من خلال تحريك مجموعة من
الأحداث الإرهابية هنا و هناك، في الحرم و غيره من الأماكن، كما
تعمد توريط إيران الشيعية في الصراع بينها و بين الولايات
المتحدة الأمريكية، و كذا في الزج بها بعد ذلك في الحرب ضد
العراق.
لقاءات الحسن الثاني الصحفية و الحوارية
طريقة الحسن الثاني اذا اراد ان يعقد معه احد الصحفيين حوارا،
هي أنه يجعل ذلك الصحفي بوسائل روحانية، هو الذي يطلب
الحوار معه، و يطرح الاسئلة التي يريدها الحسن الثاني، و التي
يكون قد اعد لها اجوبة في رأسه بشكل مسبق.
مثال ذلك:
بعد ان حرك الحسن الثاني و تسبب في احداث الثورة الايرانية،
جعل احد القنوات الفرنسية بوسائل روحانية، تطلب عقد لقاء
تلفزي و حواري معه، و طبعا كان قد اعد الاجوبة مسبقا لعلمه
بنوع الاسئلة التي ستطرح.
ثم ان جَعْلَ تلك الجهة الصحفية تطلبه و تحاوره بوسائل روحانية،
يدخل في اطار الجريمة الكاملة، لانه يحاول الظهور بمظهر
الشخص البريء الذي لا علاقة له بتحريك تلك الاحداث و التسبب
فيها، كما ان ذلك يُعتبر نوع من المرواغة، و طريقة لصرف
الانظار و الشبهة عنه.
استضافته في البرنامج الفرنسي ساعة الحقيقة
الحسن الثاني اطلع على كل ما كتب عن المهدي الثاني و من ذلك
ما كتبه الشيخ محي الدين بن عربي، و علم بان المهدي سيسود
عصره منتهى التيسير و الاعتدال، و ان اشياء عدة، كانت تكتسي
طابع الحظر و المنع او الكراهة او ما شابه ذلك، ستصبح في
عصر المهدي جائزة، لاسباب حدثت و استوجبت ذلك، او لمقاصد
و مصالح جديدة تقتضيها احوال العصر و طبيعته، و من ذلك مثلا
جواز الموسيقى و الغناء و غير ذلك، و جواز الموسيقى و الغناء
مأخوذ من عبارة الشيخ محي الدين بن عربي في حديثه عن
المهدي، بقوله: ( و تُضرب في عهده الدُفوف ).
و الحسن الثاني من خلال تحريك و التسبب في الثورة الايرانية
بوسائل روحانية، كان من بين اهدافه هو اظهار الشيعة بمظهر
التشدد، سيما و أنهم لم يطلعوا او يفهموا بمسالة التيسير كما
اطلع عليها الحسن الثاني.
لذلك في برنامج ساعة الحقيقة، الذي سعى الحسن ليكون ضيفا
عليه بوسائل روحانية، كان الهدف منه، هو أن يُظهر نفسه بمثابة
الشخص المعتدل مقارنة بانظمة متشددة كايران الشيعية مثلا.
و هنالك أمثلة أخرى لأشياء ستتغير أحكامها في هذا العصر،
سنقف عليها، عند شرح بعض من أحاديث آل البيت عليهم السلام.
و من ذلك مثلا، أنه إذا عُلم بجريمة التلاعب بالأجنة البشرية في
الأرحام، بالتذكير و التأنيث، التي قام و يقوم بها المجرمون
الروحانيون، فُهم سبب التوجه النسائي نحو المطالبة بالمساواة
مع الرجال في كل المجالات، و أن ذلك صار أمرا جائزا، و أنه لا
يجب التشدد و الإجبار في مسائل كالحجاب مثلا.
و فُهم جراء ذلك أيضا، سبب إنتشار المثلية في العالم، و إقرار
تشريعات لها في دول ديمقراطية، لأنه بسبب ذلك التلاعب الحادث
في الإجنة البشرية، لا يمكن إعتبار المثلية جريمة.
و هنالك أمثلة أخرى، ستذكر لاحقا.
المهدي الثاني جامع و الحسن الثاني مفرق
المهدي الثاني من أسمائه الجامع، و هو إسم له دلالات و معان
كثيرة، و منها أنه يجمع الناس و يوحدهم على اختلاف إثنياتهم و
جنسياتهم و أديانهم و مذاهبهم و لغاتهم و ألوانهم و غير ذلك.
مثال أول
فالمهدي الثاني جاء ليوحد بين مختلف المكونات الإثنية في
المغرب، و ذلك يُفهم من خلال دراسة موضوع المهدي الثاني ، و
يُفهم كذلك من خلال وجود أفراد من مختلف المكونات الإثنية في
المجتمع المغربي في مجموعة 313، التابعة له.
اما الحسن الثاني فقد سعى على النقيض من ذلك، إلى الزيادة في
بث الفرقة و التباعد بينهما، من خلال سياساته العنصرية، و
و توظيف و استعمال الوسائل الروحانية.
مثال ثاني
فالمهدي الثاني جاء ليوحد بين المغاربة و الجزائريين، و ذلك يُفهم
من خلال دراسة موضوع المهدي الثاني ، و يُفهم كذلك من خلال
وجود أفراد من المغرب و الجزائر في مجموعة 313، التابعة له
اما الحسن الثاني فقد سعى على النقيض من ذلك، و بوسائل
روحانية، إلى الزيادة في بث الفرقة و النزاع بينهما، من خلال
تحريك حادثة طرد مقيمين مغاربة بالجزائر و التسبب فيها، و غير
ذلك من المواضيع.
مثال ثالث
فالمهدي الثاني جاء ليوحد بين السنة و الشيعة، و ذلك يُفهم من
خلال دراسة موضوع المهدي الثاني ، و يُفهم كذلك من خلال
وجود أفراد من الشيعة و من السنة في مجموعة 313، التابعة له
اما الحسن الثاني فقد سعى على النقيض من ذلك، و بوسائل
روحانية، إلى الزيادة في بث الفرقة و النزاع بينهما، من خلال
تحريك الثورة الإيرانية و التسبب فيها، و إقحام إيران بعد ذلك في
صراعات و نزاعات بين دول الجوار السنية و على رأسها
السعودية، كما أقحم إيران كذلك في حرب مع العراق.
مثال رابع
و المهدي الثاني جاء ليوحد بين المسلمين و المسيحيين، و ذلك
يُفهم من خلال دراسة موضوع المهدي الثاني و أنه مُبشر به
كذلك في الإنجيل، و يُفهم كذلك من خلال وجود أفراد من دول
مسيحية في مجموعة 313، التابعة له.
اما الحسن الثاني فقد سعى على النقيض من ذلك، و بوسائل
روحانية إلى الزيادة في بث الفرقة و النزاع بينهما، من خلال
تحريك الحرب اللبنانية و التسبب فيها، و تأجيج الحرب الأفغانية
السوفياتية، و كذا تأجيج الكثير من النزاعات و الصراعات بين
المسلمين و المسيحين في مختلف الأماكن، كالفلبين و غيرها.
مثال خامس
و المهدي الثاني جاء ليوحد بين المسلمين و اليهود، و ذلك يُفهم
من خلال دراسة موضوع المهدي الثاني و أنه مُبشر به كذلك في
العهد القديم، و يُفهم كذلك من خلال وجود أفراد يهود في
مجموعة 313، التابعة له.
اما الحسن الثاني فقد سعى على النقيض من ذلك، و بوسائل
روحانية إلى الزيادة في بث الفرقة و النزاع بينهما، من خلال
تأجيج الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، و العمل على بقائه و
استمراره، و من خلال التسبب بوسائل روحانية في حادثة صبرا
و شاتيلا بلبنان و غيرها.
مثال سادس
و المهدي الثاني جاء ليوحد بين المسلمين و الهنود، و ذلك يُفهم
من خلال دراسة موضوع المهدي الثاني و أنه مُبشر به كذلك في
كتب الهنود، و يُفهم كذلك من خلال وجود أفراد هندوسيين و سيخ
في مجموعة 313، التابعة له.
اما الحسن الثاني فقد سعى على النقيض من ذلك، و بوسائل
روحانية إلى الزيادة في بث الفرقة و النزاع بينهما، من خلال
تأجيج الصراع الإثني داخل الهند بين اتباع الديانات الهندية و
المسلمين، و كذا تأجيج الصراع و النزاع بين الهند و باكستان
حول إقليم كاشمير، و غير ذلك.
و هنالك أمثلة أخرى.
حادثة جهيمان
فالراجح أنه المُحرك و المُتسبب في حادثة جهيمان بالحرم المكي
بوسائل روحانية، لأهداف منها إشغال الرأي العام بذلك، و منها
كذلك، تثبيت و تكريس الأفكار التقليدية بشان موضوع المهدي
المبشر به في الدين الاسلامي، في حين، أنه هو كان يعلم، بكون
مشروع المهدي الثاني، مشروع عصري و سلمي.
تأجيج الحرب الباردة و كذا الحرب السوفياتية الافغانية
و ذلك لإشغال الدولتين عنه، و إشغال الرأي العام المحلي و
الدولي.
إشغال الناس بموضوع الصحراء الغربية
الهدف الاساسي للحسن الثاني من وراء إثارة ذلك الموضوع
باستمرار، و جعله قضيته الكبيرة، هو إشغال الرأي العام داخليا و
خارجيا به، و التغطية على موضوع المهدي، و الحيلولة دون
إكتشاف الناس لوجوده.
فالحسن الثاني كان لديه روحانيون، بمقدورهم و باعمال روحانية،
القضاء على قادة ما يسميهم بالبوليزاريو، بطرق مختلفة، أو
يُمكنه أن يبث النزاع و الفرقة بينهم، أو يجلبهم إليه كذلك بوسائل
روحانية، كما فعل مثلا، مع واحد منهم، هو عمر الحضرمي، لكنه
لم يريد ذلك، و أراد بقاء موضوع النزاع حول الصحراء دائما
ومستمرا، لأنه يُغطي به عن موضوع المهدي الذي يُمثل بالنسبة
إليه تهديدا كبيرا.
السياسة الداخلية
التهديد الذي يشكله المهدي للحسن الثاني، و الذي أضحى هما
ثقيلا يُلاحقه، و يُدمره نفسيا، سيجعله يُفكر في توريط الأخرين
معه، و إشراكهم في نهجه الدكتاتوري، و ذلك من خلال اتباع
سياسة تقسيم الشعب إلى قسمين، قسم هو فريق تابع له، و قسم
غير تابع له، فهذا معنا، و هذا ليس معنا.
فالقسم التابع له، سيتكون من أسر من مختلف الطبقات الإجتماعية
و الإقتصادية، في كل المدن و القرى، و ستكون تلك الأسر هي
بمثابة من يشاركه في الحكم، و لها مصلحة في بقائه، و تستفيد
منه بشكل مباشر، من خلال التواصل الدائم،من طرف قيادات
سرية تُشرف على توجيه كل مجموعة و فريق، و من خلال
التأطير و الدعم و الإستفادة من كل الفرص و الايجابيات المملوكة
للدولة، و من خلال التمتع بمختلف الإمتيازات دون غيرهم، ممن
هم ليسوا منتمين لتلك الفرق و المجموعات.
و تلك الأسر المختلفة المندمجة داخل النسيج المجتمعي، بحرفها
وأعمالها و أشغالها و وظائفها ستمثل جهاز المخابرات الاساسي،
و الذي ستتشكل منه، مجموعات ثابتة و مستقرة على الدوام في
كل حي من أحياء كل مدينة، و في كل قرية، و حتى في كل حي
خارج المغرب، و ستتشكل منه كذلك، مجموعات متنقلة، و
متحولة باستمرار، بحسب الحاجة و الأوامر، و لمراقبة سير
العمل و الأمور، و للحيلولة دون حدوث مؤامرات، أو تخاذل أو
ما شابه ذلك.
و معظم المناصب و الوظائف و الأعمال و الأشغال و المشاريع،
تُعطى و تُمنح و تُجعل في هذه الأقسام من الأسر، و يُتعمد بكل
الوسائل أن تكون من نصيبها، لأنها صارت تابعة للنظام، و تشكل
جهاز مخابراته، و جُنْودا من جنوده، و بهذه الطريقة يكون النظام
بعد سيطرته على القرار المطلق، و سيطرته على كل ثروات
الدولة بمختلف الطرق، جاعلا أصحاب المداخيل الكبرى، و من
يسمون باصحاب الرساميل، و القدرات الشرائية، تابعين له
أيضا، و ضمن مجموعاته، و يمكنه التحكم في رؤوس الاموال
التي بحوزتهم، من خلال تأطيرهم، و إصدار الأوامر إليهم،
بواسطة رؤوسائهم المباشرين و السريين.
و و جود أسر من مختلف الطبقات ضمن مجموعاته، بما فيهم
أدنى الطبقات، و التي يُتَعَمَدُ أن يبقوا في مستوياتهم الاجتماعية و
المادية تلك طيلة حياتهم، هو لاهداف منها، التجسس و الإستخبار
للنظام، فأخبار كل طبقة في المجتمع لا ياتي بها غالبا إلا من
يماثلها في نفس طبقتها و يُعايشها حياتها عن قرب، و لذلك
فهنالك حاجة لفئة الفقراء و المتسولين و غيرهم، فالخادمات في
البيوت، يمثلن مصدرا مهما من مصادر التجسس و جلب الأخبار،
سيما و أنهن مطلوبات بشدة في بيوت الاسر و الشخصيات
السياسية و الغنية و النافذة.
و بعضا من هذه الأمور، هي أشياء فهمها الحسن الثاني من قضية
المهدي الثاني، لأن المهدي الثاني بعيشه بين الناس كواحد منهم
في مرحلة ما قبل ليلة الإصلاح التاريخية، هو بمثابة مُخبر يجمع
المعلومات عنهم و يعايش أحوالهم و تجاربهم، و كل ذلك،
سيحمله في ذاكرته، و سيستفيد منه بعد ليلة الإصلاح التاريخية،
عند توليه مهام الحُكم.
كما فهم أن سبب فشل مشروع المهدي الأول، راجع إلى علم
الجهات المعادية له بخبره، لكونها قد تكون جندت أقارب
للامام الحسن العسكري عليه السلام، للتجسس عليه.
كما أن الحسن الثاني أدرك دور و أهمية الأستخبارات كذلك، من
فهمه، لقصة مقتل النبي محمد (عليه الصلاة و السلام)،
إذ أنه، من الراجح، وقوف إمرأة أو خادمة وراء حادثة الإغتيال،
كانت تعمل على نقل أخبار النبي لجهة خارجية، جندتها لصالحها،
و هي من أمرها بدس السم للنبي محمد (عليه الصلاة و السلام)
لرغبتها في منع الوصية، التي علمت بنية النبي (عليه الصلاة و
السلام) في تركها، و ذلك للحيلولة دون إستمرار الخلافة في آل
البيت (عليهم السلام).
و بالموازة مع ذلك، و بشكل سري جدا، أُسس جهاز الروحانيين
السري، و يمكن القول، بان الحسن الثاني هو اول من عمل على
تأطير الروحانيين، و تأسيس جهاز و مجموعات تضمهم، و
يتوزعون في كل مكان مكان، و في كل حي حي، و يقومون
بأعمال عديدة و مختلفة، الكثير منها، تكتسي طابعا إجراميا، و
تستعبد الناس في قدراتهم و حرياتهم و أرزاقهم، سيما تلك الأسر
غير التابعة للنظام.
فبالاضافة إلى مسألة المراقبة الدائمة و المباشرة لهم، يتم
تحريكهم و التلاعب بهم و إقحامهم في أحداث مختلفة بحسب
المراد، و يتم التلاعب بقواهم و أفكارهم و غرائزهم و ميولاتهم و
مشاعرهم و غير ذلك.
و لفهم ذلك، نذكر بعض الجرائم التي يقوم بها أولئك الروحانييون،
و خاصة في حق الأسر غير المُنتمية لمجموعات النظام، و ذلك
في إطار خدمتهم لسياسة النظام، فمن ذلك مثلا:
- حرمان طفل من التعليم، بجعله يكره الدراسة
- حرمان طفل من التعليم من خلال جعله قليل الإستيعاب، و إصابته
بالكسل و الخمول و البلادة
- التلاعب بمستويات التلاميذ في المدارس
- العمل على توجيههم بحسب المراد
- تعمد إصابتهم بالضعف في مواد معينة، سيما اللغات الأجنبية
- ولمنعهم من إعتلاء مناصب مستقبلا، يتم العمل على جعل
نقاطهم و مستوياتهم متدنية بشكل مبكر
- عند الامتحانات و المباريات يتم إيقاعهم في أخطاء، و حالات
نسيان
- التأثير في حياة الأسر باشعال الخلافات داخلها
- التأثير في حياة النفسية و المزاجية للافراد و الأسر
- التسبب في الصراعات و النزاعات بين الأسر و العوائل
- التسبب في امراض و حالات إدمان متنوعة و مختلفة للافراد، و
إيقاعهم و أسرهم في مشاكل متعددة
- التسبب في حوادث السير و غيرها من الحوادث
- التجسس على الافراد و الاسر بالوسائل الروحانية، و من خلال
القرين للشخص، و السعي لمعرفة أفكارهم و أهدافهم، و التخطيط
بشكل مسبق لجرهم و الايقاع بهم، فيما يخدم مصلحة النظام.
و استعراض الأمثلة يطول، لأن الروحاني يمكنه التحكم و التأثير
في حياة الفرد كلها، و حتى في صحوه و يقظته، و رقوده و
نومه، و في ما بينهما من حركة و سعي.
فالمسالة هي، كما لو كان شخص او اشخاص يُحركون روبوتات،
و يبرمجونها على أفعال و أنماط معينة، بحسب السياسة و
الأهداف المرادة.
فالمتوقع بدرجة كبيرة هو، أنه في كل حي من أحياء المغرب،
يوجد فريق من الروحانيين، يعملون بالتناوب على مدار الاربع و
عشرين ساعة، على مراقبة كل شخص و أسرة و التأثير عليهم،
و مراقبة كل تحركاتهم، بشكل يخدم سياسة النظام، و عمل أولئك
الروحانيين، شبيه بمن يُتابع مسلسلا أو حلقات تلفزية، لكنه
يُمكنه التلاعب بأحداثها و أشخاصها، بما في ذلك تفاصيلها
الدقيقة.
و عمل جهاز الروحانيين السري، يشمل بالإضافة إلى الأحياء
السكنية، كل المؤسسات و المرافق و الشركات و الادارات و غير
ذلك.
ثم إن قدماء الروحانيين يشرفون بشكل سري على تخريج أفواج
كثيرة من الروحانيين بشكل سري جدا، و يقدر عدد الروحانيين
العاملين في ذلك الجهاز بعشرات الألوف.
كما أنه سعيا لإخفاء هذا السلاح الإستراتيجي عن الناس، كان
يُتعمد نشر روحانيين في مختلف الإحياء، يتظاهرون بأنهم
معالجون، مهمتهم الأساسية هي النصب على الناس، و سرقتهم و
الإحتيال عليهم، و الإعتداء عليهم، و بث الشكوك و الريبة في
نفوسهم ، و ترهيبهم، و إبتزازهم و ما شابه ذلك، و كل ذلك لأجل
إبعادهم عن الإعتقاد بهذا المجال، و أن كل ما يتعلق به، ليس إلا
مجرد شعوذة و دجل و خرافات.
فقوة الحسن الثاني كامنة في المجال الروحاني، و مصدرها هو
الروحانييون الذين يخذمونه و يُنفذون أوامره، و الذين سيؤطرهم
في جهاز سري، يمكن إعتباره الجهاز الأقوى في المغرب، بل و
في العالم.
ذلك أن الوسائل و الإمكانات المتاحة للروحانيين في المجال
الروحاني، تمكنهم من الهيمنة و السيطرة على الأفراد و
الجماعات، و على مختلف الميادين و القطاعات:
في التعليم
و في المجتمع
و في الإقتصاد
و في السياسة
و في الرياضة
و غيرها
الحسن الثاني من اكثر الراغبين في استمرار الصراع الفلسطيني
الإسرائيلي
و لذلك فبالإضافة إلى تحريكه لشخص أنور السادات و التلاعب به،
و الدفع به إلى تبني سلوكات و أفكار و إختيارات معينة،
فإن المتوقع جدا، أنه المحرك و المتسبب في عملية إغتياله
بوسائل روحانية، و ذلك من أجل إفشال عملية السلام، و استمرار
ذلك الصراع.
كما أنه من المتوقع كذلك، أنه المحرك لعملية إغتيال إسحاق رابين
بوسائل روحانية، و ذلك لنفس الهدف، ألا و هو إفشال أي مسار
نحو السلام.
فالحسن الثاني لديه روحانيون، قادرون بوسائلهم الروحانية، أن
يجعلوا كلا الطرفين، الإسرائيلي و الفلسطيني، يصلون إلى حل
سلمي فيما بينهما، و بما أنه لم يفعل ذلك، و لم يسعى إليه، دل
ذلك، على كونه الراغب الرئيسي في إستمرار ذلك الصراع، سيما،
بوجود المهدي الثاني، الذي يُعتبر تهديدا بالنسبة إليه، و يريد
التضليل عنه، و التعمية عن خبره.
لفهم طريقة الاغتيال روحانيا عن بعد بواسطة شحص أو جهة ما
الروحاني يمكنه إرسال الجن او الروحانية عموما، إلى شخص او
جهة معينة، و دفعه أو دفعها إلى التفكير في عملية الإغتيال
لشخصية مستهدفة، ثم جعلها تقوم بتنفيذها بعد ذلك، بحسب
الكيفية المرادة.
فإذا أخدنا عملية إغتيال الرئيس جون كينيدي، التي من الراجح
وُقوف الحسن الثاني ورائها، و كذلك إغتيال السادات و رابين
سنجد أن المتهم المنفذ لعملية الإغتيال يشار دوما إليه بكونه
شخصا معارضا معاديا لسياسة الضحية المغتال، و أن ذلك، هو
الدافع الأساسي للجريمة، لكن الحقيقة أن ذلك الإختيار بتلك
الأوصاف هو شيء متعمد جدا لأجل المراوغة، و إبعاد أية شكوك
يمكنها أن تخطر على بال المحققين، ذلك أن ما قام بتنفيذه
فعليا، قام به بدون إرادته الحقيقية، و تحت تأثير الروحانية التي
تلبست بجسده، و أن الذي يقف وراء عملية الإغتيال فعليا و
حقيقة، هو ذلك، الذي حَرَّكَهَا روحانيا عن بعد.
نظام عنصري
إن تقسيم الحسن الثاني للمواطنين إلى قسمين، قسم تابع له، له
حقوق و امتيازات، و قسم هو دون ذلك، هو دليل واضح على
سياسته العنصرية بين المغاربة.
و نصوص الدستور الدالة على المساواة بين المواطنين ما هي إلا
حبر على ورق.
نظام مافيوزي
المتاجرة في مجال المخدرات
هنالك تشريع بأشكال و طرق سرية لتجارة المخدرات محليا و
خارجيا، لأفراد و فئات، منتمية للمجموعات التابعة للنظام.
و تلك الفئات هي من يسيطر عليها، داخليا و خارجيا، جملة و
تقسيطا.
دور الروحانيين في هذا المجال:
لهم دور كبير لأنهم يراقبون كل التحركات، كما أن لهم دور في
إنتشار و رواج المخدرات ، لأنهم يجعلون بوسائلهم الروحانية،
أفرادا مختارين و مستهدفين بعناية، يقعون في إستهلاكها و
إدمانها.
المتاجرة بالبشر
هنالك سبل و طرق ممنهجة، لجر و إسقاط فتيات و نساء في مجال
الدعارة، و على راسها الوسائل الروحانية.
و الفتاة المستهدفة، غالبا ما يتم إيقاعها في نزاع مع أهلها، أو في
مشكلة، و يُدفع بها للفرار من أسرتها جراء ذلك، و أينما ذهبت
في مناطق البلاد، أو أينما تَمَّ توجيهها روحانيا، فإنها ستقع في
مجموعة تابعة للنظام، و سيتم إدماجها في صف تلك المجموعة،
و جعلها فتاة في خدمة شباب تلك المجموعة، و يتم إقحامها في
تجارة الجنس، و تجنيدها كمخبرة داخل المجموعة.
فالشاهد هنا، أن جل من يلجن إلى هذا المجال، يستدرجن إليه،
بوسائل روحانية و غيرها، و دون إرادتهن الحقيقية.
السرقة و اللصوصية
تضم المجموعات التابعة للنظام فئات إجرامية، تقوم بأعمال
إجرامية كالسرقة و ما شابه ذلك، و ذلك لأجل ترهيب الناس و بث
الخوف بينهم، و يتم توجيههم و تسليطهم، على فئات من الناس
بسبب أرائهم أو أفكارهم أو ما شابه ذلك.
و تتواجد هذه الفئات داخليا و خارجيا.
الإنتماء و التواجد داخل العصابات و الكيانات الإجرامية و
الإرهابية
يُشَجَّعُ الأفراد التابعين لمجموعات النظام في الخارج على الإنتماء
لمختلف العصابات و الكيانات و المافيات الإجرامية و الإرهابية، و
محاولة الوصول إلى مراتب قيادية داخلها، و ذلك للاستخبار و
لتوجيهها بحسب ما تقتضيه مصلحة النظام.
و الروحانيون لهم دور كبير في نجاح ذلك الفرد أو الافراد، لأنهم
يعملون بشكل سري، على متابعتهم روحانيا ، و التغطية عليهم، و
جعل القَبُول لهم داخل تلك الكيانات، و الدفع بهم إلى مراتب
الزعامة داخلها.
تشجيع الهجرة غير الشرعية
خاصة في صفوف الشباب الذين لا ينتمون للأسر و المجموعات
التابعة للنظام، لأنها تُحرم من إيجاد فرص الشغل، لأن معظم
المناصب و الوظائف تحتكرها المجموعات التابعة للنظام.
و تشجيع الهجرة السرية يتم بطرق سرية، عن طريق أفراد و
جهات تتلقى أوامر بذلك من رؤوساء سريين و مباشرين.
كما أن الروحانيين بوسائلهم الروحانية، يلعبون دورا كبيرا في
الدفع باولئك الشباب لتبني خيار الهجرة ذاك.
و من الأهداف وراء ذلك هو إشغال الناس و تحريكهم، و كذلك
التسبب في مشاكل لدول الضفة الأخرى، و ممارسة الضغوط
عليها.
دليل قاطع على ما تقدم
يمكن لمختلف الدول، التأكد من صحة ما تم إيراده هنا، من خلال
الأفراد المنتمين لكل دولة، المستبدلين منها جراء جريمة إستبدال
المواليد، و الذين يعملون في صفوف المجموعات التابعة للنظام.
وفاة الحسن الثاني
الحسن الثاني بعد إدِّعَائه الوفاة سنة 1999، ليترك المجال لإبنه،
ظل هو المتحكم الفعلي في الأمور، من خلال أقوى جهاز، و هو
جهاز الروحانيين السري، بالإضافة إلى جهاز الإستخبارات
السري ، المكون من الأسر و العوائل التابعة للنظام، و يمكن
تسميته كذلك، بجهاز المجموعات التابعة للنظام أو بِزُبناء النظام.
الحسن الثاني مطلوب رئيسي لساعة الحساب
الحسن الثاني هو واحد من المجرمين و الظالمين الذين سيؤتى
بهم للمحاسبة و المحاكمة عند قيام الساعة، و سيؤتى به حيا
حتى لو كان ميتا.
معلومات مهمة
- الصياد
- الحديد
- القِشْر
-ِ مِخِّي
هي القاب وصلت الى سمع المهدي الثاني في فترة
صغره، و فهم أنها تُشير حينئذ الى الاقوياء في مجال الروحانيات
بالمغرب، و من المتوقع، أنهم هم الذين شكلوا النواة الاساسية
لجهاز الروحانيين السري، و جلهم واقعون في اعمال اجرامية
روحانية، و جلهم قضوا ما يناهز النصف قرن في مجال
الروحانيات.
- الصياد: هو في الراجح من المواليد المستبدلين من السويد.
- الحديد: الراجح انه من المواليد المستبدلين من المانيا.
- القِشْر: الراجح انه من المواليد المستبدلين من اندونيسيا، و
غالب الظن ان له ابن يحمل نفس اللقب، قد عمل في دكان والدي
-ِ مِخِي: هو في غالب الظن من المواليد المستبدلين من دولة
اوربية.
- روحاني يدعى بسام او باسم من العراق، و هو في غالب الظن
مستبدل من نفس قرية المهدي الثاني.
و يبدو انه تم توريطه في تحريك احداث الحرب الاهلية الجزائرية
في التسعينيات من القرن الماضي.
ذلك ان الكل يعلم بمشكلة الصحراء بين المغرب و الجزائر، لكنهم
لا يعلمون، ان الهدف الاساسي من تضخيم و إثارة ذلك المشكل و
الابقاء عليه من طرف الحسن الثاني، هو التغطية على وجود
المهدي الثاني و اشغال الراي العام الداخلي و الخارجي عنه بذلك
الموضوع.
فربما عند قدوم هذا الروحاني للمغرب، و معرفته بمشكلة
الصحراء، اراد ان يُظهر كفاءته و خدماته فقام بتحريك تلك
الاحداث ليكسب ود الجهات المغربية و يكون مرحبا به.
- روحاني مغربي هو من المواليد المستبدلين من الولايات
المتحدة:
فلأجل جعله يكون من المعارضين و المحاربين للمهدي الثاني، فقد
تم توريطه في كارثة فيضان اوريكا، الذي وقع في التسعينيات من
القرن الماضي، حيث طُلب منه القيام باعمال روحانية لاجل انزال
المطر بدعوى حاجة الفلاحة للماء، فقام بذلك، و وقعت تلك
الكارثة.
مع العلم، بأن الجهة الإجرامية، المهندسة لكامل العملية، كانت
بوسائل روحانية، قد جلبت إلى مكان الإصطياف، الذي غمرته
مياه السيول، مجموعة من المصطافين، الذين خُطِطَ لموتهم بشكل
مسبق، بتلك الطريقة، على شاكلة الجريمة الكاملة.
الحث على مُناصرة المهدي الثاني و عِظَمُ أجر ذلك
( لِيُقَوِّ شديدُكم ضعيفكم، وَ لْيَعُدْ غنيكم على فقيركم، و لا تَبُثُّوا
سرَّنَا، و لا تُذِيعُوا أمرنا، و إذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه
شاهدا أو شاهدين من كتاب الله فخُذوا به، و إلا فقفوا عنده ثم
ردوه إلينا حتى يستبين لكم.
و اعلموا أن المنتظر لهذا الأمر له مثل أجر الصائم القائم، و من
أدرك قائمنا فخرج معه فَقَتَلَ عَدُوَّنَا كان له مثل أجر عشرين
شهيدا، و من قُتِلَ مع قائمنا كان له مِثلُ أجر خمسة و عشرين
شهيدا ).
( ..أفضل أعمال شَيعتنا انتظار الفرج ).
التعليق على الأحاديث:
- قوله: ( و لا تَبُثُّوا سرَّنَا، و لا تُذِيعُوا أمرنا ) يُستثنى من ذلك
الإمام المهدي الثاني، فالواجب في حالته، هو إذاعة أمره بين
الناس، و نشر خبره في صفوفهم، و بث سِرِهِ، الذي اختصه الله
به عليهم.
- قوله: ( و من أدرك قائمنا فخرج معه فَقَتَلَ عَدُوَّنَا كان له مثل
أجر عشرين شهيدا، و من قُتِلَ مع قائمنا كان له مِثلُ أجر خمسة و
عشرين شهيدا ) فالقتال الميداني و الحربي كان مطلوبا و مناسبا
في حالة، لو تَمَّ إدراك القائم الأول محمد بن الحسن العسكري، أما
في مرحلة القائم الثاني، المهدي الثاني، فَيُسْتَعَاظُ عن ذلك النوع
من القتال الحربي، بممارسة الدفاع و المحاماة عبر الطرق
الحوارية و التفاوضية، و عبر الضغوط السياسية و الإقتصادية
و ما شابه ذلك.
كما ينبغي التذكير، بأن القائم المهدي الثاني لا يموت، و ظهوره و
نجاحه أمر حتمي و لا مفر منه.
- قوله في الحديث الأخر: ( أفضل أعمال شَيعتنا انتظار
الفرج ) هذا قبل ظهور القائم المهدي الثاني و العلم بخبر وجوده،
أما بعدها، فإن أفضل الأعمال و أوجبها هي بدل الأسباب في
نُصرته، بالطرق و الوسائل السالفة الذكر.
من أوصاف المهدي الثاني قبل ليلة الإصلاح
عن الإمام الباقر (عليه السلام ) أنه قال:
( إن الشريد الطريد الفريد الوحيد، المفرد من أهله، الموتور
بوالده، المكنى بعمه، هو صاحب الرايات، و إسمه إسم نبي ).
التعليق على الحديث:
- قوله: ( الشريد ) الراجح أن المقصود بذلك، هو تفضيل التجوال
في البرية بشكل فردي و منعزل، و بدون تحديد سابق للمسار.
- قوله: ( الطريد ) أي أنه مُطارد من طرف الجهات الإجرامية،
التي تعتبره عدوا لها، و تهديدا دائما لها، و على رأس هذه
الجهات، الظالمون و المُعتدون و الروحانيون المجرمون، فهم
يُطاردونه بشكل دائم و مستمر، لأنه يُطارِدهم بدوره، لأن من
مهامه إقامة الساعة، و منذ علمهم بخبره، صار هاجسا و كابوسا
يؤرق نومهم، و يَقُضُّ مضاجعهم، و يُكَدِّرُ عليهم صَفْوَ عيشهم
و حياتهم، و شكَّل مُجرد وجوده عذابا معجلا لهم، سيما بعد تَيَقُّنِهِم
باستحالة قتله و القضاء عليه، و يضطرون إلى بذل
قصارى جهدهم من أجل الحيلولة دون ظهوره و نجاحه.
- قوله: ( الفريد ) أي الذي فيه صفة أو مزية واحدة على الأقل،
ينفرد بها عن غيره.
- قوله: ( هو صاحب الرايات ) أي أنه ذو صبغة دولية، و لذا ورد
ذكره في كل الديانات و المعتقدات الصحيحة المصدر، كما أن
مجموعة 313 التابعة له، تضم أفرادا من مختلف الدول و
القارات.
- قوله: ( و إسمه إسم نبي ) و هو إدريس، و معلوم بأنه إسم لنبي
سابق.
_________________________________________
المهدي الثاني شاب خالد لا يهرم
عن الإمام الرضا (عليه السلام ) أنه قال في علامات القائم:
( علامته أن يكون شيخ السن شاب المنظر حتى أن الناظر إليه
ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها، و أن من علامته أن لا يهرم
بمرور الأيام و الليالي حتى يأتيه أجله ).
التعليق على الحديث:
المهدي الثاني فيه من سنن الأنبياء
( في القائم منا سنن من الأنبياء، سنة من أبينا أدم، و سنة من
نوح، و سنة من إبراهيم، و سنة من موسى، و سنة من عيسى،
و سنة من أيوب، و سنة من محمد صلوات الله عليهم. فأما من
أدم و نوح فطول العمر، و أما من إبراهيم فخفاء الولادة و اعتزال
الناس، و أما من موسى فالخوف و الغيبة، و أما من عيسى
فاختلاف الناس فيه، و أما من أيوب فالفرج بعد البلوى، و أما من
محمد صلى الله عليه و آله فالخُرُوج بالسيف ).
( إن في صاحب هذا الأمر سننا من الأنبياء، سنة من موسى بن
عمران، و سنة من عيسى، و سنة من يوسف، و سنة من محمد
صلوات الله عليهم، فأما من موسى بن عمران فخائف يترقب، و
أما سنة من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى، و أما سنة من
يوسف فالستر، يجعل الله بينه و بين الخلق حجابا يرونه و لا
يعرفونه، و أما سنة من محمد صلى الله عليه و آله و سلم فيهتدي
بهداه و يسير بسيرته ).
و عن الإمام الهادي (عليه السلام ) أنه قال:
هذه الروايات تضمنت أوصافا للمهدي على إعتبار أنه شخص
واحد، في حين أن الصحيح، هو أن المهدي مهديان، لذلك قد نجد
في تلك الأوصاف، أوصاف تنطبق عليهما معا، و أوصاف تخص
واحد منهما دون الأخر، و سنوضح ذلك، فيما يلي:
- قوله: ( في القائم منا سنن من الأنبياء، سنة من أبينا أدم، و سنة
من نوح فأما من أدم و نوح فطول العمر ) فطول العمر سيتحقق
في المهدي الأول، لو كان هو من سيظهر بعد غيبته الطويلة، و
هذا لم يحدث، و إنما الذي سيظهر بعد تلك الغيبة الطويلة هو
المهدي الثاني، و هو المخصوص بوصف طول العمر، فهو لا
يموت، لكنه سيختفي في ليلة الإصلاح التاريخية، كشخص
بأوصاف طبيعية معهودة، و سيظهر بأوصاف مثالية و كمالية بعد
ذلك، و سيظل حيا لا يموت.
- قوله: ( و أما من إبراهيم فخفاء الولادة و اعتزال الناس )
فبالنسبة للمهدي الأول، فإن ولادته لم تكن خافية، بل كانت
معلومة للامام الحسن العسكري عليه السلام، و قد أخبر بها فئات
من الناس، و أقام لأجل ذلك الولائم، و ربما ذلك ما أدى إلى
إختطافه، و تَغَيُّبِه بشكل نهائي، اما كونه موصوف باعتزل للناس،
فذلك حاصل له في سجنه، و إن كان ذلك على سبيل الإضطرار و
ليس عن محض اختيار.
أما بالنسبة للمهدي الثاني ، فإن الوصف مطابق له، فهو جاء إلى
الوجود دون علم عامة الناس بإمامته و اصطفائه، لكن يُستثنى
من ذلك الجهات المعادية الرئيسية له، فهي كانت على علم بامره
منذ الوهلة الأولى، أما وصف اعتزال الناس فهو كذلك من سماته.
- قوله: ( و أما من موسى فالخوف و الغيبة ) هذا الوصف كان
سينطبق على المهدي الأول، لو لم يُختطف بشكل مبكر، حيث
سيكون خائفا من نظام الحكم القائم حينئذ، و سيضطر للفرار و
الغيبة بشكل مستمر، سيما في بداية أمره.
أما بالنسبة للمهدي الثاني، فإن تلك الأوصاف لا تنطبق عليه، لأنه
ظل لعقود لا يعلم بشكل يقيني، بأنه مختار من الله تعالى، في حين
أن الجهات الرئيسية المعادية له، كانت على علم بخبره منذ
الوهلة الأولى، و سعت سرا بكل وسائلها الممكنة للقضاء عليه،
لكن بدون جدوى.
لكن على العموم، فان المهدي الثاني، كان يشعر بأنه يُمثل ضيفا
ثقيلا و غير مرغوب و لا مرحب به من طرف جهة ما، و كان
يتلقى بين الفينة و الأخرى، سيلا من السباب و الشتائم، و
يتعرض لتهديدات، لم يكن يدري آنذاك سببها، و الداعي إليها،
لكنها جعلته يُعمل فكره لإستكناه الدوافع ورائها.
- قوله: ( و أما من عيسى فاختلاف الناس فيه ) و في الرواية
الأخرى ( أما سنة من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى ) فكما
هو معلوم فان ولادة عيسى كانت معجزة إلاهية، حيث ولد من
غير أب، و لأن ذلك كان أمرا غريبا، فقد قيل فيه بأنه مولود غير
شرعي، لكن الله أنطقه في المهد، و أظهر نبوته و اصطفائه.
فأما بالنسبة للمهدي الأول، فإنه لم يقل عنه مثل ما قيل في عيسى
عليه السلام.
أما بالنسبة للمهدي الثاني، فهو الذي يُقال عنه مثل ما قيل في
عيسى عليه السلام، ذلك أن له قصة سنذكرها، لان الحقائق
المتصلة باشخاص مثله، لابد من تبيانها، و لا يمكن اخفاؤها، لان
فيها حقائق تاريخية، و تكمن فيها حكم و مقاصد إلاهية.
و القصة هي أن العصر الذي تواجد فيه المهدي الثاني، تميز
بسيادة و انتشار نوع من الإجرام، ألا و هو الإجرام الروحاني، و
الذي كانت من مظاهره:
جريمة استبدال المواليد على مستوى العالم، و قد وصل ممارسوا
و مرتكبوا هذا النوع من الإجرام، ربما إلى الجيل الثالث أو الرابع
منه.
ثم إن هولاء الممارسين لهذا النوع من الإجرام الروحاني، لم
يكونوا يكتفون بجرائم استبدال المواليد فحسب، بل كانوا يصولون
و يجولون في كل أنواع الإجرام الروحاني الذي يمكن تصوره، و
من ذلك على سبيل المثال، جريمة إذكاء النزاعات و إشعال
الحروب و غير ذلك.
و كان من بين أنواع الإجرام المرتكب و المتداول بشكل واسع، هو
جريمة إقحام الناس في علاقات جنسية رضائية و غير رضائية
بدون إراداتهم الحقيقية و ذلك باستعمال وسائل روحانية، و يمكن
تسمية ذلك النوع من الإجرام بالموضة البشرية.
فالمرأة التي حملت بالمهدي الثاني، كان أحد الروحانيين
المجرمين، هو من يُحركها و يتلاعب بها روحانيا،و هو الذي
أقحمها في علاقة جنسية، بدون إرادتها الحقيقية.
ثم إن تلك المرأة، بعد شعورها بأعراض الحمل، الذي لم تريده و
لم تُخطط له، و التي هي كارهة له، فإنها سعت إلى التخلص
منه، بشتى الطرق و الوسائل الممكنة، إلا أن ذلك كله لم ينجح، و
السبب الخفي في عدم نجاح ذلك، هو إصرار الروحاني المجرم
المحرك لتلك العلاقة، روحانيا عن بُعد، على الإبقاء على ذلك
الحمل، و ذلك ربما، لانه يُمثل بالنسبة له، نوعا من الموضة
البشرية، الذي خَطَطَ لإستبداله حالما يُولد، و نَقْلِهِ الى جهة أخرى
كما هو معتاد في جريمة استبدال المواليد.
ثم إن ذلك الروحاني المجرم سيعمل كذلك على تعجيل الولادة
بوسائله الروحانية، و ستضطر تلك المرأة إلى الخضوع لعملية
قيصرية في وقت مبكر من الحمل، و سَيبقى ذلك المولود في أحد
المستشفيات مع غيره من المواليد الخدج لأجل إكتمال نموه.
ثم بعد إنتهاء تلك المرحلة، سيقوم ذلك الروحاني المجرم، بخطفه
و نقله بوسائل روحانية، إلى أسرة في منطقة أخرى، و هي
الاسرة و المنطقة التي نشأ فيها.
و بالنسبة للمرأة التي أُستبدل إليها و تولت تربيته، فقد كانت
بدورها كغيرها من النساء الكثيرات، يُعانين دون أن يدركن ذلك،
من تسلط الروحانيين المجرمين على حياتهن، و تلك المرأة
بدورها، تسببوا لها في مشاكل، و عَرّضوها لأحداث قاسية، و قد
مثَّل نقل ذلك المولود إليها، فرجا و نجاة من أحد المواقف الأليمة،
الشبيهة جدا بموقف تعرضت له أم النبي عيسى عليه السلام،
فكان فضل ذلك المولود عليها يمثل فضلا كبيرا.
و لابد من الإشارة هنا، الى تشابه كل من إسم ام النبي عيسى علي
السلام و اسم المرأة التي كبر لديها المهدي الثاني.
فالخلاصة هي:
أن الله تعالى كانت له حكم و مقاصد من طريقة ولادة و مجيء
المهدي الثاني، و قد يكون منها، ما يلي:
أولا
أنه جاء نتاج جريمة روحانية متداولة و مرتكبة بشكل كبير في هذا
العصر، ليكون نقمة على ممارسييها، و يمثل عذابا معجلا لهم، و
هذا هو الواقع، فمنذ علمهم بخبره، صار هاجسا و كابوسا
يؤرق نومهم، و يَقُضُّ مضاجعهم، و يُكَدِّرُ عليهم صَفْوَ عيشهم
و حياتهم، و شكَّل مُجرد وجوده عذابا معجلا لهم، سيما بعد تَيَقُّنِهِم
باستحالة قتله و القضاء عليه، و يضطرون إلى بذل
قصارى جهدهم من أجل الحيلولة دون ظهوره و نجاحه.
ثانيا
أنه جاء نتاج جريمة شملت جموعا كثيرة من البشر في هذا العصر
و ليست استثناء او امرا مقتصرا عليه، بل صار ذلك أمرا شائعا
في مختلف المجتمعات، و ستتواجد أمثلة كثيرة لذلك أيضا في
مجموعة 313 التابعة للمهدي الثاني.
كما أن المهدي الثاني بنشأته داخل الأسرة التي أُستُبدِل و نُقِلَ
إليها، عاش حياة طبيعية.
ثالثا
إن الله تعالى أراد للمهدي الثاني، أن لا يكون لأحد فضل كبير عليه،
و ذلك لأجل، أن يكون شديد الإستقلالية و الحياد، و لذلك جعل
مجيئه الى العالم بتلك الطريقة.
و من المعلوم، أن الإنسان لو أراد أن يتنصل من فضل البشر عليه،
فلا يمكنه أن يتنصل أو ينكر فضل الأم عليه، لأنها حملته، و عانت
من تبعات ذلك.
لكن الأمر مع المهدي الثاني فهو مختلف تماما:
فالبنسبة للمرأة الأولى، فإنها لم تُخطط للحمل، و لم تُرِيدْهُ، و
حاولت التخلص منه بشتى الطرق و الوسائل، ثم إنه خرج إلى
الوجود بشكل مبكر، من دون حمل تام و كامل، و جاء نتيجة
عملية قيصرية، و بالتالي فليس هنالك حمل حقيقي، أو حتى نية
أو إرادة له و رغبة فيه، و ليست هنالك ولادة حقيقية، و ما يتبعها
من الآم المخاض و الوضع.
و الخلاصة أن هذه المرأة، لا فضل لها على المهدي الثاني.
و بالنسبة للمرأة الثانية، فإن المهدي الثاني، إنما أُستبدل إليها، و
لم تَلِدْهُ، بل و مَثّل ذلك المولود بالنسبة لها فضلا كبيرا، و حلا
لأزمة أوقعها الروحانييون المجرمون فيها، كما أنه من المتوقع
جدا، أنه لم يَرْتَضِعْ منها. ذلك أن الروحانييون المجرمون عندما
علموا ما يُمثله ذلك المولود بالنسبة لهم من خطر و تهديد كبير،
لكونه هو المكلف بإقامة الساعة، أرادوا التخلص منه و قتله،
فجعلوه بوسائلهم الروحانية يأبى و يرفض و يمتنع عن الرضاع،
و هو ما اضطر أهله لإقتناء حليب مصنع له، و كان أولئك
الروحانيون المجرمون قد أَعَدُّوا علبة حليب مصنع، دُس فيها
الكثير من السم، و وضعوها في أحد المحلات التجارية، و جعلوها
هي التي تُقتنى لذلك المولود، أي المهدي الثاني، و رغم تناوله
لذلك الحليب المسموم، و معاناته جراء ذلك، حتى غمر الياس
أهله، و ظنوا أنه ميت لا محالة، دون ان يدركوا أن الحليب
المسموم هو السبب، إلا أن الله تعالى حفظه و أبقاه.
ثم إن ذلك المولود نما و كبر بالحليب الصناعي و دون حليب الأم.
فالشاهد من كل ذلك، هو أن الله أراد أن يُبعد المهدي الثاني عن
أفضال و إمتنان الناس عليه، و حتى من أقربهم إليه، لأنه يُعده
لأمر عظيم جداََ.
رابعا
إن الله تعالى جعله يأتي الى الوجود عن طريق عملية قيصرية، و
ليس عن طريق ولادة طبيعية حقيقية، لأنه أراده أن يكون شبيها
له و جامعا لاسمائه الحسنى، و صفاته العظمى، و منها ما وصف
بها تعالى نفسه بأنه (لم يولد).
- و قوله: ( و أما من أيوب فالفرج بعد البلوى ) و هذا الوصف
مطابق لحالة المهدي الثاني المُقْبِلِ على ليلة الإصلاح التاريخية،
و أما المهدي الأول، فلا يُناسبه ذلك الوصف، لأنه ظل سجينا
حتى مماته، لكن عودته في الرجعة، يمكن اعتبارها فرجا بعد
البلوى.
- قوله: ( و أما من محمد صلى الله عليه و آله فالخُرُوج بالسيف )
هو وصف يناسب المهدي الأول، و الأحداث المتعلقة به في
الروايات، و التي لم تجري في الواقع بسبب اختطافه المبكر.
و يمكن للوصف أن يناسب المهدي الثاني، إذ عُنِيَّ بالسيف القَلَمُ،
أو ما يقوم مقامه.
- قوله في الرواية الأخرى: ( و أما سنة من محمد صلى الله عليه
و آله و سلم فيهتدي بهداه و يسير بسيرته ) فهو وصف يُناسب
المهديين معا، لكونهما وُجِدَا في أماكن جُغرافية تدين بالإسلام.
- وقوله في الرواية الأخرى: ( و أما سنة من يوسف فالستر،
يجعل الله بينه و بين الخلق حجابا يرونه و لا يعرفونه )
هذا لا يُناسب المهدي الأول، فقد عَرِفَتهُ الجهات المعادية له، و
قامت باختطافه بشكل مبكر، و أما المهدي الثاني فقد علمت
بخبره الجهات المعادية له، و كذا فئات قليلة من الناس، لكن
معظم البشر لا دراية لهم بذلك.
- قوله: ( ما منا أحد اخْتَلَفَ إليه الكُتُبُ، و أُشِيرَ إليه بالأصابع، و
سُئِلَ عن المسائل، و حُمِلَتْ إليه الأموال، إلا اغْتِيلَ أو مات في
فراشه ) و هذا يوافق مضمون حديث الإمام الباقر ( عليه السلام )
: ( و الله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه و آله، أن
هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي و فاطمة عليهما
السلام، ما منا إلا مسموم أو مقتول ).
- قوله: ( حتى يبعث الله لهذا الأمر غلاما منا خفي الولادة و
المنشأ، غير خفي في نسبه ) و هو الإمام المهدي الثاني، الذي
خصه الله تعالى بحفظه و حراسته، و جعله باقيا.
أما خفاء الولادة و المنشأ، فإن ذلك الخفاء هو لعامة الناس، اما
الجهات المعادية الرئيسية له، فقد كانت تعلم بأمره منذ الوهلة
الأولى له.
المهدي الثاني هو خاتم أئمة آل البيت
المهدي الثاني هو خليفة الله عز و جل
المهدي الثاني هو ولِيُّ الله حقا و مهديُّ عباده صدقا
المهدي الثاني هو صاحب الأمر
المهدي الثاني سيكون مألوها بحق
الله يصلح أمر المهدي الثاني في ليلة
التعليق على الحديث:
خفاء ولادة المهدي الثاني
عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) قال:
( القائم منا تخفى ولادته عن الناس حتى يقولوا: لم يولد بعد، ليخرج حيث يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة ).
التعليق على الحديث:
المهدي الثاني و القائم إسمان لمسمى واحد
( المهدي و القائم واحد؟ فقال: نعم. فَسُئِلَ: لأي شيء سُمِّيَ
المهدي؟ فقال: لأنه يهدي إلى كل أمر خفي، و سُمِّيَ القائم لأنه
يقوم بعد ما يموت، إنه يقوم بأمر عظيم ).
_________________________________________
المهدي الثاني سيكون هو الظاهر و الباطن
عن النبي محمد ( عليه الصلاة و السلام ) قال:
_________________________________________
المهدي الثاني سيكون هو القوي العزيز
التعليق على الحديث:
المهدي الثاني هو الحي الذي لا يموت
عن سعيد بن جبير قال: سمعت زين العابدين ( عليه السلام ) يقول:
( في القائم سنة من نوح و هو طول العمر ).
و عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال:
( و الله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه و آله، أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي و فاطمة عليهما السلام، ما منا إلا مسموم أو مقتول ).
التعليق على الأحاديث:
- قوله: ( في القائم سنة من نوح و هو طول العمر )
_________________________________________
المهدي الثاني يركب السحاب و يرقى في الاسباب
عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال:
( أما إن ذا القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول و ذخر لصاحبكم الصعب ، قال سورة: قلت و ما الصعب؟ قال: ما كان فيه رعد و صاعقة أو برق فصاحبكم يركبه، أما إنه سيركب السحاب، و يرقى في الأسباب، أسباب السماوات السبع و الأرضين السبع، خمس عوامر و إثنتان خرابان ).
التعليق على الحديث:
المهدي الثاني سَتَجْرِي الملاحم على يديه
المهدي الثاني سيكون سريع التنقل
عن النبي محمد ( عليه الصلاة و السلام ) قال:
_________________________________________
المهدي الثاني سيكون هو الرزاق
عن النبي محمد ( عليه الصلاة و السلام ) قال:
( تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط، تُرسل السماء عليهم مدرارا، و لا تدع الأرض شيئا من النبات إلا أخرجته..).
التعليق على الحديث:
_________________________________________
المهدي الثاني سيكون هو النور
عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال:
( إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها و استغنى العباد من ضوء الشمس و ذهبت الظلمة...)
التعليق على الحديث:
قوله: ( أشرقت الأرض بنور ربها) أي بنور القائم.
_________________________________________
المهدي الثاني سيكون هو المحيي و المعيد
عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:
( ويقبل الحسين عليه السلام في أصحابه الذين قتلوا معه، و معه سبعون نبيا كما بعثوا مع موسى بن عمران، فيدفع إليه القائم عليه السلام الخاتم، فيكون الحسين عليه السلام هو الذي يلي غسله و كفنه و حنوطه و يواريه في حفرته ).
التعليق على الحديث:
المهدي الثاني هو محور أيام الله الثلاثة
الرجعة خاصة و ليست عامة
أول من يُرْجِعُ المهدي الثاني إلى الدنيا
المهدي الثاني سَيُرْجِعُ النبي محمد و عليا
المهدي الثاني سَيُنْزِلُ النبي عيسى
المهدي الثاني سيكون هو الحسيب
المهدي الثاني سيكون هو المُنتقم
المهدي الثاني سَيَرُدُّ أعداء المؤمنين لمُحاكمتهم
المهدي الثاني سيكون هو السميع البصير
المهدي الثاني سيكون هو الشافي
التعليق على الحديث:
المهدي الثاني سيكون هو العليم الخبير
المهدي الثاني سيكون هو العليم الحكيم
المهدي الثاني سيكون هو الكريم الوهاب
المهدي الثاني سيكون هو الحَكَمُ العَدْلُ
- قوله: ( و لا يُسأل عن بيِّنة ) لأنه سيكون بكل شيء محيطا،
لكنه لضرورة إظهار البينة للمتابعين و المشاهدين و لعامة
الناس، حتى تطمئن قلوبهم، و يتيقَّنوا من تمام و كمال عدالة
القائم المهدي الثاني، فإنه من المتوقع، أنها ستكون من
معجزاته، المُوافِقَة و المُمَاثِلَة لِجنس ما يُتقنه الناس في عصره،
هو القدرة على عرض المشاهد السمعية البصرية، لأي شيء
يريده، من تاريخ الناس و الأحداث و غير ذلك، و ذلك كبَيِّنَاتِِ أو
أدلة أو براهين، أو على سبيل الإستدلال على شيء معين أو ما
شابه ذلك. و كل ذلك سيكون سهلا و هيِّنا، على من ستكون قدرته
بلا حدود.
- قوله: ( يُعْطِي كل نَفْسِِ حُكْمَهَا ) أي يكون عادلا و مُقسطا.
- قوله في الحديث الثاني : ( إذا قام قائم العدل، وَسِعَ عدله البَرَّ و
الفَاجِرَ ) أي أن عدالة القائم المهدي الثاني، ستشمل كل الناس،
بدون إنحياز لفئة على غيرها.
- قوله في الحديث الثالث: ( يَبْلُغُ من رَدِّ المهدي المَظَالِمَ، حتى لو
كانت تحت ضرس إنسان شَيءُُ انتزعه حتى يَرُدَّهُ) أي أن عدالته
ستشمل المظالم الكبيرة و الصغيرة.
المهدي الثاني هو من سَيُصْلِحُ المُنَاخ
التعليق على الحديث:
الأمن و السلام في عهد المهدي الثاني
التعليق على الحديث:
- قوله: ( طوبى لعيش بعد المسيح ) أي بعد حلول عصر المسيح،
و المقصود بالمسيح هو القائم المهدي الثاني، لأنه يسمى
بالمسيح المنتظر في كتب سماوية سابقة، و لأنه وَلِيُُّ على قدم
المسيح عيسى عليه السلام.
- و الحديث يتضمن الإشارة الى الرقي و الإزدهار الحياتي في عهد
القائم المهدي الثاني:
فقوله: ( يُؤذن للسماء في القَطْرِ ) يُشير إلى وفرة و إزدهار الأمن
المائي.
و قوله : ( و يُؤذن للأرض في النبات ) يُشير إلى وفرة و إزدهار
الأمن النباتي و الزراعي و الغذائي، لدرجة أن التربة و الأراضي
غير الصالحة للزراعة تصبح مُنبتة و مُنتجة.
و قوله: ( و لا تَباغضُُ و لا تَحاسُدُُ ) يُشير إلى رُقي و إزدهار
الأمن النفسي و الأخلاقي و الإجتماعي، و إلى التألف و التماسك،
الذي سيسود بين الناس في عهد القائم المهدي الثاني، بفضل
تسييره و تدبيره، و علمه و حكمته.
و قوله: ( حتى يَمُرَّ الرجلُ على الأَسَدِ و لا يَضُرُّهُ، و يَطَأَ
على الحَيَّةِ فلا تَضُّرُهُ ) يُشير إلى رُقي و إزدهار الأمن الجسدي،
و إنتفاء التهديدات و المخاطر، و سيادة جو الأمن و الأمان، و
السِلم و السلام، في عهد القائم، الذي سيكون على كل شيء
قدير.
_________________________________________
العدل و الرخاء في عهد المهدي الثاني
التعليق على الحديث:
المهدي الثاني سَيَحْكُمُ الملائكة
التعليق على الحديث:
- قوله: ( تكون الملائكة بين يديه ) أي تَعْبُدُهُ و تُطِيْعُهُ و تُنَفِذُ
أوامره.
المهدي الثاني سيكون هو القادر المقتدر
المهدي الثاني سَيُظْهِرُ كل معجزات الأنبياء و الأوصياء
المهدي الثاني سيكون هو المجيب
عصر المهدي الثاني سيكون أفضل العصور على الإطلاق
استغناء الناس في عصر المهدي الثاني
وجوب الأدب مع المهدي الثاني
أحداث قادمة: معجزة فقدان الماء
أحداث قادمة: خروج الدجال
سياق ذلك:
بعد مرور القائم المهدي الثاني بليلة الإصلاح التاريخية، و
صيرورته شبيها لله تعالى، سيقوم في فترة معينة بإنزال المسيح
عيسى بن مريم عليه السلام.
و لأن المسيح عيسى عليه السلام هو واحد من أولي العزم من
الرسل، و ليس هو الله، كما تعتقد و تقول فئة أو فئات من أتباعه
المسيحين، فإنه عليه السلام، بعد إنزاله إلى الأرض، سيقوم
بإبطال ذلك الإعتقاد الخاطيء أمام أنظار كل العالم، و ذلك من
خلال إظهار تذلله و خضوعه، و صرف صلاته و تعبده
للشبيه بالله تعالى، القائم المهدي الثاني.
ثم إنه بعد أن لا يبقى على وجه الأرض، إلا من يقول:
لا إله إلا القائم المهدي الثاني، و ذلك بعد رؤية الكثير من البراهين
و المعجزات المبينات القاطعات.
فإن القائم المهدي الثاني، و منعا لحدوث مثل ما وقع بشأن المسيح
عيسى، من أعتقاد باطل بألوهيته، و اختبارا للناس على أنهم
صاروا يُميزون غير الله تعالى عن الله تعالى، و عن شبيهه
الوحيد، القائم مقامه، و المرادف له، فإنه سيبتليهم بإخراج
المسيح الدجال إليهم.
و بعد إنتهاء فتنة هذا الأخير، و أمدها، فإن القائم المهدي الثاني
سَيُقْدِرُ النبي عيسى على قتله، و إنهاء أمره.
- قوله في الحديث الثاني: ( و المهدي الذي يقتل الدجال) أي أن
الشبيه لله تعالى، القائم المهدي الثاني، هو من يَقٌتُل المسيح
الدجال على يد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.
- قوله في الحديث الثالث: ( و يهبط إلى الأرض بدمشق) الراجح
أن المقصود بالهبوط هنا، هو الهبوط لأجل قتل الدجال، و ليس
هو النزول الأول من السماء.
- قوله في الحديث الثالث: ( و هو الذي يقتل الدَّجَّال) أي أن النبي
عيسى يقتل الدجال، بقدرة القائم المهدي الثاني، على غرار قوله
تعالى: ( و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى ).
مدة ملك المهدي الثاني
التعليق على الحديث:
المهدي الثاني طاووس أهل الجنة
نجاح المهدي الثاني حَتْمِيُُّ
الطريق إلى ليلة الإصلاح التاريخية
(..سيأتي من الجنوب بقوة..)
أي بقوة الضغوط الدولية
و بالنسبة للضغوط الدولية، فالواجب أن تتزعمها التمثيليات
الدينية داخل مجموعة 313، و أن تكون ضغوطا مشتركة و
متحدة و تُمارس في وقت واحد، و شرح ذلك، كالأتي:
1- فزعامة التمثيليات الدينية المُمَثَلَةِ داخل المجموعة لتلك
الضغوط، لأن ذلك، هو الواجب عليها أصلا في تعاليمها الدينية،
لأن الإمام المهدي الثاني شخص مقدس، و قد بُشِرَتْ به في
كتبها، بِأسماء مختلفة، و تَمَّتِ التَوْصِيَةُ به، فلذلك وَجَبَ عليها
نُصْرَتَهُ.
2- و أما ممارسة تلك الضغوط بشكل مشترك و متحد و في آن
واحد، فلكي لا تَدَّعِيَ جهة دون أخرى مستقبلا، أن لها لوحدها
الفضل في تخليص المهدي الثاني من دار الظالمين، و تسعى لأن
تَمُنَّ عليه بذلك.
كما ينبغي التذكير، بأن سلامة المهدي الثاني مضمونة، حتى ولو
بقي في دار الظالمين مابقي، و هو لا يَمُوْتُ و لا يَهْرَمُ، كما أن
حاجة الناس إليه سواء داخل مجموعة 313، أو بشكل عام، هي
أَشَدُّ من حاجته إليهم، بل هو لا يحتاج إلى أحد، في حين، أن كل
الناس ستحتاج إليه.
و قد سُئِلَ الإمام الحسين (عليه السلام) بِمَا يُعْرَفُ المهدي؟
فقال: ( ..بِحَاجَةِ الناس إليه و لا يَحْتَاجُ إِلَى أَحَدِِ ).
تعليقات
إرسال تعليق