القائمة الرئيسية

الصفحات

أحاديث خاصة بالمهدي الثاني

أحاديث خاصة بالمهدي الثاني


 بما أن الروايات الحديثية الشيعية و السنية الواردة عن أل


 البيت (عليهم السلام) بشأن الامام المهدي لم تُميز المقصود بها،


 هل هو، الإمام المهدي الاول أم الإمام المهدي الثاني، فإنني


 ساسرد هاهنا، أهم الروايات الحديثية الخاصة حصريا بالإمام


 المهدي الثاني، و قد يتم التعليق على بعضها، فهنالك التباس و


 خلط بين المهديين واقع في روايات ائمة ال البيت عليهم السلام،


 دون أن يفطنوا إليه، لعدم علمهم بأن منصب المهدي فيه


 شخصان، كما انهم لم يوفقوا أحيانا لمحالفة الصواب في بعض


 من تأويلاتهم لِمَا يُكْشَفُ لهم من أمور تخص الامام المهدي


 الثاني، و ذلك لخفاء منصب الامام المهدي الثاني عنهم، و


 غرابته، و عدم توقعهم له.


و لعل الله تعالى قصد حدوث ذلك اللبس بين المهديين، لانه على اية حال، يمكن اعتبارهما شخصا واحدا، و استمرارية لنفس المسار، بناء على أمور مشتركة بينهما، منها:

- الإنتماء لفئة الأولياء الرسميين، الذين إصطفاهم الله تعالى، مع تفاوت جلي في المراتب.

- الإشتراك في لقب الإمامة و مسمى المهدي.

- الإنتماء لال البيت (عليهم السلام).

- تحقيق نفس الاهداف و هي نشر القسط و العدل و ازاحة الظلم و الجور.

- نصرة المظلومين و على رأسهم آل البيت (عليهم السلام).

و هكذا..

_________________________________________

تمهيد 


و يمكن التمييز بين الروايات الواردة بشأن الامام المهدي الثاني عن تلك الواردة بشأن الامام المهدي الأول، بطرق منها:

1- استحضار سمات كل عصر و حقبة زمنية، و ما تعرفه مجرياتها من مظاهر للعيش و الحضارة، فنخلص مثلا، للأتي:

- أن كل الروايات تقريبا، المتضمنة لذكر، المعارك و الخيول و السيوف و ما شابه ذلك، هي روايات خاصة بالمهدي الأول، و قد ترد روايات خاصة بالمهدي الثاني، تتضمن كلمة المعارك، لكن يقصد بها في الأرجح، إقامة المناظرات الفكرية و العلمية، و عرض الحجج و الأدلة و البراهين، و قد تذكر كلمة السيف كذلك، و يقصد بها في الأغلب، اللسان و التعبير الشفهي أو الكتابي أو المنطق السليم أو الإعجاز، لأنه كما يُنتصر بالسيف، يُنتصر كذلك بالقول و المنطق، و يقال، سيف قاطع و لسان أو حجة قاطعة، و من وجوه تشبيه اللسان بالسيف، ما ورد في البيت الشعري التالي:

جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لهاَ الْتَئَامُ ........ و لا يُلْتَامُ مَا جَرَحَ الْلِسَانُ

2- العلم برتبة كل من الإمام المهدي الأول و الثاني، و الفرق بينهما، فرتبة الوصي أو الإمام المعصوم ليست كرتبة الشبيه بالله تعالى، فنخلص مثلا، للأتي:

-  كل رواية حديثية صحيحة التبوت، تضمنت أمراََ، لا يقدر عليه إلا الله تعالى، فإن المقصود بها، هو الإمام المهدي الثاني، لأنه

 سيكون شبيها لله تعالى.

كما ينبغي التأمل في إختلاف طبيعة كل منصب من المنصبين،

 فمنصب الوصي أو الإمام المعصوم هو أقرب ما يكون إلى كونه

 ذو طبيعة محلية و جهوية، في حين، أن منصب الشبيه بالله، هو

 منصب ذو طبيعة و صبغة دولية و عالمية، و لذلك تم الإعلام و

 التبشير به في كل الديانات و المعتقدات الصحيحة المصدر، فالله

 رب للعالمين جميعا، و ليس ربا لفئة معينة دون أخرى، لذلك

 يَرْعَى مصالحهم جميعا، و يعاملهم بالحق و العدل.

و مثال ذلك:

أن شخصا، إذا كان رئيسا لدولة معينة، فإنه يسعى جاهدا، لتحقيق

 مصالح تلك الدولة بعينها، فلو تم إنتخابه مثلا، رئيسا لمنظمة

 دولية، فإنه سيسعى لتحقيق المصالح العامة المشتركة لكل

 دول العالم.
_________________________________________

الروايات الحديثية السنية و الشيعية الخاصة بالإمام المهدي الثاني


المهدي مهديان


عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال:

( لو قد قام القائم لأنكره الناس لأنه يرجع إليهم شابا موفقا، لا

 يثبت عليه إلا من قد أخذ الله ميثاقه في الذر الأول )

و في رواية اخرى: ( و إن أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم

 شابا و هم يحسبونه شيخا كبيرا )

التعليق على الحديث:

- هنالك إعتقاد سائد لدى الشيعة، و كذلك عند أئمة آل البيت عليهم

 السلام، بأن المهدي هو شخص واحد فقط، و أنه سيغيب غيبة

 طويلة جدا، ثم يعود هو بنفسه للظهور مرة أخرى في زمان

 متأخر، لكن الحقيقة، هي أن الذي سيظهر من جديد هو شخص

 أخر، و هو المهدي الثاني، لذلك من الطبيعي أن يقع نوع من

 الإستنكار لدى فئة من الناس، لأن الأمر جاء، ربما بخلاف

 المتوقع لديهم، و هذا الشعور يكون في البداية الأولى لظهور

 المهدي الثاني فقط، ثم بعدها يختفي و يزول، ويصبح الأمر

 متقبلا، لأن المشيئة مشيئة الله، و هو أحكم الحاكمين، كما أن

 هنالك نقاط تشارك بين المهديين، تجعلهما يبدوان متحدان، و أن

 الثاني يمثل إستمرارية للأول.

و تجنبا للوقوف طويلا، أمام هذه المسألة، فقد وردت توصية في

 نفس المعنى،  فعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال:

( إن كنتم تُؤَمِلُونَ أن يجيئكم من وجه، ثم جاءكم من وجه فلا

 تُنكرونه ). 

- قوله: ( صاحبكم ) هذه العبارة تَكَرَّر إستعمالها في روايات عدة،

 و خرجت مخرج الغالب، و هي قد تُنَاسِبُ المهدي الأول، لكنها 

 لاتتناسب مع المهدي الثاني، ذلك أن الصحبة تكون بين

 المتقاربين في الأوصاف و المراتب، و المهدي الثاني هو

 موصوف بالوحدة قبل ليلة الإصلاح، و سيكون شبيها لله تعالى

 بعدها. 

_________________________________________

إنتشار الحروب و النزاعات قبل ظهور المهدي الثاني


عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنه قال:

( قُدَّامَ هذا الأمر بَيُوحُُ، قُلْتُ وَمَا البَيُوحُ؟ قال: قَتْلُُ دَائِمُُ لا يَفْتُرُ ).

التعليق على الحديث:

- قوله: (قُدَّام هذا الأمر ) أي قبل ظهور القائم المهدي الثاني.

- قوله: ( قَتْلُُ دَائِمُُ لا يَفْتَرُ ) أي أن الأجواء السائدة قبل ظهور

 القائم المهدي الثاني، هي أجواء نزاعات و حروب و قِتَال و صِدَام

 و خِلاَف، و ذلك أمر واقع و مشهود، و واضح و جلي، عند التأمل

 و إِعْمَالِ المراجعة في نزاعات القرن العشرين، و جَرْدِ أحداث كل

 سنة من سنينه،و كذلك، نزاعات الفترة التي مضت من القرن

 الحالي، الواحد و العشرين. 

و قد متلث تلك النزاعات بمجموعها، سلسلة حرب موقودة و

 دائمة، كلما خَمَدَتْ في مكان من العالم، اشتدت و اشتعلت في مكان

 أخر، و هكذا، و نتج عن كل ذلك، قتلى و ضحايا بأعداد كبيرة و

 مهولة. 

و هذه المراجعة لحالات النزاع في العالم قبل مجيء القائم المهدي

 الثاني، تكتسي أهمية بالغة جداََ، لأن العالم مدعو لعقد المقارنة

 بين ما كانت عليه الأوضاع قبل مجيء القائم المهدي الثاني، و

 بين ما سَتُصْبِحُ عليه الأوضاع عند مجيئه و حلول عهده، لِيَتَّضِحَ

 له الفَارِقُ بين الفترتين.

كما ينبغي الإشارة، إلى أن معظم أسباب تلك النزاعات و الحروب

 الماضية، و ذلك فيما يزيد عن نسبة التسعين بالمائة منها، هي

 أسباب سحرية روحانية، تمت ممارستها من طرف روحانيين

 سحرة مجرمين، و لذلك يمكن تسمية العصر الحالي، بعصر

 الإجرام الروحاني.

و من الأشياء التي ستساعد في الإستدلال على كون الروحانيين

 المجرمين، هم المتسببون الرئيسيون في تحريك و إدكاء جل

 النزاعات و الحروب الماضية، هو القيام بأعمال البحث و التحقيق

 و الدراسة في جريمة إستبدال المواليد، فهي جريمة خفية و

 غامضة، قد تعود بداية ممارستها، إلى أزيد من قرن و نصف أو

 قرنين، و لازال تَنفيذها مستمرا إلى الان، و توارثتها أجيال من

 الروحانيين المجرمين، و ربما وصل تعاقبها إلى الجيل الثالث أو

 الرابع، فالشاهد هو أنه من المؤكد، أن هولاء المجرمين، لم

 يكونوا يكتفون بالقيام بجريمة إستبدال المواليد لوحدها، بل كانوا

 يَصُوْلُون و يَجُوْلُون في كل ميادين الإجرام و الإعتداء الممكنة

 لهم، و من ذلك، التسبب في إدكاء النزاعات، و إشعال الحروب.

و لأن هذا النوع من الإجرام الروحاني يصعب كشفه، و التحقيق

 فيه، و إدانة مُرْتَكِيبِيه، فلذلك كان من سيتولى أمره، هو القائم

 المهدي الثاني.   

_________________________________________

تداول سياسي واسع للسلطة قبل ظهور المهدي الثاني


عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنه قال:

( ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا و قد وُلُّوا

 على الناس حتى لا يقول قائل إنَّا لو وُلِّينَا لَعَدَلْنَا، ثم يقوم القائم

 بالحق و العدل ).

التعليق على الحديث:

المقصود هو أن القائم سيظهر في العصر الحالي، و الذي عايش 

 فيه الناس تجارب سياسية عديدة و متنوعة، و ذات توجهات

 فكرية و عقائدية مختلفة، كما شهدت فيه العديد من الدول، سيما

 الديموقراطية منها، تداولا واسعا للسلطة، من طرف مختلف

 الأحزاب و المكونات السياسية ، و ذلك، من خلال

 عمليات الإنتخاب، و قد جرب الناس داخل كل تلك الدول،

 التصويت و منح الثقة لمختلف الأحزاب السياسية، أملا في تغيير

 أوضاعها إلى الأحسن و الأفضل، و لم يتبقى حزب سياسي تقريبا،

 إلا و نال فرصته، في ممارسة السلطة، و محاولة تنفيذ برامجه

 السياسية، و اظهار ما لديه.

و هذا كله جيد، لأنه سيمكن الناس من عقد المقارنة بين نتائج تلك

 السياسات كلها، و بين ما سيحدثه القائم المهدي الثاني من فرق

 شاسع بينه و بينها، و ذلك على كل المستويات و في كل

 المجالات، السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و العلمية و

 العدلية و الأمنية و السلمية و غيرها، و سيرون بأعينهم تطورا و

 رُقِيَّاََ و ازدهاراََ حضارياََ، لم يتخيلوه من قبل.  

_________________________________________

من مزايا عصر ظهور المهدي الثاني


عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنه قال:

( إن المؤمن في زمان القائم و هو بالمشرق ليرى أخاه الذي في

 المغرب، و كذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق ).

التعليق على الحديث:

و هذا واقع في الزمان الحالي، حيث عرف قطاع الإتصال السمعي

البصري تقدما كبيرا، و كذلك تطورت ألات التصوير و وسائل

 الإعلام، و صار العالم متقاربا، و شبيها بقرية صغيرة، و كل هذا

 مناسب لمشروع المهدي الثاني، حيث لن تَقْتَصِرَ مُشَاهدة

 عروضه و إعجازه على المنتمين لمجموعة 313 فحسب، بل

 سيكون بإمكان الناس في العالم أجمع، متابعة ذلك، حيثما كانوا. 

كما إن إمكانية التسجيل المتاحة في هذا العصر، سَتُمَكِّنُ من حِفْظِ

 الأحداث و العروض، بما فيها من عظمة و إعجاز، حية و خالدة،

 لتُشَاهَدَ في أي وقت و حين، و عبر توالي الأزمنة و الأجيال، و

 تبقى تاريخا دائما، و دُرُوساََ و عِبَرَاََ للدارسين و المُعْتَبِرِين.     

_________________________________________

البث المَرْئِيُّ المُبَاشِرِ


عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنه قال:


( إن قائمنا إذا قام مد الله عز وجل لشيعتنا في أسماعهم و

 أبصارهم حتى لا يكون بينهم و بين القائم بَرِيدُُ، يُكَلِّمُهم فيسمعون

 و يَنْظُرُون إليه في مكانه ).

التعليق على الحديث:


من الواضح جدا، أن المقصود في الحديث، هو جهاز التلفاز، و ما


 شابهه من وسائل التواصل السمعية البصرية، بالرغم من أن


 السبب في التَّوَصُلِ لذلك النوع من الإتصال، ليس عائدا، كما ذُكِرَ


 في الحديث، إلى كون الله تعالى، مَدَّ للناس في أسماعهم و


 أبصارهم في العصر الحالي، و إنما مردّه إلى التطور العلمي، الذي


 عرفه مجال الإتصالات بواسطة الأقمار الصناعية، و الذي أتاح


 نقل الصور و الأصوات عبر الأثير، لِتُعرض بشكل مرئي و


 مسموع على أجهزة التلفاز.


كما تجدر الإشارة، إلى أن هذا البث المرئي و المسموع، سيما

 المُباشر منه، شكّل وثبة كبرى في مجال الإتصال، فقد إختزل

 المسافات، و أتاح لإعداد ضخمة و لا محدودة من البشر، إمكانية

 المشاهدة و المتابعة، حيثما وُجِدُوا،و قد تصل أعداد المشاهدين و

 المتابعين المُبَاشرِين إلى الملايين و الملايير، و هذه أرقام كبيرة

 جداََ، لن يتسع لها مكان الحَدَثِ و التَظَاهُرَةِ و العَرْضِ المَبْثُوُثِ،

 في حالةِ تَصَوُّرِ حُضُورِهَا الجسدي المباشر.

و القائم سَيُحَطِّمُ الأرقام، كَمَا لَمْ تُحَطَّم من قبل، و سَيَسُودُ المَشْهَد

 إلى الأَبَد. 
_________________________________________

سُفْيَانِيُّ المهدي الثاني


عن الإمام السجاد (عليه السلام ) أنه قال:

(..إن أمر القائم حتم من الله، و أمر السفياني حتم من الله، و لا


 يكون القائم إلا بسفياني..).


التعليق على الحديث:

الحديث يدل دلالة قطعية، على حتمية وجود شخصية السفياني ،


 باعتباره الشخص أو الجهة الرئيسية المعادية للامام للمهدي . و


 إسم السفياني، يشير إلى شخصية معادية للنبي محمد عليه الصلاة


 و السلام في فترته، ألا و هو أبو سفيان، فكأن عدواة هذا الأخير،


 استمرت في نسله، و توارثتها ذريته عبر الأزمنة و العصور.


و بما أنه لدينا مهديان، فإن هذا يعني، أنه سيكون لكل من المهدي


 الأول و الثاني سُفياني مواجه له. 


فأما سفياني المهدي الأول، فهو المذكور في الروايات، بأن اسمه


 عثمان بن عنبسة، و أنه من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، و


 أنه سيخرج من دمشق بالشام، و سيدخل بجيشه في حروب ضد


 جيش المهدي الأول، و سَيُخْسَفُ به و بمن معه.


لكن هذه الأحداث لم تقع في أرض الواقع، بسبب إختطاف المهدي


 الأول بشكل مبكر من قبل جهة معادية له و لمشروعه بعد علمها


 بامره و خبره.


فالروايات الحديثية بشأن المهدي الأول، تضمنت ذِكر كيفيتين


 للاحداث:


1- فهنالك روايات تدل على بيعته و معاركه و انتصاراته و غير


 ذلك.


2- و هنالك روايات تشير الى غيبته المحيرة و الطويلة.


فيفهم من كل ذلك، بأن هنالك سبب، أدى إلى عدم تحقق ما ورد في


 الروايات من نجاح للمهدي الأول محمد بن الحسن العسكري عليه


 السلام، و أفضى به إلى الأسر و الحبس، و خَلَّفَ حيرة شديدة و


 غيبة طويلة.


و السبب هو فُشُوُّ خبره، و عِلْمُ الجهات المعادية له به، مما أدى


 به للاختطاف، و لذلك ورد في الحديث استعينوا على قضاء


 حوائجكم بالكتمان.


أما سفياني الإمام المهدي الثاني، فهو الملك الحسن الثاني، و


 حروبه ضده، هي حروب فكرية و روحانية و تقنية و اعلامية،


 دارت كلها في الخفاء، دون علم المهدي الثاني بذلك، لأمد طويل،


 لكونه، كان صغيرا في السن، و لم يكن يعلم عن إمامته و


 إصطفائه شيئا.


فالحسن الثاني علم منذ الوهلة الأولى بخبر المهدي الثاني،


و يبدو أنه عمل كل ما بوسعه للتخلص منه، لكن بدون جدوى.


و من الادلة على صحة ذلك، هو التواجد المبكر للحسن الثاني في



 حياة المهدي الثاني، فعلى سبيل المثال:



فإن المخبز المحادي لدكان والد المهدي الثاني، و الذي فتح أبوابه



 حوالي بداية الثمانينيات من القرن الماضي، عمل فيه شخص له



 صلة بالحسن الثاني، و الراجح أنه من أبنائه، كما أن زوجة بائع



 للخضر، كان يشتغل مع والد المهدي الثاني، لها بدورها صلة



 بالحسن الثاني، و قد تكون بنتا من بناته.



و يمكن تقسيم مراحل حكم الحسن الثاني بالنظر لقضية مجيء


 المهدي الثاني و تأثيره، إلى مرحلتين:


أولا


مرحلة الدكتاتورية الفردية العشوائية، قبل مجيء المهدي


الثاني:


امتدت هذه المرحلة من توليه للحكم و حتى منتصف السبعينيات


تميزت هذه المرحلة بالتحريك و التسبب في الكثير من الأحداث،


 من نزاعات و حروب دولية، و انقلابات و اغتيالات و ثورات و


 جرائم داخل مختلف المجتمعات، و كل ذلك بالوسائل الروحانية،


 التي من المرجح، أنه أدرك بوجودها في فترة مبكرة، و صارت


 سلاحه العتيد، الذي يعيث به فسادا في الأرض.


و على المستوى الداخلي،كان يمارس نفس الشيء، يحرك


 الأحداث، و يتسبب في مظالم كثيرة للناس، و كثيرا ما استعمل


 ذريعة المؤامرة و الانقلاب عليه كذبا، لقهر الناس و التسلط


 عليهم و قتلهم و التضيق عليهم.


و حتى تلك الإنقلابات التي اشتهرت اعلاميا في بدايات السبعينيات،


 فالراجح انها كلها محركة بوسائل روحانية، لأغراض و أهداف


 منها:


- التخلص من أشخاص يكرههم، لمجرد الحسد لهم و النقمة


 عليهم، أو لأنه تجسس عليهم، و سمع من كلامهم ما يكرهه، كما


 قد يكون ذلك، لمجرد الرغبة في التخلص منهم، بسبب أصولهم


 التي هو على علم بها، و التي أُستبدلوا منها، بسبب جريمة


 استبدال المواليد.


- الرغبة في الظهور بمظهر البطل الخارق، الذي تُحاك ضده


 المؤامرات، و يسعى الخصوم لإسقاطه و الإنقلاب عليه، لكنه


 يتغلب عليهم في كل مرة، و ينجو لإمتلاكه خصائص و مزايا


 عجيبة.


- الرغبة في التشديد على الناس، و التضييق عليهم، و استحكام


 القبضة فيهم، و تشتيت شملهم، في كل مرة أراد ذلك، مدعيا كذبا


 وزورا باستمرار، أن الناس كلهم، ليس لهم شُغل، إلا التفكير و


 التخطيط في عمل الإنقلابات عليه، و حياكة المؤامرات ضده.


ثم إن وجود قتلى، و إطلاق للرصاص، و سقوط ضحايا في تلك


 الانقلابات، المُحَركة بوسائل روحانية، لا يدل على أنها محاولات


 انقلابية حقيقية، لأن ذلك السيناريو، المتضمن مثلا، استهدف


 الطائرة الملكية بالرصاص، و سقوط قتلى و غير ذلك، كلها أمور


 مدروسة و مخطط لها بعناية، على شاكلة الجريمة الكاملة.


أما بالنسبة لإعترافات المتهمين بالمنسوب إليهم، فلأنهم جاهلون،


 لا يدرون بأمر التحريك الروحاني شيئا، و لا يدرون بأنهم كانوا


 تحت تأثير تلبس الجن و الروحانيات بهم، و بأجسادهم.


كما كان هنالك حرص دائم أثناء تنفيذ الإعدامات، بجعل الضحايا


 بوسائل روحانية، يتفوهون، بدون إرادتهم الحقيقية، بكلمات تدل


 على كونهم خطيرين و عدوانيين، كالتكبير بصوت عال أو ما


 شابه ذلك، و قد يُفعل بهم ذلك أيضا قبل إعدامهم، أثناء


 المحاكمات، بهدف بث القناعة بمدى خطورتهم و تعمدهم و


 إصرارهم.


و شبيه بما ذُكِرَ هنا، وَقَعَ بضحايا الإعدامات في إيران عام 1988،


 فقد صدر عن الكثير ممن كان يُنفذ عليه حكم الإعدام، تصرفات و


 أقوال غريبة، تدل على أن تلك الأحداث، كانت مُحركة بوسائل


 روحانية من طرف جهة ما، بهدف الزيادة في توريط إيران في


 ملف الإنتهاكات لحقوق الإنسان، و بالتالي منعها من أن تكون في


 صف المهدي مستقبلا عند ظهوره.


و أما بالنسبة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي فمن الأكيد أنه كان


 يؤججه، و يحركه بوسائل روحانية، و يُبقيه قائما، و يتلاعب


 بالأفراد من الجهتين، فلعلمه بجريمة استبدال المواليد، كان من


 المضحك بالنسبة له، و لمن معه مثلا، متابعة و مشاهدة سياسي


 فلسطيني يكيل اللعنات لليهود، في حين أنه هو بنفسه يهودي


 مستبدل من أصل يهودي، و كذلك مشاهدة سياسي إسرائيلي يكيل


 السباب و الشتائم للعرب، و يجهل كونه مستبدلا من أصلا عربي،


 و هكذا.



ثانيا


مرحلة الدكتاتورية الفردية ذات الصبغة الجماعية، بعد مجيء


 المهدي الثاني:


بدأت هذه المرحلة بعلم الحسن الثاني بخبر المهدي الثاني ما بين


 سنة 1974 و 1975.


الأكيد أن خبر المهدي الثاني شكل بالنسبة للحسن الثاني صدمة


 كبيرة، و هما ثقيلا، لأنه علم أن المهدي الثاني، هو صاحب


 الساعة، و  من سَيُقِيمُها. 


 و بعد فشل كل محاولاته للتخلص منه، و القضاء عليه و


 هو حينها طفل صغير، لا علم له بشيء، و لا قوة له ليدافع بها


 عن نفسه، صار هاجسا و كابوسا يؤرق نومه، و يقض مضجعه،


 و يكدر عليه صفو عيشه و حياته، و أضحى بمثابة عذاب معجل


 له، يلقي بظلاله على كل لحظة من لحظات حياته.


و قد أُجبر الحسن الثاني على الإنكباب كثيرا في البحث و التمحيص


 في كل ما ورد من نصوص و كتابات عن الإمام المهدي، و الفهم


 العميق لكل ما يتعلق به، حتى أنه إستلهم و أخذ من ذلك،


العديد من الأشياء التي استعملها في سياسته و التي سنستعرض


 بعضها لاحقا.


و يبدو أن فكرة الإصلاح و الإقلاع عن ما مضى من فساد و جرم


 قد راوده مرارا، لكن عظم ما اقترفه من أعمال إجرامية و ظلم


 كبير، و عتو و تجبر، بالإضافة إلى إستكباره الشديد، و احتقاره


 لأمر هذا المهدي، المُلقَى إليه، و الذي لا يزال بعيد المنأ، عن


 إدراك نفسه و ماهيته، جعله يختار مسلك التحدي، و يواصل


 مسلكه المعهود إليه.


و أصبح لزاما عليه، أن يسعى بكل الوسائل، للحيلولة دون علم


 الناس بخبر المهدي.


كما فكر في توريط أكبر عدد من الناس داخليا و خارجيا، و على


 راسهم أفراد من مجموعة 313 في أعمال إجرامية، تجعلهم


 مستقبلا، عند العلم بخبر المهدي، يكونون في صف المناوئين و


 المحاربين و المعارضين له، و قد عمل بالفعل


على تنفيذ ذلك، بوسائل روحانية و بغيرها من الإمكانيات.


و من خلال بحث الحسن الثاني لكل ما دُوِّنَ عن المهدي الثاني، و


 فَهْمِ كَوْنَ مشروعه، مشروع عصري و سلمي، و في إطار الرغبة


 في تحديه، فقد استلهم منه فكرة القيام بما سمي بالمسيرة


 الخضراء، كحدث سلمي، تَمَّ بدون حرب و لا سلاح، معتمدا في


 إنجاحه على الوسائل الروحانية، و قد اراد من ذلك، بالإضافة إلى


 إشغال الرأي العام الداخلي و الخارجي، و من خلال الإحتفال


 بتخليد ذلك الحدث سنويا كاحتفال وطني، ربما صرف الأنظار و


 التغطية على المسيرة الحُسينية السنوية إلى كربلاء عند الشيعة.


مسألة:


إذا علمنا أن الحسن الثاني بعلمه بخبر المهدي مابين العام 1974


و 1975، و إخفائه و كتمانه عن الناس، هو أمر يجعله يتحمل


 المسؤولية عن كل الحروب التي وقعت من حينها إلى الان، فكيف


 و الأمر هو أكبر من ذلك، لأنه هو السبب الكامن وراء معظم تلك


 الحروب، ذلك أن إشعال الحروب و النزاعات بوسائل روحانية،


 شكلت نوعا من التغطية على موضوع المهدي، و أريد بها إشغال


 الناس و الرأي العام داخليا و خارجيا عنه، و مثال ذلك، هو


 الحرب الأهلية اللبنانية، و الثورة الإيرانية، و هذه الأخيرة هدف


 منها، إلى تأجيج الصرعات العقائدية الدينية في الخليج بين


 المكون الشيعي و المكون السني من خلال تحريك مجموعة من


 الأحداث الإرهابية هنا و هناك، في الحرم و غيره من الأماكن، كما


 تعمد توريط إيران الشيعية في الصراع بينها و بين الولايات


 المتحدة الأمريكية، و كذا في الزج بها بعد ذلك في الحرب ضد


 العراق.


لقاءات الحسن الثاني الصحفية و الحوارية


طريقة الحسن الثاني اذا اراد ان يعقد معه احد الصحفيين حوارا،


 هي أنه يجعل ذلك الصحفي بوسائل روحانية، هو الذي يطلب


 الحوار معه، و يطرح الاسئلة التي يريدها الحسن الثاني، و التي


 يكون قد اعد لها اجوبة في رأسه بشكل مسبق.


مثال ذلك:


بعد ان حرك الحسن الثاني و تسبب في احداث الثورة الايرانية،


 جعل احد القنوات الفرنسية بوسائل روحانية، تطلب عقد لقاء


 تلفزي و حواري معه، و طبعا كان قد اعد الاجوبة مسبقا لعلمه


 بنوع الاسئلة التي ستطرح.


ثم ان جَعْلَ تلك الجهة الصحفية تطلبه و تحاوره بوسائل روحانية،


 يدخل في اطار الجريمة الكاملة، لانه يحاول الظهور بمظهر


 الشخص البريء الذي لا علاقة له بتحريك تلك الاحداث و التسبب


 فيها، كما ان ذلك يُعتبر نوع من المرواغة، و طريقة لصرف


 الانظار و الشبهة عنه.



استضافته في البرنامج الفرنسي ساعة الحقيقة


الحسن الثاني اطلع على كل ما كتب عن المهدي الثاني و من ذلك


 ما كتبه الشيخ محي الدين بن عربي، و علم بان المهدي سيسود


 عصره منتهى التيسير و الاعتدال، و ان اشياء عدة، كانت تكتسي


 طابع الحظر و المنع او الكراهة او ما شابه ذلك، ستصبح في


 عصر المهدي جائزة، لاسباب حدثت و استوجبت ذلك، او لمقاصد


 و مصالح جديدة تقتضيها احوال العصر و طبيعته، و من ذلك مثلا


 جواز الموسيقى و الغناء و غير ذلك، و جواز الموسيقى و الغناء


 مأخوذ من عبارة الشيخ محي الدين بن عربي في حديثه عن


 المهدي، بقوله: ( و تُضرب في عهده الدُفوف ).


و الحسن الثاني من خلال تحريك و التسبب في الثورة الايرانية


 بوسائل روحانية، كان من بين اهدافه هو اظهار الشيعة بمظهر


 التشدد، سيما و أنهم لم يطلعوا او يفهموا بمسالة التيسير كما


 اطلع عليها الحسن الثاني.


لذلك في برنامج ساعة الحقيقة، الذي سعى الحسن ليكون ضيفا


 عليه بوسائل روحانية، كان الهدف منه، هو أن يُظهر نفسه بمثابة


 الشخص المعتدل مقارنة بانظمة متشددة كايران الشيعية مثلا.


و هنالك أمثلة أخرى لأشياء ستتغير أحكامها في هذا العصر،


 سنقف عليها، عند شرح بعض من أحاديث آل البيت عليهم السلام.


و من ذلك مثلا، أنه إذا عُلم بجريمة التلاعب بالأجنة البشرية في


 الأرحام، بالتذكير و التأنيث، التي قام و يقوم بها المجرمون


 الروحانيون، فُهم سبب التوجه النسائي نحو المطالبة بالمساواة


 مع الرجال في كل المجالات، و أن ذلك صار أمرا جائزا، و أنه لا


 يجب التشدد و الإجبار في مسائل كالحجاب مثلا.


و فُهم جراء ذلك أيضا، سبب إنتشار المثلية في العالم، و إقرار


 تشريعات لها في دول ديمقراطية، لأنه بسبب ذلك التلاعب الحادث


 في الإجنة البشرية، لا يمكن إعتبار المثلية جريمة.


و  هنالك أمثلة أخرى، ستذكر لاحقا.


المهدي الثاني جامع و الحسن الثاني مفرق


المهدي الثاني من أسمائه الجامع، و هو إسم له دلالات و معان


 كثيرة، و منها أنه يجمع الناس و يوحدهم على اختلاف إثنياتهم و


 جنسياتهم و أديانهم و مذاهبهم و لغاتهم و ألوانهم و غير ذلك.


مثال أول


فالمهدي الثاني جاء ليوحد بين مختلف المكونات الإثنية في


المغرب، و ذلك يُفهم من خلال دراسة موضوع المهدي الثاني ، و


 يُفهم كذلك من خلال وجود أفراد من مختلف المكونات الإثنية في


 المجتمع المغربي في مجموعة 313، التابعة له.


اما الحسن الثاني فقد سعى على النقيض من ذلك، إلى الزيادة في


 بث الفرقة و التباعد بينهما، من خلال سياساته العنصرية، و


 و توظيف و استعمال الوسائل الروحانية.


مثال ثاني


فالمهدي الثاني جاء ليوحد بين المغاربة و الجزائريين، و ذلك يُفهم


 من خلال دراسة موضوع المهدي الثاني ، و يُفهم كذلك من خلال


 وجود أفراد من المغرب و الجزائر في مجموعة 313، التابعة له


اما الحسن الثاني فقد سعى على النقيض من ذلك، و بوسائل


 روحانية، إلى الزيادة في بث الفرقة و النزاع بينهما، من خلال


 تحريك حادثة طرد مقيمين مغاربة بالجزائر و التسبب فيها، و غير


 ذلك من المواضيع.


مثال ثالث


فالمهدي الثاني جاء ليوحد بين السنة و الشيعة، و ذلك يُفهم من


 خلال دراسة موضوع المهدي الثاني ، و يُفهم كذلك من خلال


 وجود أفراد من الشيعة و من السنة في مجموعة 313، التابعة له


اما الحسن الثاني فقد سعى على النقيض من ذلك، و بوسائل


 روحانية، إلى الزيادة في بث الفرقة و النزاع بينهما، من خلال


 تحريك الثورة الإيرانية و التسبب فيها، و إقحام إيران بعد ذلك في


 صراعات و نزاعات بين دول الجوار السنية و على رأسها


 السعودية، كما أقحم إيران كذلك في حرب مع العراق.


مثال رابع


و المهدي الثاني جاء ليوحد بين المسلمين و المسيحيين، و ذلك


 يُفهم من خلال دراسة موضوع المهدي الثاني و أنه مُبشر به


 كذلك في الإنجيل، و يُفهم كذلك من خلال وجود أفراد من دول


 مسيحية في مجموعة 313، التابعة له.


اما الحسن الثاني فقد سعى على النقيض من ذلك، و بوسائل


 روحانية إلى الزيادة في بث الفرقة و النزاع بينهما، من خلال


 تحريك الحرب اللبنانية و التسبب فيها، و تأجيج الحرب الأفغانية


 السوفياتية، و كذا تأجيج الكثير من النزاعات و الصراعات بين


 المسلمين و المسيحين في مختلف الأماكن، كالفلبين و غيرها.


مثال خامس


و المهدي الثاني جاء ليوحد بين المسلمين و اليهود، و ذلك يُفهم


 من خلال دراسة موضوع المهدي الثاني و أنه مُبشر به كذلك في


 العهد القديم، و يُفهم كذلك من خلال وجود أفراد يهود في


 مجموعة 313، التابعة له.


اما الحسن الثاني فقد سعى على النقيض من ذلك، و بوسائل


 روحانية إلى الزيادة في بث الفرقة و النزاع بينهما، من خلال


 تأجيج الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، و العمل على بقائه و


 استمراره، و من خلال التسبب بوسائل روحانية في حادثة صبرا


 و شاتيلا بلبنان و غيرها.


مثال سادس


و المهدي الثاني جاء ليوحد بين المسلمين و الهنود، و ذلك يُفهم


 من خلال دراسة موضوع المهدي الثاني و أنه مُبشر به كذلك في


 كتب الهنود، و يُفهم كذلك من خلال وجود أفراد هندوسيين و سيخ


 في مجموعة 313، التابعة له.


اما الحسن الثاني فقد سعى على النقيض من ذلك، و بوسائل


 روحانية إلى الزيادة في بث الفرقة و النزاع بينهما، من خلال


 تأجيج الصراع الإثني داخل الهند بين اتباع الديانات الهندية و


 المسلمين، و كذا تأجيج الصراع و النزاع بين الهند و باكستان


 حول إقليم كاشمير، و غير ذلك.


و هنالك أمثلة أخرى.


حادثة جهيمان


فالراجح أنه المُحرك و المُتسبب في حادثة جهيمان بالحرم المكي 


 بوسائل روحانية، لأهداف منها إشغال الرأي العام بذلك، و منها


 كذلك، تثبيت و تكريس الأفكار التقليدية بشان موضوع المهدي


 المبشر به في الدين الاسلامي، في حين، أنه هو كان يعلم، بكون


 مشروع المهدي الثاني، مشروع عصري و سلمي.


تأجيج الحرب الباردة و كذا الحرب السوفياتية الافغانية


و ذلك لإشغال الدولتين عنه، و إشغال الرأي العام المحلي و


 الدولي.


إشغال الناس بموضوع الصحراء الغربية


الهدف الاساسي للحسن الثاني من وراء إثارة ذلك الموضوع


 باستمرار، و جعله قضيته الكبيرة، هو إشغال الرأي العام داخليا و


 خارجيا به، و التغطية على موضوع المهدي، و الحيلولة دون


 إكتشاف الناس لوجوده.


فالحسن الثاني كان لديه روحانيون، بمقدورهم و باعمال روحانية،


 القضاء على قادة ما يسميهم بالبوليزاريو، بطرق مختلفة، أو


 يُمكنه أن يبث النزاع و الفرقة بينهم، أو يجلبهم إليه كذلك بوسائل


 روحانية، كما فعل مثلا، مع واحد منهم، هو عمر الحضرمي، لكنه


 لم يريد ذلك، و أراد بقاء موضوع النزاع حول الصحراء دائما


 ومستمرا، لأنه يُغطي به عن موضوع المهدي الذي يُمثل بالنسبة


 إليه تهديدا كبيرا.


السياسة الداخلية


التهديد الذي يشكله المهدي للحسن الثاني، و الذي أضحى هما


 ثقيلا يُلاحقه، و يُدمره نفسيا، سيجعله يُفكر في توريط الأخرين


 معه، و إشراكهم في نهجه الدكتاتوري، و ذلك من خلال اتباع


 سياسة تقسيم الشعب إلى قسمين، قسم هو فريق تابع له، و قسم


 غير تابع له، فهذا معنا، و هذا ليس معنا.


فالقسم التابع له، سيتكون من أسر من مختلف الطبقات الإجتماعية


 و الإقتصادية، في كل المدن و القرى، و ستكون تلك الأسر هي


 بمثابة من يشاركه في الحكم، و لها مصلحة في بقائه، و تستفيد


 منه بشكل مباشر، من خلال التواصل الدائم،من طرف قيادات


 سرية تُشرف على توجيه كل مجموعة و فريق، و من خلال


 التأطير و الدعم و الإستفادة من كل الفرص و الايجابيات المملوكة


 للدولة، و من خلال التمتع بمختلف الإمتيازات دون غيرهم، ممن


 هم ليسوا منتمين لتلك الفرق و المجموعات.


و تلك الأسر المختلفة المندمجة داخل النسيج المجتمعي، بحرفها


 وأعمالها و أشغالها و وظائفها ستمثل جهاز المخابرات الاساسي،


 و الذي ستتشكل منه، مجموعات ثابتة و مستقرة على الدوام في


 كل حي من أحياء كل مدينة، و في كل قرية، و حتى في كل حي


 خارج المغرب، و ستتشكل منه كذلك، مجموعات متنقلة، و


 متحولة باستمرار، بحسب الحاجة و الأوامر، و لمراقبة سير


 العمل و الأمور، و للحيلولة دون حدوث مؤامرات، أو تخاذل أو 


 ما شابه ذلك.


و معظم المناصب و الوظائف و الأعمال و الأشغال و المشاريع،


 تُعطى و تُمنح و تُجعل في هذه الأقسام من الأسر، و يُتعمد بكل


 الوسائل أن تكون من نصيبها، لأنها صارت تابعة للنظام، و تشكل


 جهاز مخابراته، و جُنْودا من جنوده، و بهذه الطريقة يكون النظام


 بعد سيطرته على القرار المطلق، و سيطرته على كل ثروات


 الدولة بمختلف الطرق، جاعلا أصحاب المداخيل الكبرى، و من


 يسمون باصحاب الرساميل، و القدرات الشرائية، تابعين له


 أيضا، و ضمن مجموعاته، و يمكنه التحكم في رؤوس الاموال


 التي بحوزتهم، من خلال تأطيرهم، و إصدار الأوامر إليهم،


 بواسطة رؤوسائهم المباشرين و السريين.


و و جود أسر من مختلف الطبقات ضمن مجموعاته، بما فيهم


 أدنى الطبقات، و التي يُتَعَمَدُ أن يبقوا في مستوياتهم الاجتماعية و


 المادية تلك طيلة حياتهم، هو لاهداف منها، التجسس و الإستخبار


 للنظام، فأخبار كل طبقة في المجتمع لا ياتي بها غالبا إلا من


 يماثلها في نفس طبقتها و يُعايشها حياتها عن قرب، و لذلك


 فهنالك حاجة لفئة الفقراء و المتسولين و غيرهم، فالخادمات في


 البيوت، يمثلن مصدرا مهما من مصادر التجسس و جلب الأخبار،


 سيما و أنهن مطلوبات بشدة في بيوت الاسر و الشخصيات


 السياسية و الغنية و النافذة.


و بعضا من هذه الأمور، هي أشياء فهمها الحسن الثاني من قضية


 المهدي الثاني، لأن المهدي الثاني بعيشه بين الناس كواحد منهم


 في مرحلة ما قبل ليلة الإصلاح التاريخية، هو بمثابة مُخبر يجمع


 المعلومات عنهم و يعايش أحوالهم و تجاربهم، و كل ذلك،


 سيحمله في ذاكرته، و سيستفيد منه بعد ليلة الإصلاح التاريخية،


 عند توليه مهام الحُكم. 


 كما فهم أن سبب فشل مشروع المهدي الأول، راجع إلى علم 


  الجهات المعادية له بخبره، لكونها قد تكون جندت أقارب


 للامام الحسن العسكري عليه السلام، للتجسس عليه.


 كما أن الحسن الثاني أدرك دور و أهمية الأستخبارات كذلك، من


 فهمه، لقصة مقتل النبي محمد (عليه الصلاة و السلام)،


 إذ أنه، من الراجح، وقوف إمرأة أو خادمة وراء حادثة الإغتيال،


 كانت تعمل على  نقل أخبار النبي لجهة خارجية، جندتها لصالحها،


 و هي من أمرها بدس السم للنبي محمد (عليه الصلاة و السلام)


 لرغبتها في منع الوصية، التي علمت بنية النبي (عليه الصلاة و


 السلام) في تركها، و ذلك للحيلولة دون إستمرار الخلافة في آل


 البيت (عليهم السلام).


و بالموازة مع ذلك، و بشكل سري جدا، أُسس جهاز الروحانيين


 السري، و يمكن القول، بان الحسن الثاني هو اول من عمل على


 تأطير الروحانيين، و تأسيس جهاز و مجموعات تضمهم، و


 يتوزعون في كل مكان مكان، و في كل حي حي، و يقومون


 بأعمال عديدة و مختلفة، الكثير منها، تكتسي طابعا إجراميا، و


 تستعبد الناس في قدراتهم و حرياتهم و أرزاقهم، سيما تلك الأسر


 غير التابعة للنظام.


 فبالاضافة إلى مسألة المراقبة الدائمة و المباشرة لهم، يتم


 تحريكهم و التلاعب بهم و إقحامهم في أحداث مختلفة بحسب


 المراد، و يتم التلاعب بقواهم و أفكارهم و غرائزهم و ميولاتهم و


 مشاعرهم و غير ذلك.


و لفهم ذلك، نذكر بعض الجرائم التي يقوم بها أولئك الروحانييون،


 و خاصة في حق الأسر غير المُنتمية لمجموعات النظام، و ذلك


 في إطار خدمتهم لسياسة النظام، فمن ذلك مثلا:


- حرمان طفل من التعليم، بجعله يكره الدراسة



- حرمان طفل من التعليم من خلال جعله قليل الإستيعاب، و إصابته


 بالكسل و الخمول و البلادة


- التلاعب بمستويات التلاميذ في المدارس


- العمل على توجيههم بحسب المراد


- تعمد إصابتهم بالضعف في مواد معينة، سيما اللغات الأجنبية


- ولمنعهم من إعتلاء مناصب مستقبلا، يتم العمل على جعل


 نقاطهم و مستوياتهم متدنية بشكل مبكر


- عند الامتحانات و المباريات يتم إيقاعهم في أخطاء، و حالات


 نسيان


- التأثير في حياة الأسر باشعال الخلافات داخلها


- التأثير في حياة النفسية و المزاجية للافراد و الأسر


- التسبب في الصراعات و النزاعات بين الأسر و العوائل 


- التسبب في امراض و حالات إدمان متنوعة و مختلفة للافراد، و


 إيقاعهم و أسرهم في مشاكل متعددة


- التسبب في حوادث السير و غيرها من الحوادث


- التجسس على الافراد و الاسر بالوسائل الروحانية، و من خلال


 القرين للشخص، و السعي لمعرفة أفكارهم و أهدافهم، و التخطيط


 بشكل مسبق لجرهم و الايقاع بهم، فيما يخدم مصلحة النظام.


و استعراض الأمثلة يطول، لأن الروحاني يمكنه التحكم و التأثير


 في حياة الفرد كلها، و حتى في صحوه و يقظته، و رقوده و


 نومه، و في ما بينهما من حركة و سعي.


فالمسالة هي، كما لو كان شخص او اشخاص يُحركون روبوتات، 


 و يبرمجونها على أفعال و أنماط معينة، بحسب السياسة و


 الأهداف المرادة.


فالمتوقع بدرجة كبيرة هو، أنه في كل حي من أحياء المغرب،


 يوجد فريق من الروحانيين، يعملون بالتناوب على مدار الاربع و


 عشرين ساعة، على مراقبة كل شخص و أسرة و التأثير عليهم،


 و مراقبة كل تحركاتهم، بشكل يخدم سياسة النظام، و عمل أولئك


 الروحانيين، شبيه بمن يُتابع مسلسلا أو حلقات تلفزية، لكنه


 يُمكنه التلاعب بأحداثها و أشخاصها، بما في ذلك تفاصيلها


 الدقيقة.


و عمل جهاز الروحانيين السري، يشمل بالإضافة إلى الأحياء


 السكنية، كل المؤسسات و المرافق و الشركات و الادارات و غير


 ذلك.


ثم إن قدماء الروحانيين يشرفون بشكل سري على تخريج أفواج


 كثيرة من الروحانيين بشكل سري جدا، و يقدر عدد الروحانيين


 العاملين في ذلك الجهاز بعشرات الألوف.


كما أنه سعيا لإخفاء هذا السلاح الإستراتيجي عن الناس، كان


 يُتعمد نشر روحانيين في مختلف الإحياء، يتظاهرون بأنهم


 معالجون، مهمتهم الأساسية هي النصب على الناس، و سرقتهم و


 الإحتيال عليهم، و الإعتداء عليهم، و بث الشكوك و الريبة في


 نفوسهم ، و ترهيبهم، و إبتزازهم و ما شابه ذلك، و كل ذلك لأجل


 إبعادهم عن الإعتقاد بهذا المجال، و أن  كل ما يتعلق به، ليس إلا


 مجرد شعوذة و دجل و خرافات.


فقوة الحسن الثاني كامنة في المجال الروحاني، و مصدرها هو


 الروحانييون الذين يخذمونه و يُنفذون أوامره، و الذين سيؤطرهم


 في جهاز سري، يمكن إعتباره الجهاز الأقوى في المغرب، بل و


 في العالم.


ذلك أن الوسائل و الإمكانات المتاحة للروحانيين في المجال


 الروحاني، تمكنهم من الهيمنة و السيطرة على الأفراد و


 الجماعات، و على مختلف الميادين و القطاعات:


في التعليم


و في المجتمع



و في الإقتصاد



و في السياسة



و في الرياضة


و غيرها


الحسن الثاني من اكثر الراغبين في استمرار الصراع الفلسطيني


 الإسرائيلي


و لذلك فبالإضافة إلى تحريكه لشخص أنور السادات و التلاعب به،


 و الدفع به إلى تبني سلوكات و أفكار و إختيارات معينة،


فإن المتوقع جدا، أنه المحرك و المتسبب في عملية إغتياله


 بوسائل روحانية، و ذلك من أجل إفشال عملية السلام، و استمرار


 ذلك الصراع.


كما أنه من المتوقع كذلك، أنه المحرك لعملية إغتيال إسحاق رابين


 بوسائل روحانية، و ذلك لنفس الهدف، ألا و هو إفشال أي مسار


 نحو السلام.


فالحسن الثاني لديه روحانيون، قادرون بوسائلهم الروحانية، أن


 يجعلوا كلا الطرفين، الإسرائيلي و الفلسطيني، يصلون إلى حل


 سلمي فيما بينهما، و بما أنه لم يفعل ذلك، و لم يسعى إليه، دل


 ذلك، على كونه الراغب الرئيسي في إستمرار ذلك الصراع، سيما،


 بوجود المهدي الثاني، الذي يُعتبر تهديدا بالنسبة إليه، و يريد


 التضليل عنه، و التعمية عن خبره.


لفهم طريقة الاغتيال روحانيا عن بعد بواسطة شحص أو جهة ما


الروحاني يمكنه إرسال الجن او الروحانية عموما، إلى شخص او


 جهة معينة، و دفعه أو دفعها إلى التفكير في عملية الإغتيال


 لشخصية مستهدفة، ثم جعلها تقوم بتنفيذها بعد ذلك، بحسب


 الكيفية المرادة.


فإذا أخدنا عملية إغتيال الرئيس جون  كينيدي، التي من الراجح


 وُقوف الحسن الثاني ورائها، و كذلك إغتيال السادات و رابين


سنجد أن المتهم المنفذ لعملية الإغتيال يشار دوما إليه  بكونه


 شخصا معارضا معاديا لسياسة الضحية المغتال، و أن ذلك، هو


 الدافع الأساسي للجريمة، لكن الحقيقة أن ذلك الإختيار بتلك


 الأوصاف هو شيء متعمد جدا لأجل المراوغة، و إبعاد أية شكوك


 يمكنها أن تخطر على بال المحققين، ذلك أن ما قام بتنفيذه


 فعليا، قام به بدون إرادته الحقيقية، و تحت تأثير الروحانية التي


 تلبست بجسده، و أن الذي يقف وراء عملية الإغتيال فعليا و


 حقيقة، هو ذلك، الذي حَرَّكَهَا روحانيا عن بعد.


نظام عنصري


إن تقسيم الحسن الثاني للمواطنين إلى قسمين، قسم تابع له، له


 حقوق و امتيازات، و قسم هو دون ذلك، هو دليل واضح على


 سياسته العنصرية بين المغاربة.


و نصوص الدستور الدالة على المساواة بين المواطنين ما هي إلا


 حبر على ورق.


نظام مافيوزي


المتاجرة في مجال المخدرات


هنالك تشريع بأشكال و طرق سرية لتجارة المخدرات محليا و


 خارجيا، لأفراد و فئات، منتمية للمجموعات التابعة للنظام.


 و تلك الفئات هي من يسيطر عليها، داخليا و خارجيا، جملة و


 تقسيطا.


دور الروحانيين في هذا المجال:


لهم دور كبير لأنهم يراقبون كل التحركات، كما أن لهم دور في


 إنتشار و رواج المخدرات ، لأنهم يجعلون بوسائلهم الروحانية،


 أفرادا مختارين و مستهدفين بعناية، يقعون في إستهلاكها و


 إدمانها.


المتاجرة بالبشر


هنالك سبل و طرق ممنهجة، لجر و إسقاط فتيات و نساء في مجال


 الدعارة، و على راسها الوسائل الروحانية.


و الفتاة المستهدفة، غالبا ما يتم إيقاعها في نزاع مع أهلها، أو في


 مشكلة، و يُدفع بها للفرار من أسرتها جراء ذلك، و أينما ذهبت


 في مناطق البلاد، أو أينما تَمَّ توجيهها روحانيا، فإنها ستقع في


 مجموعة تابعة للنظام، و سيتم إدماجها في صف تلك المجموعة،


 و جعلها فتاة في خدمة شباب تلك المجموعة، و يتم إقحامها في


 تجارة الجنس، و تجنيدها كمخبرة داخل المجموعة.


فالشاهد هنا، أن جل من يلجن إلى هذا المجال، يستدرجن إليه،


 بوسائل روحانية و غيرها، و دون إرادتهن الحقيقية.


السرقة و اللصوصية


تضم المجموعات التابعة للنظام فئات إجرامية، تقوم بأعمال


 إجرامية كالسرقة و ما شابه ذلك، و ذلك لأجل ترهيب الناس و بث


 الخوف بينهم، و يتم توجيههم و تسليطهم، على فئات من الناس


 بسبب أرائهم أو أفكارهم أو ما شابه ذلك.


و تتواجد هذه الفئات داخليا و خارجيا.


الإنتماء و التواجد داخل العصابات و الكيانات الإجرامية و


 الإرهابية


يُشَجَّعُ الأفراد التابعين لمجموعات النظام في الخارج على الإنتماء


 لمختلف العصابات و الكيانات و المافيات الإجرامية و الإرهابية، و


 محاولة الوصول إلى مراتب قيادية داخلها، و ذلك للاستخبار و


 لتوجيهها بحسب ما تقتضيه مصلحة النظام.


و الروحانيون لهم دور كبير في نجاح ذلك الفرد أو الافراد، لأنهم


 يعملون بشكل سري، على متابعتهم روحانيا ، و التغطية عليهم، و


 جعل القَبُول لهم داخل تلك الكيانات، و الدفع بهم إلى مراتب


 الزعامة داخلها.


تشجيع الهجرة غير الشرعية


خاصة في صفوف الشباب الذين لا ينتمون للأسر و المجموعات


 التابعة للنظام، لأنها تُحرم من إيجاد فرص الشغل، لأن معظم


 المناصب و الوظائف تحتكرها المجموعات التابعة للنظام.


و تشجيع الهجرة السرية يتم بطرق سرية، عن طريق أفراد و


 جهات تتلقى أوامر بذلك من رؤوساء سريين و مباشرين.


كما أن الروحانيين بوسائلهم الروحانية، يلعبون دورا كبيرا في


 الدفع باولئك الشباب لتبني خيار الهجرة ذاك.


و من الأهداف وراء ذلك هو إشغال الناس و تحريكهم، و كذلك


 التسبب في مشاكل لدول الضفة الأخرى، و ممارسة الضغوط


 عليها.


دليل قاطع على ما تقدم


يمكن لمختلف الدول، التأكد من صحة ما تم إيراده هنا، من خلال


 الأفراد المنتمين لكل دولة، المستبدلين منها جراء جريمة إستبدال


 المواليد، و الذين يعملون في صفوف المجموعات التابعة للنظام.


وفاة الحسن الثاني


الحسن الثاني بعد إدِّعَائه الوفاة سنة 1999، ليترك المجال لإبنه،


 ظل هو المتحكم الفعلي في الأمور، من خلال أقوى جهاز، و هو


 جهاز الروحانيين السري، بالإضافة إلى جهاز الإستخبارات


 السري ، المكون من الأسر و العوائل التابعة للنظام، و يمكن


 تسميته كذلك، بجهاز المجموعات التابعة للنظام أو بِزُبناء النظام.


الحسن الثاني مطلوب رئيسي لساعة الحساب


الحسن الثاني هو واحد من المجرمين و الظالمين الذين سيؤتى


 بهم للمحاسبة و المحاكمة عند قيام الساعة، و سيؤتى به حيا


 حتى لو كان ميتا.


معلومات مهمة


- الصياد


- الحديد


- القِشْر


-ِ مِخِّي


هي القاب وصلت الى سمع المهدي الثاني في فترة


صغره، و فهم أنها تُشير حينئذ الى الاقوياء في مجال الروحانيات


 بالمغرب، و من المتوقع، أنهم هم الذين شكلوا النواة الاساسية


 لجهاز الروحانيين السري، و جلهم واقعون في اعمال اجرامية


 روحانية، و جلهم قضوا ما يناهز النصف قرن في مجال


 الروحانيات.


- الصياد: هو في الراجح من المواليد المستبدلين من السويد.


- الحديد: الراجح انه من المواليد المستبدلين من المانيا.


- القِشْر:  الراجح انه من المواليد المستبدلين من اندونيسيا، و


 غالب الظن ان له ابن يحمل نفس اللقب، قد عمل في دكان والدي


-ِ مِخِي: هو في غالب الظن من المواليد المستبدلين من دولة


 اوربية.


- روحاني يدعى بسام او باسم من العراق، و هو في غالب الظن


 مستبدل من نفس قرية المهدي الثاني.


و يبدو انه تم توريطه في تحريك احداث الحرب الاهلية الجزائرية


 في التسعينيات من القرن الماضي.


ذلك ان الكل يعلم بمشكلة الصحراء بين المغرب و الجزائر، لكنهم


 لا يعلمون، ان الهدف الاساسي من تضخيم و إثارة ذلك المشكل و


 الابقاء عليه من طرف الحسن الثاني، هو التغطية على وجود


 المهدي الثاني و اشغال الراي العام الداخلي و الخارجي عنه بذلك


 الموضوع.


فربما عند قدوم هذا الروحاني للمغرب، و معرفته بمشكلة


 الصحراء، اراد ان يُظهر كفاءته و خدماته فقام بتحريك تلك


 الاحداث ليكسب ود الجهات المغربية و يكون مرحبا به.


- روحاني مغربي هو من المواليد المستبدلين من الولايات


 المتحدة:


فلأجل جعله يكون من المعارضين و المحاربين للمهدي الثاني، فقد


 تم توريطه في كارثة فيضان اوريكا، الذي وقع في التسعينيات من


 القرن الماضي، حيث طُلب منه القيام باعمال روحانية لاجل انزال


 المطر بدعوى حاجة الفلاحة للماء، فقام بذلك، و وقعت تلك


 الكارثة.


مع العلم، بأن الجهة الإجرامية، المهندسة لكامل العملية، كانت


 بوسائل روحانية، قد جلبت إلى مكان الإصطياف، الذي غمرته


 مياه السيول، مجموعة من المصطافين، الذين خُطِطَ لموتهم بشكل


 مسبق، بتلك الطريقة، على شاكلة الجريمة الكاملة.


_________________________________________

الحث على مُناصرة المهدي الثاني و عِظَمُ أجر ذلك


عن الإمام الباقر (عليه السلام ) أنه قال:


لِيُقَوِّ شديدُكم ضعيفكم، وَ لْيَعُدْ غنيكم على فقيركم، و لا تَبُثُّوا


 سرَّنَا، و لا تُذِيعُوا أمرنا، و إذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه


 شاهدا أو شاهدين من كتاب الله فخُذوا به، و إلا فقفوا عنده ثم


 ردوه إلينا حتى يستبين لكم.


و اعلموا أن المنتظر لهذا الأمر له مثل أجر الصائم القائم، و من


 أدرك قائمنا فخرج معه فَقَتَلَ عَدُوَّنَا كان له مثل أجر عشرين


 شهيدا، و من قُتِلَ مع قائمنا كان له مِثلُ أجر خمسة و عشرين


 شهيدا ).


و عن الإمام الجواد (عليه السلام ) أنه قال:


( ..أفضل أعمال شَيعتنا انتظار الفرج ). 


التعليق على الأحاديث:


قوله: و لا تَبُثُّوا سرَّنَا، و لا تُذِيعُوا أمرنا ) يُستثنى من ذلك


 الإمام المهدي الثاني، فالواجب في حالته، هو إذاعة أمره بين


 الناس، و نشر خبره في صفوفهم، و بث سِرِهِ، الذي اختصه الله


 به عليهم.  


قوله: و من أدرك قائمنا فخرج معه فَقَتَلَ عَدُوَّنَا كان له مثل


 أجر عشرين شهيدا، و من قُتِلَ مع قائمنا كان له مِثلُ أجر خمسة و


 عشرين شهيدا ) فالقتال الميداني و الحربي كان مطلوبا و مناسبا


 في حالة، لو تَمَّ إدراك القائم الأول محمد بن الحسن العسكري، أما


 في مرحلة القائم الثاني، المهدي الثاني، فَيُسْتَعَاظُ عن ذلك النوع


 من القتال الحربي، بممارسة الدفاع و المحاماة عبر الطرق


 الحوارية و التفاوضية، و عبر الضغوط السياسية و الإقتصادية


 و ما شابه ذلك.


كما ينبغي التذكير، بأن القائم المهدي الثاني لا يموت، و ظهوره و


 نجاحه أمر حتمي و لا مفر منه.


قوله في الحديث الأخر: أفضل أعمال شَيعتنا انتظار


 الفرج هذا قبل ظهور القائم المهدي الثاني و العلم بخبر وجوده،


 أما بعدها، فإن أفضل الأعمال و أوجبها هي بدل الأسباب في


 نُصرته، بالطرق و الوسائل السالفة الذكر.

_________________________________________

من أوصاف المهدي الثاني قبل ليلة الإصلاح


عن الإمام الباقر (عليه السلام ) أنه قال:


( إن الشريد الطريد الفريد الوحيد، المفرد من أهله، الموتور


 بوالده، المكنى بعمه، هو صاحب الرايات، و إسمه إسم نبي ).


التعليق على الحديث:


قوله: الشريد ) الراجح أن المقصود بذلك، هو تفضيل التجوال


 في البرية بشكل فردي و منعزل، و بدون تحديد سابق للمسار.


قوله: ( الطريد ) أي أنه مُطارد من طرف الجهات الإجرامية،


 التي تعتبره عدوا لها، و تهديدا دائما لها، و على رأس هذه


 الجهات، الظالمون و المُعتدون و الروحانيون المجرمون، فهم


 يُطاردونه بشكل دائم و مستمر، لأنه يُطارِدهم بدوره، لأن من


 مهامه إقامة الساعة، و منذ علمهم بخبره، صار هاجسا و كابوسا


 يؤرق نومهم، و يَقُضُّ مضاجعهم، و يُكَدِّرُ عليهم صَفْوَ عيشهم


 و حياتهم، و شكَّل مُجرد وجوده عذابا معجلا لهم، سيما بعد تَيَقُّنِهِم


 باستحالة قتله و القضاء عليه، و يضطرون إلى بذل


 قصارى جهدهم من أجل الحيلولة دون ظهوره و نجاحه. 


قوله: الفريد ) أي الذي فيه صفة أو مزية واحدة على الأقل،


 ينفرد بها عن غيره.


قوله: هو صاحب الرايات ) أي أنه ذو صبغة دولية، و لذا ورد


 ذكره في كل الديانات و المعتقدات الصحيحة المصدر، كما أن


 مجموعة 313 التابعة له، تضم أفرادا من مختلف الدول و


 القارات.


قوله: و إسمه إسم نبي ) و هو إدريس، و معلوم بأنه إسم لنبي


 سابق.


_________________________________________


 المهدي الثاني شاب خالد لا يهرم 


عن الإمام الرضا (عليه السلام ) أنه قال في علامات القائم:


( علامته أن يكون شيخ السن شاب المنظر حتى أن الناظر إليه


 ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها، و أن من علامته أن لا يهرم


 بمرور الأيام و الليالي حتى يأتيه أجله ).


التعليق على الحديث:


المقصود بالأجل هو ليلة الإصلاح التاريخية.

_________________________________________

المهدي الثاني فيه من سنن الأنبياء


عن الإمام الحسين (عليه السلام ) أنه قال:

في القائم منا سنن من الأنبياء، سنة من أبينا أدم، و سنة من


 نوح، و سنة من إبراهيم، و سنة من موسى، و سنة من عيسى،


 و سنة من أيوب، و سنة من محمد صلوات الله عليهم. فأما من


 أدم و نوح فطول العمر، و أما من إبراهيم فخفاء الولادة و اعتزال


 الناس، و أما من موسى فالخوف و الغيبة، و أما من عيسى


 فاختلاف الناس فيه، و أما من أيوب فالفرج بعد البلوى، و أما من


 محمد صلى الله عليه و آله فالخُرُوج بالسيف ).


و عن عن الإمام الحسين (عليه السلام ) أنه قال:

إن في صاحب هذا الأمر سننا من الأنبياء، سنة من موسى بن


 عمران، و سنة من عيسى، و سنة من يوسف، و سنة من محمد


 صلوات الله عليهم، فأما من موسى بن عمران فخائف يترقب، و


 أما سنة من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى، و أما سنة من


 يوسف فالستر، يجعل الله بينه و بين الخلق حجابا يرونه و لا


 يعرفونه، و أما سنة من محمد صلى الله عليه و آله و سلم فيهتدي


 بهداه و يسير بسيرته ).


و عن الإمام الهادي (عليه السلام ) أنه قال:


ما منا أحد اخْتَلَفَ إليه الكُتُبُ، و أُشِيرَ إليه بالأصابع، و سُئِلَ عن

 المسائل، و حُمِلَتْ إليه الأموال، إلا اغْتِيلَ أو مات في فراشه، حتى

 يبعث الله لهذا الأمر غلاما منا خفي الولادة و المنشأ، غير خفي

 في نسبه ).

التعليق على الأحاديث:

هذه الروايات تضمنت أوصافا للمهدي على إعتبار أنه شخص


 واحد، في حين أن الصحيح، هو أن المهدي مهديان، لذلك قد نجد


 في تلك الأوصاف، أوصاف تنطبق عليهما معا، و أوصاف تخص


 واحد منهما دون الأخر، و سنوضح ذلك، فيما يلي:


- قوله: ( في القائم منا سنن من الأنبياء، سنة من أبينا أدم، و سنة


 من نوح فأما من أدم و نوح فطول العمر ) فطول العمر سيتحقق


 في المهدي الأول، لو كان هو من سيظهر بعد غيبته الطويلة، و


 هذا لم يحدث، و إنما الذي سيظهر بعد تلك الغيبة الطويلة هو


 المهدي الثاني، و هو المخصوص بوصف طول العمر، فهو لا


 يموت، لكنه سيختفي في ليلة الإصلاح التاريخية، كشخص


 بأوصاف طبيعية معهودة، و سيظهر بأوصاف مثالية و كمالية بعد


 ذلك، و سيظل حيا لا يموت. 


- قوله: و أما من إبراهيم فخفاء الولادة و اعتزال الناس )


 فبالنسبة للمهدي الأول، فإن ولادته لم تكن خافية، بل كانت


 معلومة للامام الحسن العسكري عليه السلام، و قد أخبر بها فئات


 من الناس، و أقام لأجل ذلك الولائم، و ربما ذلك ما أدى إلى


 إختطافه، و تَغَيُّبِه بشكل نهائي، اما كونه موصوف باعتزل للناس،


 فذلك حاصل له في سجنه، و إن كان ذلك على سبيل الإضطرار و


 ليس عن محض اختيار.


أما بالنسبة للمهدي الثاني ، فإن الوصف مطابق له، فهو جاء إلى


 الوجود دون علم عامة الناس بإمامته و اصطفائه، لكن يُستثنى


 من ذلك الجهات المعادية الرئيسية له، فهي كانت على علم بامره


 منذ الوهلة الأولى، أما وصف اعتزال الناس فهو كذلك من سماته.


- قوله: و أما من موسى فالخوف و الغيبة ) هذا الوصف كان


 سينطبق على المهدي الأول، لو لم يُختطف بشكل مبكر، حيث



 سيكون خائفا من نظام الحكم القائم حينئذ، و سيضطر للفرار و


 الغيبة بشكل مستمر، سيما في بداية أمره.


أما بالنسبة للمهدي الثاني، فإن تلك الأوصاف لا تنطبق عليه، لأنه


 ظل لعقود لا يعلم بشكل يقيني، بأنه مختار من الله تعالى، في حين


 أن الجهات الرئيسية المعادية له، كانت على علم بخبره منذ


 الوهلة الأولى، و سعت سرا بكل وسائلها الممكنة للقضاء عليه،


 لكن بدون جدوى.


لكن على العموم، فان المهدي الثاني، كان يشعر بأنه يُمثل ضيفا


 ثقيلا و غير مرغوب و لا مرحب به من طرف جهة ما، و كان


 يتلقى بين الفينة و الأخرى، سيلا من السباب و الشتائم، و


 يتعرض لتهديدات، لم يكن يدري آنذاك سببها، و الداعي إليها،


 لكنها جعلته يُعمل فكره لإستكناه الدوافع ورائها.


- قوله: و أما من عيسى فاختلاف الناس فيه ) و في الرواية


 الأخرى أما سنة من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى فكما


 هو معلوم فان ولادة عيسى كانت معجزة إلاهية، حيث ولد من


 غير أب، و لأن ذلك كان أمرا غريبا، فقد قيل فيه بأنه مولود غير


 شرعي، لكن الله أنطقه في المهد، و أظهر نبوته و اصطفائه. 


فأما بالنسبة للمهدي الأول، فإنه لم يقل عنه مثل ما قيل في عيسى


 عليه السلام.


أما بالنسبة للمهدي الثاني، فهو الذي يُقال عنه مثل ما قيل في


 عيسى عليه السلام، ذلك أن له قصة سنذكرها، لان الحقائق


 المتصلة باشخاص مثله، لابد من تبيانها، و لا يمكن اخفاؤها، لان


 فيها حقائق تاريخية، و تكمن فيها حكم و مقاصد إلاهية.


و القصة هي أن العصر الذي تواجد فيه المهدي الثاني، تميز


 بسيادة و انتشار نوع من الإجرام، ألا و هو الإجرام الروحاني، و


 الذي كانت من مظاهره:


جريمة استبدال المواليد على مستوى العالم، و قد وصل ممارسوا


 و مرتكبوا هذا النوع من الإجرام، ربما إلى الجيل الثالث أو الرابع


 منه.


ثم إن هولاء الممارسين لهذا النوع من الإجرام الروحاني، لم


 يكونوا يكتفون بجرائم استبدال المواليد فحسب، بل كانوا يصولون


 و يجولون في كل أنواع الإجرام الروحاني الذي يمكن تصوره، و


 من ذلك على سبيل المثال، جريمة إذكاء النزاعات و إشعال


 الحروب و غير ذلك.


و كان من بين أنواع الإجرام المرتكب و المتداول بشكل واسع، هو


 جريمة إقحام الناس في علاقات جنسية رضائية و غير رضائية


 بدون إراداتهم الحقيقية و ذلك باستعمال وسائل روحانية، و يمكن


تسمية ذلك النوع من الإجرام بالموضة البشرية.


فالمرأة التي حملت بالمهدي الثاني، كان أحد الروحانيين


 المجرمين، هو من يُحركها و يتلاعب بها روحانيا،و هو الذي


 أقحمها في علاقة جنسية، بدون إرادتها الحقيقية.


 ثم إن تلك المرأة، بعد شعورها بأعراض الحمل، الذي لم تريده و


 لم تُخطط له، و التي هي كارهة له، فإنها سعت إلى التخلص


 منه، بشتى الطرق و الوسائل الممكنة، إلا أن ذلك كله لم ينجح، و


 السبب الخفي في عدم نجاح ذلك، هو إصرار الروحاني المجرم


 المحرك لتلك العلاقة، روحانيا عن بُعد، على الإبقاء على ذلك


 الحمل، و ذلك ربما، لانه يُمثل  بالنسبة له، نوعا من الموضة


 البشرية، الذي خَطَطَ لإستبداله حالما يُولد، و نَقْلِهِ الى جهة أخرى


 كما هو معتاد في جريمة استبدال المواليد.


ثم إن ذلك الروحاني المجرم سيعمل كذلك على تعجيل الولادة


 بوسائله الروحانية، و ستضطر تلك المرأة إلى الخضوع لعملية


 قيصرية في وقت مبكر من الحمل، و سَيبقى ذلك المولود في أحد


 المستشفيات مع غيره من المواليد الخدج لأجل إكتمال نموه.


ثم  بعد إنتهاء تلك المرحلة، سيقوم ذلك الروحاني المجرم، بخطفه


 و نقله بوسائل روحانية، إلى أسرة في منطقة أخرى، و هي


 الاسرة و المنطقة التي نشأ فيها.


و بالنسبة للمرأة التي أُستبدل إليها و تولت تربيته، فقد كانت


 بدورها كغيرها من النساء الكثيرات، يُعانين دون أن يدركن ذلك،


 من تسلط الروحانيين المجرمين على حياتهن، و تلك المرأة


 بدورها، تسببوا لها في مشاكل، و عَرّضوها لأحداث قاسية، و قد


 مثَّل نقل ذلك المولود إليها، فرجا و نجاة من أحد المواقف الأليمة،


 الشبيهة جدا بموقف تعرضت له أم النبي عيسى عليه السلام،


 فكان فضل ذلك المولود عليها يمثل فضلا كبيرا.


و لابد من الإشارة هنا، الى تشابه كل من إسم ام النبي عيسى علي


 السلام و اسم المرأة التي كبر لديها المهدي الثاني.


فالخلاصة هي:


أن الله تعالى كانت له حكم و مقاصد من طريقة ولادة و مجيء


 المهدي الثاني، و قد يكون منها، ما يلي:


أولا


أنه جاء نتاج جريمة روحانية متداولة و مرتكبة بشكل كبير في هذا


 العصر، ليكون نقمة على ممارسييها، و يمثل عذابا معجلا لهم، و


 هذا هو الواقع، فمنذ علمهم بخبره، صار هاجسا و كابوسا


 يؤرق نومهم، و يَقُضُّ مضاجعهم، و يُكَدِّرُ عليهم صَفْوَ عيشهم


 و حياتهم، و شكَّل مُجرد وجوده عذابا معجلا لهم، سيما بعد تَيَقُّنِهِم


 باستحالة قتله و القضاء عليه، و يضطرون إلى بذل


 قصارى جهدهم من أجل الحيلولة دون ظهوره و نجاحه. 



ثانيا


أنه جاء نتاج جريمة شملت جموعا كثيرة من البشر في هذا العصر


 و ليست استثناء او امرا مقتصرا عليه، بل صار ذلك أمرا شائعا


 في مختلف المجتمعات، و ستتواجد أمثلة كثيرة لذلك أيضا في


 مجموعة 313 التابعة للمهدي الثاني.


كما أن المهدي الثاني بنشأته داخل الأسرة التي أُستُبدِل و نُقِلَ


 إليها، عاش حياة طبيعية. 


ثالثا


إن الله تعالى أراد للمهدي الثاني، أن لا يكون لأحد فضل كبير عليه،


 و ذلك لأجل، أن يكون شديد الإستقلالية و الحياد، و لذلك جعل


 مجيئه الى العالم بتلك الطريقة.


و من المعلوم، أن الإنسان لو أراد أن يتنصل من فضل البشر عليه،


 فلا يمكنه أن يتنصل أو ينكر فضل الأم عليه، لأنها حملته، و عانت


 من تبعات ذلك.


لكن الأمر مع المهدي الثاني فهو مختلف تماما:


فالبنسبة للمرأة الأولى، فإنها لم تُخطط للحمل، و لم تُرِيدْهُ، و


 حاولت التخلص منه بشتى الطرق و الوسائل، ثم إنه خرج إلى


 الوجود بشكل مبكر، من دون حمل تام و كامل، و جاء نتيجة


 عملية قيصرية، و بالتالي فليس هنالك حمل حقيقي، أو حتى نية


 أو إرادة له و رغبة فيه، و ليست هنالك ولادة حقيقية، و ما يتبعها


 من الآم المخاض و الوضع.


و الخلاصة أن هذه المرأة، لا فضل لها على المهدي الثاني.


و بالنسبة للمرأة الثانية، فإن المهدي الثاني، إنما أُستبدل إليها، و


 لم تَلِدْهُ، بل و مَثّل ذلك المولود بالنسبة لها فضلا كبيرا، و حلا


 لأزمة أوقعها الروحانييون المجرمون فيها، كما أنه من المتوقع


جدا، أنه لم يَرْتَضِعْ منها. ذلك أن الروحانييون المجرمون عندما


 علموا ما يُمثله ذلك المولود بالنسبة لهم من خطر و تهديد كبير،


 لكونه هو المكلف بإقامة الساعة، أرادوا التخلص منه و قتله،


 فجعلوه بوسائلهم الروحانية يأبى و يرفض و يمتنع عن الرضاع،


 و هو ما اضطر أهله لإقتناء حليب مصنع له، و كان أولئك


 الروحانيون المجرمون قد أَعَدُّوا علبة حليب مصنع، دُس فيها


 الكثير من السم، و وضعوها في أحد المحلات التجارية، و جعلوها


 هي التي تُقتنى لذلك المولود، أي المهدي الثاني، و رغم تناوله


 لذلك الحليب المسموم، و معاناته جراء ذلك، حتى غمر الياس


 أهله، و ظنوا أنه ميت لا محالة، دون ان يدركوا أن الحليب


 المسموم هو السبب، إلا أن الله تعالى حفظه و أبقاه.


ثم إن ذلك المولود نما و كبر بالحليب الصناعي و دون حليب الأم.


فالشاهد من كل ذلك، هو أن الله أراد أن يُبعد المهدي الثاني عن


 أفضال و إمتنان الناس عليه، و حتى من أقربهم إليه، لأنه يُعده


 لأمر عظيم جداََ.


رابعا


إن الله تعالى جعله يأتي الى الوجود عن طريق عملية قيصرية، و


ليس عن طريق ولادة طبيعية حقيقية، لأنه أراده أن يكون شبيها


 له و جامعا لاسمائه الحسنى، و صفاته العظمى، و منها ما وصف


 بها تعالى نفسه بأنه (لم يولد).


- و قوله: و أما من أيوب فالفرج بعد البلوى ) و هذا الوصف


 مطابق لحالة المهدي الثاني المُقْبِلِ على ليلة الإصلاح التاريخية،


 و أما المهدي الأول، فلا يُناسبه ذلك الوصف، لأنه ظل سجينا


 حتى مماته، لكن عودته في الرجعة، يمكن اعتبارها فرجا بعد


 البلوى. 


- قوله: و أما من محمد صلى الله عليه و آله فالخُرُوج بالسيف )


هو وصف يناسب المهدي الأول، و الأحداث المتعلقة به في


الروايات، و التي لم تجري في الواقع بسبب اختطافه المبكر.


و يمكن للوصف أن يناسب المهدي الثاني، إذ عُنِيَّ بالسيف القَلَمُ،


أو ما يقوم مقامه.


- قوله في الرواية الأخرى: و أما سنة من محمد صلى الله عليه


 و آله و سلم فيهتدي بهداه و يسير بسيرته ) فهو وصف يُناسب


 المهديين معا، لكونهما وُجِدَا في أماكن جُغرافية تدين بالإسلام.


- وقوله في الرواية الأخرى: و أما سنة من يوسف فالستر،


 يجعل الله بينه و بين الخلق حجابا يرونه و لا يعرفونه )


هذا لا يُناسب المهدي الأول، فقد عَرِفَتهُ الجهات المعادية له، و


 قامت باختطافه بشكل مبكر، و أما المهدي الثاني فقد علمت


 بخبره  الجهات المعادية له، و كذا فئات قليلة من الناس، لكن


 معظم البشر لا دراية لهم بذلك. 


- قوله: ما منا أحد اخْتَلَفَ إليه الكُتُبُ، و أُشِيرَ إليه بالأصابع، و


 سُئِلَ عن المسائل، و حُمِلَتْ إليه الأموال، إلا اغْتِيلَ أو مات في


 فراشه ) و هذا يوافق مضمون حديث الإمام الباقر ( عليه السلام )


 : ( و الله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه و آله، أن


 هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي و فاطمة عليهما


 السلام، ما منا إلا مسموم أو مقتول ).


- قوله: حتى يبعث الله لهذا الأمر غلاما منا خفي الولادة و


 المنشأ، غير خفي في نسبه ) و هو الإمام المهدي الثاني، الذي


 خصه الله تعالى بحفظه و حراسته، و جعله باقيا.


أما خفاء الولادة و المنشأ، فإن ذلك الخفاء هو لعامة الناس، اما


 الجهات المعادية الرئيسية له، فقد كانت تعلم بأمره منذ الوهلة


 الأولى له.


_________________________________________

المهدي الثاني هو خاتم أئمة آل البيت


عن النبي محمد (عليه الصلاة و السلام ) أنه قال:

( يا علي إني مُزوجك ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين، و أحبهن

 إليَّ بعدك، و كائن منكما سيدا شباب أهل الجنة، و الشُهداء

 المُضرجون المقهورون في الأرض من بعدي، و النُجباء الزهر

 الذين يُطفيء الله بهم الظُّلَمَ، و يُحيي بهم الحق، و يُميت بهم

 الباطل، عِدتهم عِدَةُ أشهر السنة، آخرهم يُصلي عيسى بن مريم 

(عليه السلام ) خلفه ).

و عن النبي محمد (عليه الصلاة و السلام ) أنه قال:

( الأئمة بعدي إثنا عشر، أولهم أنت يا علي و آخرهم القائم الذي

 يفتح الله عزو جل على يديه مشارق الأرض و مغاربها ).

التعليق على الأحاديث:

- قوله: عِدتهم عِدَةُ أشهر السنة ) أي اثنا عشر إماما، لكن

 الحقيقة أنهم أكثر من ذلك، حيث لم يتم احتساب الإمام المهدي

 الثاني، و يمكن تجاوز ذلك بالقول، بان الإمام المهدي الثاني

 يتشارك نفس الرتبة مع الإمام المهدي الأول محمد بن الحسن

 العسكري، و هي الرتبة الثانية عشرة.

فالإمام المهدي الثاني يُشَكِّلُ عنصر المفاجأة، و هو الذي يظهر بعد

 الغيبة الطويلة للمهدي الأول، و يواصل المسار، و يُحقق

 آمال آل البيت عليهم السلام.

- قوله: آخرهم يُصلي عيسى بن مريم (عليه السلام ) خلفه ) و

 هو الإمام المهدي الثاني، و الذي سيكون بعد مروره بليلة

 الإصلاح التاريخية شبيها بالله تعالى، و هو الذي سَيُنْزِلُ المسيح

 عيسى بن مريم إلى الأرض، و سيقوم هذا الأخير، اي عيسى بن

 مريم، بتوجيه عبادته و صلاته له.

- قوله: القائم الذي يفتح الله عز و جل على يديه مشارق الأرض

 و مغاربها ) العبارة خرجت مخرج الغالب، لان المهدي الثاني

 شخص مفرد واحد و مستقل، و لا يخوض أية معارك او حروب

 ميدانية او عسكرية، لكن يُمكن تأويل كلمة الفتح الواردة في

 الحديث، على أن المقصود بها، هو الفتح الذي سيحدث للقائم

 المهدي الثاني في ليلة الإصلاح التاريخية، حيث أنه بعد تلك

 الليلة، سيصبح شبيها لله تعالى، و سَيصيرُ الكون كله و الوجود

 برمته تحت حُكْمِهِ و تَصَرُفِه، و كوكب الأرض سيُشكِّلُ جزء ضئيلا

 من ذلك.

_________________________________________

المهدي الثاني هو خليفة الله عز و جل


عن النبي محمد (عليه الصلاة و السلام ) أنه قال:

( لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم للحق منا و ذلك حين يأذن الله عز

 و جل له، و من تبعه نجا و من تخلف عنه هلك. الله الله عباد الله

 فأتوه و لو حبوا على الثلج، فإنه خليفة الله عز وجل ).

التعليق على الحديث:

- قوله: فأتوه و لو حبوا على الثلج ) وفي رواية أخرى فبايعوه

 و لو حبوا على الثلج ) هي عبارة خرجت مخرج الغالب، لأن

 القائم المهدي الثاني، و إن كان هو خليفة الله عز وجل حقا و

 صدقا، فإنه لا يطلب البيعة، و لا يحتاج إليها، و إنما يقوم قياما

 بعد ليلة الإصلاح التاريخية، و قد ورد عن الإمام الصادق (عليه

 السلام ) أنه قال:

( يقوم القائم و ليس لأحد في عنقه عهد و لا عقد و لا بيعة ).

و لكن على أية حال، و حتى لو لم تكن البيعة هنا مطلوبة و واجبة،

 فإن الناس ملزمون، بأن يكونوا أنصارا لله تعالى.

و الراجح، أن ذلك الحديث يَخُصُّ و يَقْصِدُ قيام المهدي الثاني في

 ليلة الإصلاح التاريخية، إذ أنه بعد تلك الليلة، سيصير الوجود

 برمته تحت حكمه و تصرفه، بما في ذلك، كوكب الأرض، و دونما

 حاجة لعهد أو عقد أو بيعة، لأنه لا يخوض حروبا.

أما فيما عدا ذلك، فإنه انطلاقا من طرق التعيين الحديثة في

 المناصب، فإنه يُمكن  أن يَتَرَشَحَ كغيره من الناس لأحد

 المناصب السياسية، بناء على الجدارة و الإستحقاق، و ذلك

 كتمهيد لليلة الإصلاح التاريخية.

و قد تقدم المهدي الثاني بالفعل بطلب التعيين في منصب الرئاسة

 بمصر إلى الجهات المسؤولة هناك، و ذلك بناء على كونه المهدي

 المبشر به في الدين الإسلامي، و اختياره ذلك البلد بالتحديد،

 راجع لتوجيهات و إرشادات الشيخ محي الدين بن عربي. 

_________________________________________

المهدي الثاني هو ولِيُّ الله حقا و مهديُّ عباده صدقا


عن النبي محمد (عليه الصلاة و السلام ) أنه قال:

( لمَّا عُرِجَ بي إلى السماء السابعة و منها إلى سدرة المنتهى، و

 من السدرة إلى حُجُبِ النور، ناداني ربي جل جلاله: با محمد أنت

 عبدي و أنا ربك فَلِي فاخضع، و إياي فاعبد، و علي فتوكل، و بِي

 فَتِقْ، فإني قد رضيت بك عبدا و حبيبا و رسولا و نبيا، و بأخيك

 علي خليفة و بابا، فهو حجتي على عبادي و إمام لخلقي، به

 يُعرف أوليائي من أعدائي، و به يُميز حزب الشيطان من حزبي، و

 به يُقام ديني و تُحفظ حدودي و تُنفذ أحكامي، و بك و به و بالائمة

 من ولده أرحم عبادي و إمائي، و بالقائم منكم أَعْمُرُ أرضي

 بتسبيحي و تهليلي و تقديسي و تكبيري و تمجيدي، و به أُطَهِرُ

 الأرض من أعدائي و أُوْرِثُها أوليائي، و به أجعل كلمة الذين

 كفروا بي السفلى و كلمتي العُليا، و به أُحيي عبادي و بلادي

 بعلمي، و له أُظْهِرُ الكنوز و الدخائر بمشيتي، و إياه أُظْهِرُ على

 الأسرار و الضمائر بإرادتي، و أُمِدُّهُ بملائكتي لتؤيده على إنفاذ

 أمري و إعلان ديني.

ذلك ولِيّي حقا و مهديُّ عِبادي صِدْقاََ ).

_________________________________________

المهدي الثاني هو صاحب الأمر


عن الإمام الهادي (عليه السلام ) أنه قال:

( صاحب هذا الأمر هو من يقول الناس لم يُولد بعد ).

التعليق على الحديث:

أي بالرغم من وجوده حيا بينهم، يقولون لم يولد بعد، إذ لابد من

 مروره بليلة الإصلاح التاريخية، ليظهر حقا و فعلا، بأنه صاحب

 الأمر.

و المقصود بصاحب الأمر هو مالك الملك.

_________________________________________

المهدي الثاني سيكون مألوها بحق


عن النبي محمد ( عليه الصلاة و السلام ) قال: 

( يُبَايعُ له الناس بين الركن و المقام، يَرُدُّ الله به الدين، و يَفتحُ له

 فتوحُُ، فلا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول: لا إله إلا الله ).

التعليق على الحديث:

- قوله: يُبَايعُ له الناس بين الركن و المقام ) المهدي الثاني لا

 يُبايع، لكن يمكن حمل الأمر هنا، على أن القصد منه، هو أن

 الناس، سيما العلماء منهم، يعقدون العزم فيما بينهم في تلك

 الأماكن المقدسة على مناصرته و موالاته لتيقنهم من صحة

 خلافته.

- قوله: و يَفتحُ له فتوحُُ ) أي في ليلة الإصلاح التاريخية.

- قوله: فلا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول: لا إله إلا الله )

 أي لا إله إلا القائم المهدي الثاني.

و طبعا، فإن ذلك لن يقع، إلا بعد إظهار الكثير من البراهين و

 المعجزات، إذ ليس من السهل، إدعاء الألوهية، و في قصة

 مناظرة ابراهيم عليه السلام للنمرود، ما يدل على صعوبة ذلك.

_________________________________________

الله يصلح أمر المهدي الثاني في ليلة


عن الإمام الهادي (عليه السلام ) أنه قال:

(..إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن يُنتظر في غيبته، و يُطاع

 في ظهوره، هو الثالث من ولدي. و الذي بعث محمدا صلى الله

 عليه و أله بالنبوة و خصنا بالإمامة، إنه لو لم يبقى من الدنيا إلا

 يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه، فيملأ الأرض قسطا

 و عدلاََ كما ملئت جورا و ظلما، و إن الله تبارك و تعالى ليُصلح له

 أمره في ليلة، كما أصلح أمر كليمه موسى عليه السلام إذ ذهب

 ليقتبس لأهله نارا فرجع و هو رسول نبي..).

التعليق على الحديث:


هنالك خلط بين المهديين، لأن الذي غاب، ليس هو من سيظهر

 حاليا، و يمكن تجاوز ذلك، بناء على نقاط التشارك بين

 الشخصين، كما سلفت الإشارة إلى ذلك.
 
و كما أُصْلِح أمر موسى عليه السلام في ليلة فرجع رسولا نبيا،

 فكذلك سَيُصْلَحُ أمر المهدي الثاني في ليلة فيقوم شبيها لله تعالى.

_________________________________________

خفاء ولادة المهدي الثاني


عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) قال:

  (  القائم منا تخفى ولادته عن الناس حتى يقولوا: لم يولد بعد، ليخرج حيث يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة  ).

التعليق على الحديث:


 إن المقصود بولادة القائم المهدي الثاني، هو التحول الذي

 سيحدث له في ليلة الإصلاح التاريخية، حيث سيصبح شبيها لله

 تعالى، و بما أن حدوث ذلك لن يستغرق وقتا طويلا، و سيقع في

 ليلة واحدة فقط، فإنه سيخفى عن الناس، و لن ينتبهوا له.

_________________________________________

المهدي الثاني و القائم إسمان لمسمى واحد


عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنه سُئِلَ:

( المهدي و القائم واحد؟ فقال: نعم. فَسُئِلَ: لأي شيء سُمِّيَ


 المهدي؟ فقال: لأنه يهدي إلى كل أمر خفي، و سُمِّيَ القائم لأنه


 يقوم بعد ما يموت، إنه يقوم بأمر عظيم ).

_________________________________________

المهدي الثاني سيكون هو الظاهر و الباطن


عن  النبي محمد ( عليه الصلاة و السلام ) قال: 

( إن الله عز وجل اختار من كل شيء شيئا، اختار من الأرض مكة،

 و اختار من مكة المسجد، و اختار من المسجد الموضع الذي فيه

 الكعبة، و اختار من الأنعام اناثها، و من الغنم الضأن، و اختار من

 الأيام يوم الجمعة، و اختار من الشهور شهر رمضان، و من

 الليالي ليلة القدر، و اختار من الناس بني هاشم، و اختارني و

 عليا من بني هاشم، و اختار مني و من عليِِّ الحسن و الحسين، و

 تكملة اثني عشر إماما من وُلْدِ الحسين تاسعهم باطنهم، و هو

 ظاهرهم، و هو أفضلهم، و هو قائمهم.

التعليق على الحديث:

- قوله: تاسعهم باطنهم، و هو ظاهرهم، و هو أفضلهم، و هو

 قائمهم ) وقع هنا خلط بين المهديين، الأول و الثاني، لأن

 المقصود بالتاسع هو المهدي الأول محمد بن الحسن العسكري، و

 رتبته هي أنه وصي من الأوصياء، أما الأوصاف المذكورة فهي

 خاصة بالمهدي الثاني، و الذي سيظهر في الزمان الحالي، من بعد

غيبة طويلة للمهدي الأول، و يمكن تجاوز ذلك، بناء على نقاط

 التشارك بين الشخصين، كما سلفت الإشارة إلى ذلك، و أن الثاني

 يُمثل استمرارية لمسار الأول.

_________________________________________

المهدي الثاني سيكون هو القوي العزيز 



عن الريان بن الصلت قال: قلت للرضا ( عليه السلام ): أنت

 صاحب الأمر؟ فقال: أنا صاحب هذا الأمر و لكني لست بالذي

 أملاها عدلا كما ملئت جورا، و كيف أكون ذلك على ما ترى من

 ضعف بدني، و إن القائم هو الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ

 ومنظر الشبان، قويا في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة

 على وجه الأرض لقلعها، و لو صاح بين الجبال لتدكدكت

 صخورها، يكون معه عصا موسى ( عليه السلام )، و خاتم

 سليمان ( عليه السلام ) ذاك الرابع من ولدي، يغيبه الله في ستره

 ما شاء، ثم يظهره فيملأ به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا

 و ظلما ).

التعليق على الحديث:


مظاهر القوة و العظمة هنا هي للامام المهدي الثاني الذي سيكون

 شبيها لله تعالى، أما منصب المهدي الاول محمد بن الحسن

 العسكري عليه السلام فهو دون ذلك، ذلك أن أئمة البيت عليهم

 السلام لم يتنبهوا إلى أن منصب المهدي فيه شخصان، و خفي

 عنهم ذلك، فكانت الكشوفات و المشاهدات التي تترأى لهم بشأن

 المهديين، تُحمل على أنها لشخص واحد. 
_________________________________________

المهدي الثاني هو الحي الذي لا يموت


عن سعيد بن جبير قال: سمعت زين العابدين ( عليه السلام ) يقول: 

( في القائم سنة من نوح و هو طول العمر ).

و عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال:

 ( و الله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه و آله، أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من ولد علي و فاطمة عليهما السلام، ما منا إلا مسموم أو مقتول ).


التعليق على الأحاديث:


 قوله: في القائم سنة من نوح و هو طول العمر )


المهدي الثاني ليس طويل العمر فحسب، بل هو لا يموت أصلا.

 قوله: هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما ) بالرغم من شرعية

 إمامتهم، إلا أنه لم يقع الإجماع عليهم، للاسباب السالفة المذكورة

 في موضوع سابق من هذه المدونة، و من بينها، مقتل

 النبي محمد عليه الصلاة و السلام مسموما، و عدم تركه

 لوصية مكتوبة و صريحة و قاطعة، في استخلاف أئمة آل البيت

 من بعده.

و باحتساب الإمام المهدي الثاني، فإن عدد الأئمة سيزيد عن العدد

 المذكور فردا إضافيا، و يكون الحل هو باعتبار الرتبة الثانية

 عشرة، رتبة مشتركة بين اثنين.

 قوله: ما منا إلا مسموم أو مقتول ) هذا يؤكد صحة خبر مقتل

 النبي محمد عليه الصلاة و السلام) مسموما.

ثم إن عبارة ما منا إلا مسموم أو مقتول ) يُسْتَثْنَى منها فرد واحد

 فقط، ألا و هو الإمام المهدي الثاني، الذي خصه الله تعالى بحفظه

 و حراسته، و جعله باقيا، و غير قابل للموت، و لولا ذلك، لكان

بسبب ما دسه له الأعداء من سموم، و ما بذلوه من محاولات لقتله

 و القضاء عليه، في عِدَادِ الموتى منذ عقود، و منذ الوهلة الأولى

 لوجوده. 

_________________________________________

المهدي الثاني يركب السحاب و يرقى في الاسباب


عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال:

 ( أما إن ذا القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول و ذخر لصاحبكم الصعب  ، قال سورة: قلت و ما الصعب؟ قال: ما كان فيه رعد و صاعقة أو برق فصاحبكم يركبه، أما إنه سيركب السحاب، و يرقى في الأسباب، أسباب السماوات السبع و الأرضين السبع، خمس عوامر و إثنتان خرابان ).

التعليق على الحديث:


و الأمر لن يكون عجيبا، إذا علمنا أن المهدي الثاني سيكون شبيها

 لله تعالى.

 قوله: ( فصاحبكم ) هي عبارة خرجت مخرج الغالب، و هي لا

 تتناسب مع منصب القائم المهدي الثاني.

_________________________________________

المهدي الثاني سَتَجْرِي الملاحم على يديه


عن النبي محمد ( عليه الصلاة و السلام ) قال: 

( ..لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك

 رجل من أهل بيتي، تجري الملاحم على يديه، و يُظهر الإسلام، لا

 يُخلف وعده، و هو سريع الحساب ).

التعليق على الحديث:

 قوله: تجري الملاحم على يديه ) أي يُظهر الكثير من الأحداث

 و الوقائع البطولية، و يكون مصدرا للكثير من المعجزات و العلوم

 و الأمور الغريبة و العجيبة، و يكون عليه مدار الأخبار و

 الإعلام.

 قوله: و يُظهر الإسلام أي يُطَاعَ و يُعْبَدَ، وحده لاشريك له،

 لأنه سيكون شبيها لله تعالى، مُتفرداََ بأوصاف الكمال المطلق، و

 القدرة المطلقة، و ذلك ما سيراه الناس هذه المرة بأعينهم و

 أبصارهم.

_________________________________________

المهدي الثاني سيكون سريع التنقل


عن النبي محمد ( عليه الصلاة و السلام ) قال: 

(  المهدي من ولدي، إسمه إسمي، و كنيته كنيتي، أشبه الناس بي

 خَلقا و خُلقا، تكون له غيبة و حيرة تضل فيها الأمم، ُثم يُقبل

 كالشهاب الثاقب يملأها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما ).


 التعليق على الحديث:

 قوله: المهدي من ولدي، إسمه إسمي، و كنيته كنيتي، أشبه

 الناس بي خَلقا و خُلقا، تكون له غيبة و حيرة تضل فيها الأمم )

 المقصود بالمهدي هنا، المنعوت بتلك الأوصاف المذكورة، هو

 الإمام المهدي الأول محمد بن الحسن العسكري ( عليه السلام )،

 و هو الذي غاب في ظروف غامضة، و الرأي الراجح و السديد،

 كما سلفت الإشارة إلى ذلك، في مقدمة هذه المدونة، أنه تعرض

 للاختطاف، من طرف الجهات المعادية له، و بقي سجينا و

 محتجزا طيلة حياته و حتى مماته.

و هنالك إعتقاد سائد عند الشيعة، بأنه قد يعود و يظهر من جديد،

 هو بنفسه، في وقت من الأوقات، أو زمان من الأزمنة.

و تصور حدوث مثل هذا الأمر ممكن، و ليس مستحيلا، فلقد مَدَّ الله

 تعالى لنوح عليه السلام في العمر.

لكن الصحيح أنه عليه السلام قد توفي في سجنه، و أما من

 سيظهر في الوقت الحالي بعد فترة الغيبة المُحيرة و الطويلة، فهو

 الإمام المهدي الثاني، و هو المشار إليه في بقية الحديث، بقوله: 

( ..ثم يُقبل كالشهاب الثاقب يملأها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و

 ظلما ) فالراجح، أن هذا الخلط و الجمع  بين المهديين، أمر مُتعمد

 و مقصود، إذ يُمكن اعتبارهما بمثابة شخص واحد، و استمرارية

 لنفس المسار، بناء على أمور مشتركة بينهما، سبقت الإشارة

 إليها، و زيادة على ذلك، فإن المهدي الثاني هو من سيكون وراء

 رَجْعَةِ المهدي الأول.

- و قوله: ( يُقبل كالشهاب الثاقب ) فهذا ليس مجرد تشبيه بلاغي،

 بل إن القائم المهدي الثاني، سيكون حقيقة، سريع التنقل كالطائرة

 و الصاروخ و كالشهاب الثاقب، بل و أسرع من ذلك، لأنه

 سيكون شبيها لله تعالى، لا حدود لقدرته. 

_________________________________________

المهدي الثاني سيكون هو الرزاق


عن النبي محمد ( عليه الصلاة و السلام ) قال: 

( تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط، تُرسل السماء عليهم مدرارا، و لا تدع الأرض شيئا من النبات إلا أخرجته..).

التعليق على الحديث:


- قوله: ( تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط )

 أي أن عصر القائم، المهدي الثاني، سيكون أفضل العصور، و

 زمانه سيكون أفضل الأزمنة، على كل المستويات، و في كل

 المجالات، و على رأسها، المجال المائي، و المجال النباتي و

 الزراعي و الفلاحي، التي تُشكل النواة الأساسية للإقتصادات، لأن

 الأمن المائي و الغذائي، ضروريات لا غنى عنها، و لذلك ستعرف

 هذه المجالات نموا و إزدهارا، لم يسبق له مثيل، و ستختفي

 المجاعات و مظاهر الجفاف في كل أنحاء العالم، و ذلك بقدرة

 القائم و إرادته و مشيئته، فهو سيكون الرزاق و القادر على كل

 شيء.

_________________________________________

 المهدي الثاني سيكون هو النور


عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال:

 ( إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها و استغنى العباد من ضوء الشمس و ذهبت الظلمة...)

التعليق على الحديث:

قوله: ( أشرقت الأرض بنور ربهاأي بنور القائم.

_________________________________________

المهدي الثاني سيكون هو المحيي و المعيد


عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

 ويقبل الحسين عليه السلام في أصحابه الذين قتلوا معه، و معه سبعون نبيا كما بعثوا مع موسى بن عمران، فيدفع إليه القائم عليه السلام الخاتم، فيكون الحسين عليه السلام هو الذي يلي غسله و كفنه و حنوطه و يواريه في حفرته ).


التعليق على الحديث:


المهدي الثاني، هو القائم الذي سيولد بعد ليلة الإصلاح التاريخية،

 و سيكون شبيها لله تعالى، و هو الذي سيكون وراء رجعة أل بيت

 النبي محمد و معهم عدد كبير من الأنبياء عليهم السلام جميعا.

أما كون القائم سيموت بعد ذلك كما ذكر، فالراجح، أن المتكلم هنا،

 و هو الإمام الصادق (عليه السلام)، قد رأى كشفا، فيه أمر

 الرجعة و بعض من يرجع من الناس، و رأى ضمن ما رأى،

 الإمام الحسين يصلي تجاه القائم، فأوّل تلك الصلاة على أنها

 صلاة جنازة للقائم، و أن الامام الحسين هو من سيتولى أمر

 تجهيزه و دفنه.

و الحقيقة أن ما شاهده الإمام الصادق من صلاة الإمام الحسين

 للقائم هو صحيح و وجب تفسيره على ظاهره، لأن القائم سيكون

 شبيها لله تعالى، و سيؤله و يعبدُ مثله تماما.

 فكون هذا المنصب غريب جدا، و غير متوقع بتاتا، هو ما جعل

 الإمام الصادق (عليه السلام) ينتقل من ظاهر ما شاهده، من صلاة

 الامام الحسين للقائم عابدا إياه، و تاؤيل ذلك بامور الموت و

 الجنازة، و ذلك تنزيها للامام الحسين عن الوقوع في الشرك، لأن

 الصلاة لا توجه إلا لله تعالى.

لكننا نحن نعلم الأن، أن رتبة القائم هو أنه سيكون شبيها لله

 تعالى، و أن ما يُصرف إلى الله تعالى، سيُصرف إلى شبيهه كذلك.
_________________________________________

المهدي الثاني هو محور أيام الله الثلاثة


عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

( أيام الله ثلاثة: يوم يقوم القائم عليه السلام، و يوم الكرة، و يوم

 القيامة ).

التعليق على الحديث:

- قوله: ( يوم يقوم القائم ) أي قيام المهدي الثاني بعد ليلة

 الإصلاح التاريخية، المذكورة في الحديث النبوي ( المهدي منا آل

 البيت، يُصْلِحُهُ الله في ليلة ).

- قوله: ( و يوم الكرة ) أي يوم الرجعة.

- قوله: ( و يوم القيامة ) أي يوم الساعة.

_________________________________________

الرجعة خاصة و ليست عامة


عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

( إنما يرجع إلى الدنيا عند قيام القائم عليه السلام من محض

 الإيمان محضا، أو محض الكفر محضا، فأما ما سوى هذين فلا

 رجوع لهم إلى يوم المآب ).

و عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

إذا قام (القائم) أُتِيَ المؤمن في قبره فيُقال له يا هذا إنه قد ظهر

 صاحبك فإن تشاء أن تلحق به فألحق، و إن تشأ أن تُقيم في

 كرامة ربك فأقم ).


التعليق على الأحاديث:

قوله : ( فأما ما سوى هذين فلا رجوع لهم إلى يوم المآب ) هذا

 بشكل عام و مجمل، و إلا فإن القائم المهدي الثاني، و الذي

 سيكون هو المُحيي و المُعيد، سيُرْجِعُ من شاء، في أي وقت شاء،

 لأنه يفعل ما يشاء.

قوله في الحديث الثاني: ( إذا قام (القائم) أُتِيَ المؤمن في قبره

 فيُقال له يا هذا إنه قد ظهر صاحبك فإن تشاء أن تلحق به

 فألحق القائم المهدي الثاني، سيعلم بكل شيء، بما في ذلك نوايا

 الأحياء و الأموات، و سيرجع من شاء من الأموات، في الوقت

 الذي يشاء، و إلى المكان الذي يشاء.

_________________________________________

أول من يُرْجِعُ المهدي الثاني إلى الدنيا


عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

( أول من تنشق الأرض عنه و يَرْجِعُ إلى الدنيا الحسين بن علي

 عليهما السلام..).

عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

إن أوَّلَ من يَكِرُّ في الرجعة الحسين بن علي عليهما السلام، و

 يمكث في الأرض أربعين سنة، حتى يسقط حاجباه على عينيه).

و عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:

و لسوف يرجع جاركم الحسين بن علي عليهما السلام أَلْفاََ،

 فيملك حتى تقع حاجباه على عينيه من الكِبَرِِ).

و عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

إن الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي

 (عليهما السلام) فأما يوم القيامة فإنما هو بعث إلى الجنة و بعث

 إلى النار).

التعليق على الأحاديث:

- قوله في الحديث الأول: (  أول من تنشق الأرض عنه و يَرْجِعُ

 إلى الدنيا الحسين بن علي) لأبد للفعل من فاعل، و سيكون هنا،

 هو القائم المهدي الثاني.

- قوله في الحديث الثاني: (  يمكث في الأرض أربعين سنة ) هو

 تأويل غير محالف للصحة، لأن الراجح، أنه سيمكث أمدا أطول

 من ذلك بكثير، وبحسب ما يتمنى، و بحسب مشيئة القائم المهدي

 الثاني.

- قوله في الحديث الثاني: ( حتى يسقط حاجباه على عينيه ) هي

 عبارة خرجت مخرج الغالب، لأن القائم المهدي الثاني، يمكن أن

 يُطيل أمد مُكْثِهِ، و يُبقيه شابا طوال تلك المدة.

- قوله في الحديث الثالث: (  و لسوف يرجع جاركم الحسين بن

 علي عليهما السلام أَلْفاََ ) و ذلك بقدرة القائم المهدي الثاني، و

 الذي سَيُرْجِعُ معه غيره من الناس.

- قوله في الحديث الرابع: ( إن الذي يلي حساب الناس قبل يوم

 القيامة الحسين بن علي ) أي مُحاسبة الناس المعتدين الظالمين

 له من أعدائه، و ذلك بإذن القائم المهدي الثاني، الذي سيقيم

 حساب الساعة.

- قوله في الحديث الرابع: (  فأما يوم القيامة فإنما هو بعث إلى

 الجنة و بعث إلى النار ) بل إن حساب الساعة أيضا، فيه بعث إلى

 الجنة و بعث إلى النار و ما هو دون ذلك.
_________________________________________

المهدي الثاني سَيُرْجِعُ النبي محمد و عليا


عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:

( إن رسول الله صلى الله عليه و آله و عليا عليه السلام

 سيرجعان ).

_________________________________________

المهدي الثاني سَيُنْزِلُ النبي عيسى


عن النبي محمد ( عليه الصلاة و السلام ) قال:

( لا تزال طائفة من أمتي على الحق، ظاهرين على من ناواهم،

 حتى يأتي أمر الله تبارك و تعالى، و ينزل عيسى بن مريم عليه

 السلام ).

التعليق على الحديث:

- قوله: ( حتى يأتي أمر الله تبارك و تعالى ) أي حتى يقوم القائم

 المهدي الثاني، لأن أمر الله هو إسم من أسمائه، و هو الذي

 سَيُنْزِلُ النبي عيسى بن مريم عليه السلام.

_________________________________________

المهدي الثاني سيكون هو الحسيب


عن النبي محمد (عليه الصلاة و السلام) في حديثه عن القائم

 المهدي الثاني، أنه قال:

( مَثَلُهُ، مَثَلُ الساعة التي لا يُجَلِّيها لوقتها إلا هو ثقلت في

 السماوات و الأرض لا تأتيكم إلا بغتة ).

التعليق على الحديث:

- قوله: ( مَثَلُهُ، مَثَلُ الساعة ) بل هو الساعة، و هو من سيجلِّيها

 لوقتها.

و المقصود بالساعة هو وقت محاسبة لفئة من الظالمين، و هي

 خاصة و ليست عامة، أي أنها لا تشمل كل الناس، و إنما البعض

 منهم، و ستكون بمثابة يوم قيامة مصغَّرة، و دليل على يوم

 القيامة الشامل و الأخير، و الذي سيكون بعد فناء الخليقة.
_________________________________________

المهدي الثاني سيكون هو المُنتقم


عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

( لما كان من أمر الحسين عليه السلام ما كان، ضجت الملائكة إلى

 الله بالبكاء و قالت: يُفْعَلُ هذا بالحسين صفيك و ابن نبيك؟ فأقام

 الله لهم ظِلَّ القائم عليه السلام و قال: بهذا أَنْتَقِمُ لِهذا ).
_________________________________________

المهدي الثاني سَيَرُدُّ أعداء المؤمنين لمُحاكمتهم


عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

( إذا قام قائمنا رد الله كل مؤذ للمؤمنين في زمانه في الصورة التي

 كانوا عليها و فيها بين أظهرهم، لينتصف منهم المؤمنون ).

التعليق على الحديث:

- قوله: ( إذا قام قائمنا رد الله كل مؤذ للمؤمنين ) يصح هنا حذف

 اسم الجلالة، و الإكتفاء بنسبة الفعل للقائم، لأنه سيكون شبيها لله

 تعالى.

و الحدث المُشار إليه في الحديث، سيكون يوم الساعة، أي ساعة

 الحساب.
_________________________________________

المهدي الثاني سيكون هو السميع البصير


عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: 

( ..المهدي عليه السلام يُسمى ( صاحب المَرْئَى و المَسْمَعِ ) فله

 نور يَرى به الأشياء من بعيد كما يرى من قريب، و يسمع من

 بعيد كما يسمع من قريب، و إنه يسيح في الدنيا كلها على السحاب

 مرة و على الريح أخرى، و تُطوى له الأرض مرة، فيدفع البلايا

 عن العباد و البلاد شرقا و غربا ).
_________________________________________

المهدي الثاني سيكون هو الشافي


عن الإمام السجاد ( عليه السلام ) قال: 

( إذا قام القائم أذهب الله عن كل مؤمن العاهة، و رد إليه قوته ).

التعليق على الحديث:


يصح في سياق هذا الحديث، حذف إسم الجلالة، و يكون المعنى

 صحيحا، لأن القائم سيكون شبيها لله تعالى، و سيقدر على شفاء

 من شاء.

و البرهان على ذلك، سَيُرَى و سَيُشَاهَدُ من خلال العروض التي

 سيقدمها القائم أمام الحضور بعد ليلة الإصلاح التاريخية، و التي

 سَيَتِمُ بَثُهَا للعالم أجمع، بشكل حي و مباشر.  

_________________________________________

المهدي الثاني سيكون هو العليم الخبير


عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

 ( إنه إذا تناهت الأمور إلى صاحب هذا الأمر رفع الله تبارك الله و

 تعالى له كل منخفض من الأرض، و خفَضَ له كل مرتفع منها،

 حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة رَاحَتِه، فأيكم لو  كانت في رَاحَتِهِ

 شعرة لم يُبصرها ).

_________________________________________

المهدي الثاني سيكون هو العليم الحكيم 


عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

( العلم سبعة و عشرون جزءََ، فجميع ما جاءت به الرسل

 جزءان، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الجزءين، فإذا قام القائم

 أخرج الخمسة و العشرين جزءََ، فبثها في الناس و ضم إليها

 الجزئين، حتى يبثها سبعة و عشرين جزءََ ).

_________________________________________

المهدي الثاني سيكون هو الكريم الوهاب


عن النبي محمد ( عليه الصلاة و السلام ) قال:

( يخرج في أخر الزمان خليفة، يعطي المال بغير عدد ).

و قال أيضا:

( ليبعثن الله عز وجل في هذه الأمة خليفة يحثي المال حثيا و لا

 يعده عدا ).

و قال أيضا:

( ليبعثن الله تعالى من عترتي رجلا أفرق الثنايا، أجلى الجبهة،

 يملأ الأرض قسطا و عدلا، و يَفِيضُ المَالُ فَيْضاََ ).


التعليق على الأحاديث:

القائم المهدي الثاني هو الموصوف بهذا الوصف، لكن الأمر، ليس

 بخلاف ما قد يتبادر إلى الذهن قياسا على غيره من البشر، بأنه

 مادام لم يَعُدَّهُ، فهو جاهل لقيمته، بل سيكون عليما بمقداره و

 حكيما في وجوه صرفه، و إنما الفارق، هو أنه ليس في حاجة

 لعملية العَدِّ، لأنه سيكون بكل شيء عليم. 
 
كما أن الكلام خرج مخرج الغالب في ذلك الزمان، لأنه في العصر

 الحالي ، استجدت طرق للاداء المالي، كالشيكات و التحويلات

 المصرفية و غيرها، و التي يُستغنى فيها عن عملية العَدِّ.

- قوله:  و يَفِيضُ المَالُ فَيْضاََ ) أي أن الأوضاع ألإقتصادية و

 المالية في عصر القائم المهدي الثاني ستعرف ازدهار كبيرا.
_________________________________________

 المهدي الثاني سيكون هو الحَكَمُ العَدْلُ


عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: 

( لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني يحكم بحكومة آل داود، و لا

 يُسأل عن بيِّنة، يُعْطِي كل نَفْسِِ حُكْمَهَا ). 

و عن الإمام السجاد (عليه السلام) قال: 

يا بِشْرَ بن غَالِبِِ من أحبنا لا يُحبنا إلا لله جِئْنَا و هُو كهاتين، و

 قَدَّرَ بين سبابتيه، و من أحبنا لا يُحبنا إلا للدنيا فإنه إذا قام قائم

 العدل، وَسِعَ عدله البَرَّ و الفَاجِرَ ). 

و عن النبي محمد (عليه الصلاة و السلام) قال: 

يَبْلُغُ من رَدِّ المهدي المَظَالِمَ، حتى لو كانت تحت ضرس إنسان

 شَيءُُ انتزعه حتى يَرُدَّهُ ).

التعليق على الأحاديث:

- قوله:  ( يحكم بحكومة آل داود ) بل يحكم بحكومة رب آل داود،

 لأنه سيكون شبيها لله تعالى، عليما خبيرا بكل شيء، عادلا و

 مُقسطا.

- قوله:  و لا يُسأل عن بيِّنة ) لأنه سيكون بكل شيء محيطا،


 لكنه لضرورة إظهار البينة للمتابعين و المشاهدين و لعامة


 الناس، حتى تطمئن قلوبهم، و يتيقَّنوا من تمام و كمال عدالة


 القائم المهدي الثاني، فإنه من المتوقع، أنها ستكون من


 معجزاته، المُوافِقَة و المُمَاثِلَة لِجنس ما يُتقنه الناس في عصره،


 هو القدرة على عرض المشاهد السمعية البصرية، لأي شيء


 يريده، من تاريخ الناس و الأحداث و غير ذلك، و ذلك كبَيِّنَاتِِ أو


 أدلة أو براهين، أو على سبيل الإستدلال على شيء معين أو ما


 شابه ذلك. و كل ذلك سيكون سهلا و هيِّنا، على من ستكون قدرته


 بلا حدود.


- قوله:  يُعْطِي كل نَفْسِِ حُكْمَهَا ) أي يكون عادلا و مُقسطا.


- قوله في الحديث الثاني :  إذا قام قائم العدل، وَسِعَ عدله البَرَّ و


 الفَاجِرَ ) أي أن عدالة القائم المهدي الثاني، ستشمل كل الناس،


 بدون إنحياز لفئة على غيرها.


- قوله في الحديث الثالث:  يَبْلُغُ من رَدِّ المهدي المَظَالِمَ، حتى لو


 كانت تحت ضرس إنسان شَيءُُ انتزعه حتى يَرُدَّهُ) أي أن عدالته


 ستشمل المظالم الكبيرة و الصغيرة.


_________________________________________

المهدي الثاني هو من سَيُصْلِحُ المُنَاخ


عن النبي محمد (عليه الصلاة و السلام) قال: 

( يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض، لا تدع السماء من

 قطرها شيئا ألا صبته، و لا الأرض من نباتها إلا أخرجته، حتى

 يتمنى الأحياءُ الأمواتَ ).

التعليق على الحديث:


- قوله:  حتى يتمنى الأحياءُ الأمواتَ ) أي يتمنى الناس حينئذ،

 لو أن أمواتهم السابقون كانوا أحياء معهم، ليروا الأرض في أَوَجِّ

 بهائها و عطائها، و يروا مظاهرا طبيعة، لم يَسبق لهم رؤيتها، و

 لم يتخيلوا حدوثها في فترتهم.
_________________________________________

الأمن و السلام في عهد المهدي الثاني


عن النبي محمد (عليه الصلاة و السلام) قال: 

( طوبى لعيش بعد المسيح، يُؤذن للسماء في القَطْرِ، و يُؤذن

 للأرض في النبات، فلو بُذِرَتْ حَبَّةُُ على الصَّفّا لَنَبَتَتْ. و لا تَباغضُُ

 و لا تَحاسُدُُ، حتى يَمُرَّ الرجلُ على الأَسَدِ و لا يَضُرُّهُ، و يَطَأَ على

 الحَيَّةِ فلا تَضُّرُهُ ).

التعليق على الحديث:


- قوله: ( طوبى لعيش بعد المسيح ) أي بعد حلول عصر المسيح،


 و المقصود بالمسيح هو القائم المهدي الثاني، لأنه يسمى


 بالمسيح المنتظر في كتب سماوية سابقة، و لأنه وَلِيُُّ على قدم


 المسيح عيسى عليه السلام.


- و الحديث يتضمن الإشارة الى الرقي و الإزدهار الحياتي في عهد


 القائم المهدي الثاني:


فقوله: يُؤذن للسماء في القَطْرِ ) يُشير إلى وفرة و إزدهار الأمن


 المائي.


و قوله : و يُؤذن للأرض في النبات يُشير إلى وفرة و إزدهار


 الأمن النباتي و الزراعي و الغذائي، لدرجة أن التربة و الأراضي 


 غير الصالحة للزراعة تصبح مُنبتة و مُنتجة.


و قوله: و لا تَباغضُُ و لا تَحاسُدُُ يُشير إلى رُقي و إزدهار


 الأمن النفسي و الأخلاقي و الإجتماعي، و إلى التألف و التماسك،


 الذي سيسود بين الناس في عهد القائم المهدي الثاني، بفضل


 تسييره و تدبيره، و علمه و حكمته.


و قوله: حتى يَمُرَّ الرجلُ على الأَسَدِ و لا يَضُرُّهُ، و يَطَأَ


 على الحَيَّةِ فلا تَضُّرُهُ  يُشير إلى رُقي و إزدهار الأمن الجسدي،


 و إنتفاء التهديدات و المخاطر، و سيادة جو الأمن و الأمان، و


 السِلم و السلام، في عهد القائم، الذي سيكون على كل شيء


 قدير. 

_________________________________________


العدل و الرخاء في عهد المهدي الثاني



عن الإمام الحسن (عليه السلام) قال: 

( ...يَبعثُ الله رجلا في آخر الزمان و كَلَبِِ من الدهر و جهل من

 الناس، يُؤيدهُ الله بملائكته، و يَعصم أنصاره و ينصره بآياته، و

 يُظْهِرُهُ على أهل الأرض حتى يدينوا طوعا و كرها، يملأ الأرض

 قسطا و عدلا و نورا و برهانا، يدين له عرض البلاد و طولها، لا

 يبقى كافر إلا آمن به و لا طالح إلا صَلَحَ، و تصطلح في ملكه

 السباع، و تُخرج الأرض نبْتها، و تُنزل السماء بركتها، و تَظهرُ

 له الكنوز، يملك ما بين الخافقين أربعين عاما، فطوبى لمن أدرك

 أيامه و سمع كلامه  ).  

التعليق على الحديث:


- قوله: كَلَبِِ من الدهر ) أي في وقت شدائد و أزمات.

قوله: ( و جهل من الناس ) بالرغم من التقدم و التطور العلمي و

 التكنولوجي السائد في العالم حاليا، فقد يكون المقصود بالجهل،

 الجهل بالله تعالى، و عدم معرفته و الإيمان به، و عدم إدراك

 المقاصد من الخَلْقِ و الحياة و الوجود. 

- قوله: يملك ما بين الخافقين أربعين عاما ) هو في الأرجح

 تأويل مرجوح  و غيرُ مُحالف للدقة، لأنه إجتهاد مبني على

 القياس على الحالات و المدد المعتادة و المألوفة و الغالبة، في

 حين أن القائم المهدي الثاني يُمثل حالة إستثنائية تخالف

 المألوف،  فمدة مُلْكِ القائم المهدي الثاني ستتجاوز ذلك الرقم

 المذكور بكثير، و قد نصت روايات أخرى على 313 عاما، ثم إنه

 سيكون بمقدور القائم أن يطيل أمده، كيفما شاء.

_________________________________________

المهدي الثاني سَيَحْكُمُ الملائكة


عن النبي محمد (عليه الصلاة و السلام) قال: 

( فلو لم يبقى من الدنيا ألا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى

 يأتيهم رجل من أهل بيتي، تكون الملائكة بين يديه، و يُظْهِرُ

 الإسلام ).

التعليق على الحديث:


- قوله: تكون الملائكة بين يديه ) أي تَعْبُدُهُ و تُطِيْعُهُ و تُنَفِذُ


 أوامره.


- قوله: (..و يُظْهِرُ الإسلام ) أي يُطَاعَ و يُعْبَدَ، وحده لاشريك له،

 لأنه سيكون شبيها لله تعالى، مُتفرداََ بأوصاف الكمال المطلق، و

 القدرة المطلقة، و ذلك ما سيراه الناس هذه المرة بأعينهم و

 أبصارهم. 
_________________________________________

المهدي الثاني سيكون هو القادر المقتدر


عن الإمام الحسن (عليه السلام) قال: 

( إذا قام القائم استنزل المؤمن الطير من الهواء فيذبحه فيشويه و

 يأكل لحمه و لا يكسر عظمه، ثم يقول له إِحْيَ بإذن الله، فيحيى و

 يطير، و كذلك الظباء من الصحارى، و يكون ضوء البلاد و

 نورها، و لا يحتاجون إلى شمس و لا قمر، و لا يكون على وجه

 الأرض مؤذ و لا شر و لا سم و لا فساد أصلا، لأن الدعوة

 سماوية ليست بأرضية، و لا يكون للشيطان فيها وسوسة و لا

 عمل و لا حسد و لا شيء من الفساد، و لا تشوك الأرض و

 الشجر، و تبقى الأرض قائمة كلما أُخِذَ منها شيء نَبَتَ من وقته و

 عاد كحاله، و إن الرجل ليكسو إبنه الثوب فيطُولَ معه كلما طال،

 و يتلون عليه أي لون أحب و شاء. ولو أن الرجل الكافر دخل

 جُحر ضَبِِّ أو توارى خلف مَدَرَةِِ أو حجر أو شجر لأنطق الله ذلك

 الشيء الذي يتوارى فيه حتى يقول يا مؤمن خلفي كافر فخذه،

 فيؤخذ و يقتل. و لا يكون لإبليس هيكل يسكن فيه - و الهيكل البدن

 - و يصافح المؤمنون الملائكة و يُوحى إليهم  وَيَجْتَمِعُونَ الموتى

بإذن الله..)

التعليق على الحديث:

- لاعَجَبَ في ذلك، لأن القائم المهدي الثاني سيكون شبيها لله

 تعالى، و سيكون بمقدوره فعل ما يشاء.

- قوله: ( ولو أن الرجل الكافر دخل جُحر ضَبِِّ أو توارى خلف

 مَدَرَةِِ أو حجر أو شجر لأنطق الله ذلك الشيء الذي يتوارى فيه

 حتى يقول يا مؤمن خلفي كافر فخذه، فيؤخذ و يقتل.) هو في

 الراجح تأويل مخالف للصحة، لأمرين، هما:

أولا:

لأن من سمات العصر الحالي، هو سيادة مبدأ حرية الإعتقاد، و

 جعل الإيمان و الإعتقاد مسألة شخصية، و شأن داخلي خاص بكل

 فرد على حدى، فلا إكراه في الدين، و هذا الحق، قد نصت

 عليه المواثيق الدولية.

ثانيا:

لأن القائم، الذي سيكون شبيها لله

 تعالى، إذا ظهر و كشف للناس عن الأيات و المعجزات الباهرات،

 فلن يبقى في العالم شخص إلاَّ و أَمَنَ به و صدّقه، ثم إن الإيمان

 بالشيء يكون مطلوبا عند خفائه وعدم ظُهُوره، و الحاجةِ إلى

 إعمال العقل و الفكر لمعرفته و الإستدلال عليه، أمَّا إذا ظهر و بان

 للعيان، فإن الإيمان به يُصبح أمرا واقعا و بديهيا، لأنه صار

 معلوما و منظورا، و قد وردت عبارة في حديث سالف، تُعضد هذا

 المعنى، و هي: (..يملأ الأرض قسطا و عدلا و نورا و برهانا،

 يدين له عرض البلاد و طولها، لا يبقى كافر إلا آمن به و لا طالح

 إلا صَلَحَ..).

- قوله: ( وَيَجْتَمِعُونَ الموتى بإذن الله ) أي يجتمعون بمن رجعوا

 في الرجعة، التي سيكون ورائها، القائم المهدي الثاني.
_________________________________________

المهدي الثاني سَيُظْهِرُ كل معجزات الأنبياء و الأوصياء


عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: 

( ما من معجزة من معجزات الأنبياء و الأوصياء إلا و يُظْهِرُ الله

 تبارك و تعالى مثلها في يد قائمنا، لإتمام الحُجَّةِ على الأعداء ).

التعليق على الحديث:

إن اظهار القائم المهدي الثاني لكل معجزات الأنبياء و الأوصياء

 مجددا في العصر الحالي، من شأنه، أن يُتيح الفرصة هذه المرة، 

 لتصويرها و تسجيلها، لتبقى مُؤْرَخَةََ سمعيا بصريا للأبد.

و هذا كله ناهيك عن المعجزات الخاصة بالقائم المهدي الثاني، و

 الذي سيمثل هو بنفسه، اعجازا منقطع النظير و المثيل.

ثم إذا علمنا، بأن المعجزات تكون من جنس ما يتقنه الناس في

 عصر معين، و علمنا، أنه ما من مجال من المجالات في عصرنا،

 إلا وشَهِدَ نهضة و تقدما و تطورا، أدركنا أن معجزات القائم

المهدي الثاني، ستكون مميزة جداََ، من حيث الكَمِّ و النَوْعِيَّة. 

أضف إلى ذلك، أن معجزات الأنبياء، إنما كانت لغرض إثبات صحة

 نبؤتهم، أما معجزات القائم المهدي الثاني، فإنها ستكون لغرض

 أكبر و أعظم، ألا و هو إثبات شبهه  بالله تعالى، و أُلُوهيته.
_________________________________________

المهدي الثاني سيكون هو المجيب


عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: 

( إذا قام القائم يأمر الله الملائكة بالسلام على المؤمنين و الجلوس

 معهم في مجالسهم، فإذا أراد واحد حاجة أرسل القائم من بعض

 الملائكة أن يحمله، فيحمله المَلَكُ حتى يأتي القائم، فيقضي حاجته

 ثم يرده.. ).

التعليق على الحديث:

- قوله: ( إذا قام القائم يأمر الله الملائكة ) يصح هنا حذف اسم

 الجلالة، و الإكتفاء بنسبة الفعل للقائم، لأنه سيكون شبيها لله

 تعالى.

ثم إن القائم المهدي الثاني، سيكون سميعا بصيرا، لطيفا خبيرا، لا

 يخفى عليه شيء، يعلم بحوائج الناس و دعواتهم، و يجيب من

 شاء منهم، و كما هو معلوم، فإن للإجابة شروط و موانع.
_________________________________________

عصر المهدي الثاني سيكون أفضل العصور على الإطلاق


عن النبي محمد (عليه الصلاة و السلام) قال: 

( يتمنَّى في زمن المهدي الصغيرُ أن يكون كبيرا، و الكبيرُ أن

 يكون صغيرا ).

التعليق على الحديث:

المقصود هو أن عصر القائم المهدي الثاني سيكون أفضل العصور

 على الإطلاق، و كيف لا يكون كذلك؟! و القائم عليه، سيكون هو

 الشبيه لله تعالى، مالك العصر و الزمان، و تلك الأفضلية  سترتبط

 بها أحداث و وقائع و أحوال و ظروف و أخبار مميزة جداََ، لدرجة

 أنها ستجعل الصغار و حَدِيثِي السن من الناس، الذين يكونون

 تحت وصاية أهاليهم، يتمنون لو كانوا كبارا، لتكون لهم الأهلية

 في التصرف، و التمكن من متابعة و مشاهدة و حضور المناسبات

 و الأحداث المتعلقة بالقائم المهدي الثاني، و كل ما يتصل به من

 أمور، عن قُرب و عن كثب، و خارج أسوار المنازل، و كل ذلك

 بسبب ما سيسمعونه من كلام أُسرهم و المحيطين بهم من أخباره

 الغريبة و النادرة، و إنجازاته و أعماله العجيبة و غير المسبوقة.

كما أن الأفضلية المطلقة لعصر القائم المهدي الثاني، و التي

 سيقف عليها كبار السن بشكل مُشاهد و ملموس، ستجعلهم،

 يتمنون لو كانوا صغارا في السن، لِيَعِيشُوا أكبر مدة ممكنة في

 ذلك العصر الآمِن و البديع.
_________________________________________

استغناء الناس في عصر المهدي الثاني


عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: 

( تواصلوا و تبارُّوا و تراحموا فوالذي فلق الحبة و برأ النسمة

 ليأتين عليكم وقت لا يجد أحدكم لديناره و درهمه موضعا - يعني

 لا يجد عند ظهور القائم عليه السلام موضعا يصرفه فيه لاستغناء

 الناس جميعا بفضل الله و فضل وليه - فقلت: و أنى يكون ذلك؟

 فقال: عند فقدكم إمامكم فلا تزالون كذلك حتى يطلع عليكم كما

 تطلع الشمس آيس ما تكونون، فأياكم و الشك و الإرتياب، و انفوا

 عن أنفسكم الشكوك و قد حذرتكم فاحذروا، أسال الله توفيقكم و

 إرشادكم ).

التعليق على الحديث:

قوله: ( عند فقدكم إمامكم فلا تزالون كذلك حتى يطلع عليكم .. )

الذي يغيب و يُفتقد هو الإمام المهدي الأول محمد بن الحسن، و

 الذي يظهر بعد أمد طويل هو المهدي الثاني.
_________________________________________

وجوب الأدب مع المهدي الثاني


عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه سُئل عن القائم، فقال: 

( لا يُرَى جسمه و لا يُسَمَّى اسْمُهُ ).

وفي رواية أخرى عن الإمام الرضا (عليه السلام)  أنه قال: 

( ..إنكم لا ترون شخصه و لا يحل لكم ذِكْرُهُ باسمه، فقيل فكيف

 نذكرهُ؟ فقال قولوا: الحُجَّةُ من آل محمد عليهم السلام ) 

التعليق على الحديث:

قوله: ( لا يُرَى جسمه ) الراجح أن المعنى، هو أن اللقاء و

 الإجتماع مستقبلا بالقائم المهدي الثاني شخصيا، سيكون صعب

 المنال، و لن يكون ممكنا إلا لقلة قليلة من الناس، ممن يأذن لهم

 بذلك، مع وجوب اتباع آداب و مراسم معينة.

قوله: ( و لا يُسَمَّى اسْمُهُ ) أَي أنه، يجب عند مُخاطبته بشكل

 مباشر، أو عند ذِكره في المجالس و غيرها، أن يُجَلَّ و يُعَظَّمَ، كأن

 يقال على سبيل المثال:

السيد أو العظيم، أو غيرها من أسماء الله الحسنى، و سَيُعَدُّ ذِكْرُهُ

 باسمه المجرد، سوء أدب قد يستوجب العقاب.

قوله: ( و لا يُسَمَّى اسْمُهُ ) قد يُقصد به كذلك، أن أسماء القائم

 المهدي الثاني، و الذي سيكون شبيها لله تعالى، ستكون هي

 نفسها أسماء الله الحسنى، و التي يوجد ضمنها، أسماء مختصة

 بالله تعالى و بالقائم وحدهما، و حكمها، أنه لا يجوز للناس تسمية

 أنفسهم بها.

- أما القول الوارد في رواية أخرى: ( قولوا: الحُجَّةُ من آل محمد )

 فهو مُطابق للقائم المهدي الثاني، لأنه سيكون حُجَّةََ و دليلا على

 صدق أل البيت عليهم السلام .
_________________________________________

أحداث قادمة: معجزة فقدان الماء


جاء رجل إلى الإمام الصادق فقال له: ماَ بَلَغَ مِنْ سُؤالِكُمْ، فقال

 الرجل: بحر ماء هذا هل تحته شيء؟ قال الإمام: ( نَعَمْ رأي العين

 أحب إليك أو سمع الأذن؟ قال الرجل بل رأي العين لأن الأذن قد

 تسمع ما لا تدري و لا تعرف و ما يُرى بالعين يُشهد بالقلب، فأخذ

 بيد الرجل فانطلق حتى أتى شاطيء البحر فقال: أيها العبد المطيع

 لربه أظهر ما فيك فانفلق البحر عن آخر ماء فيه، و ظهر ماء أشد

 بياضا من اللبن و أحلى من العسل و أطيب من رائحة المسك و ألذ

 من الزنجبيل، فقال له: يا أبا عبد الله جُعِلتُ فِذاكَ لمن هذا؟ قال:

 للقائم و أصحابه. قال: متى؟ قال: إذا قام القائمُ و أصحابُه فُقِدَ

 الماءُ الذي على وجه الأرض حتى لا يُوجد ماءُُ، فيضجُّ المؤمنون

 إلى الله بالدعاء فيبعثُ الله لهم هذا الماء فيشربُونَهُ، و هو مُحرمُُ

 على من خالفهم. قال: ثم رفع رأسه فرأى في الهواء خيلا مسرجة

 ملجمة و لها أجنحة، فقلت: يا أبا عبد الله ما هذه الخيل؟ فقال:

 هذه خيل القائم و أصحابه، قال الرجل: أنا أركب شيئا منها؟ قال:

 إن كنت من أنصاره. قال: فأشرب من هذا الماء؟ قال: إن كنت من

 شيعته ).

التعليق على الحديث:

- الراجح أن هذه الحادثة ستكون معجزة من معجزات القائم

 المهدي الثاني، حيث سَيُظْهِرُ للناس، باعتباره شبيها لله تعالى،

 كَوْنَ مقاليد الأمور كلها بيده، فَيَبْتَليهِم بِفُقْدَانِ الماء، و ذلك على

 غرار قوله تعالى: ( قل أرايتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم

 بماء معين ).

- قوله: ( إذا قام القائمُ و أصحابُه) كلمة أصحابه خرجت مخرج

 الغالب، وهي غير مناسبة لمقام القائم المهدي الثاني، الذي

 سيكون شبيها لله تعالى .

- قوله: ( فيضجُّ المؤمنون إلى الله بالدعاء فيبعثُ الله لهم هذا الماء

 فيشربُونَهُ) المقصود بالله القائم المهدي الثاني.

- قوله: ( إن كنت من أنصاره..و من شيعته ) أي إن كنت من

 المؤمنين به.
_________________________________________

أحداث قادمة: خروج الدجال


عن النبي محمد (عليه الصلاة و السلام) قال: 

( ..يملك من وُلدي إثنا عشر خليفة، ثم تكون أمور كريهة، شديدة

 عظيمة، ثم يخرج المهدي من ولدي، يُصلح الله أمره في ليلة،

 فيملأ الأرض عدلا كما مُلئت جورا و يمكث في الأرض ما شاء

 الله، ثم يخرج الدجال ).

و عن الإمام السجاد (عليه السلام) قال: 

إن الله تعالى أعطانا الحِلْمَ و العلم و الشجاعة و السخاوة و

 المحبة في قلوب المؤمنين، و منّا رسول الله، و وصيه، وسيد

 الشهداء، و جعفر الطيار في الجنة، و سِبطا هذه الأمة، و المهدي

 الذي يقتل الدجال ).

و عن الإمام الحسن (عليه السلام) قال: 

( ..ثم عيسى بن مريم، روح الله و كلمته، و كان عمره في الدنيا

 ثلاثة و ثلاثين سنة، ثم رفعه الله إلى السماء و يهبط إلى الأرض

 بدمشق، و هو الذي يقتل الدَّجَّال ).

التعليق على الأحاديث:

- قوله: ( يملك من وُلدي إثنا عشر خليفة) لم تتحقق خلافة أئمة آل

 البيت عليهم السلام، بسبب وفاة محمد (صلى الله عليه و آله

 وسلم) مسموما، من دون أن يترك وصية مكتوبة و صريحة دالة

 على استخلافهم.

- قوله: ( و يمكث في الأرض ما شاء الله، ثم يخرج الدجال ) أي

 أن القائم المهدي الثاني، بعد مرور ليلة الإصلاح التاريخية، و

 صيرورته شبيها لله تعالى، سيمكث في الأرض ما شاء، ثم إنه في

 فترة من الفترات، سيبتلي الناس بإخراج الدجال إليهم، لإختبارهم

 و امتحانهم، و ليفتنهم به، و يُمحص إيمانهم. 

سياق ذلك:


بعد مرور القائم المهدي الثاني بليلة الإصلاح التاريخية، و


 صيرورته شبيها لله تعالى، سيقوم في فترة معينة بإنزال المسيح


 عيسى بن مريم عليه السلام.


و لأن المسيح عيسى عليه السلام هو واحد من أولي العزم من


 الرسل، و ليس هو الله، كما تعتقد و تقول فئة أو فئات من أتباعه


 المسيحين، فإنه عليه السلام، بعد إنزاله إلى الأرض، سيقوم


 بإبطال ذلك الإعتقاد الخاطيء أمام أنظار كل العالم، و ذلك من


 خلال إظهار تذلله و خضوعه، و صرف صلاته و تعبده


 للشبيه بالله تعالى، القائم المهدي الثاني.


ثم إنه بعد أن لا يبقى على وجه الأرض، إلا من يقول:


لا إله إلا القائم المهدي الثاني، و ذلك بعد رؤية الكثير من البراهين


 و المعجزات المبينات القاطعات.


فإن القائم المهدي الثاني، و منعا لحدوث مثل ما وقع بشأن المسيح


 عيسى، من أعتقاد باطل بألوهيته، و اختبارا للناس على أنهم


 صاروا يُميزون غير الله تعالى عن الله تعالى، و عن شبيهه


 الوحيد، القائم مقامه، و المرادف له، فإنه سيبتليهم بإخراج


 المسيح الدجال إليهم.


و بعد إنتهاء فتنة هذا الأخير، و أمدها، فإن القائم المهدي الثاني


 سَيُقْدِرُ النبي عيسى على قتله، و إنهاء أمره.


- قوله في الحديث الثاني: ( و المهدي الذي يقتل الدجال) أي أن


 الشبيه لله تعالى، القائم المهدي الثاني، هو من يَقٌتُل المسيح


 الدجال على يد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.


- قوله في الحديث الثالث: ( و يهبط إلى الأرض بدمشق) الراجح


 أن المقصود بالهبوط هنا، هو الهبوط لأجل قتل الدجال، و ليس


 هو النزول الأول من السماء.


- قوله في الحديث الثالث: ( و هو الذي يقتل الدَّجَّال) أي أن النبي


 عيسى يقتل الدجال، بقدرة القائم المهدي الثاني، على غرار قوله


 تعالى: ( و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى ).


_________________________________________

مدة ملك المهدي الثاني 


 عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: 

( يملك القائم ثلاث مائة سنة، و يزداد تسعا كما لبث أهل الكهف

 في كهفهم. يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا،

 فيفتح الله له شرق الأرض و غربها، و يقتل الناس حتى لا يبقى

 إلا دين محمد و يسير بسيرة سليمان بن داود، و يدعو الشمس و

 القمر فيجيبانه، و تُطوى له الأرض و يُوحى إليه فيعمل بالوحي

 بأمر الله ).

التعليق على الحديث:


- بالنسبة للمدة، أي 313 سنة، هي واردة على سبيل الإقتراح، فله

 أن يأخذ بها، أو ينقص منها،  أو يزيد عليها، بحسب ما يريد، لأنه

 يفعل و يختار ما يشاء.

- قوله: ( و يقتلُ الناس) المراد به في الأرجح، القتل المعنوي، و

 ذلك، بإبطال معتقدات الناس  و تصوراتهم و أفكارهم الخاطئة و

 غير الصائبة، عن طريق عرض الأدلة و البراهين و الإعجاز و

 المُعجزات..

و نفس هذا القول، يُقال في عبارة مماثلة، وردت في الفصل 96

 من إنجيل برنابا تصف المسيح المنتظر، أي القائم، بأنه،

 سيُبِيْدُ الأصنام و عَبَدَةَ الأصنام.
 
لأن فعل القتل و الإبادة، و ما يُشير إلى الغلبة و الإنتصار من

 أفعال، من مثل: دَحَرَ و قَهَرَ و هَزَمَ و غَلَبَ و أَنْهَى و أَفْنَى و قَضَى

 عَلَى و ما شابه ذلك، قد تُستعمل بالإضافة إلى إستخدامها في

 وَصْفِ نَتَائِجِ المعارك القتالية و الحروب الحقيقية،  في وصف

 حَصِيْلَةِ المُناظرات و المواجهات و المنافسات الفكرية و السياسية

 و الرياضية وغيرها، و ذلك على سبيل الإستعارة و المجاز.

- قوله: (حتى لا يبقى إلا دين محمد ) أي حتى يُعبد القائم وحده

 دون غيره، لأنه سيكون هو الشبيه لله تعالى، المُستحِقُ للتأليه و

 العبادة، وحده لا شريك له، لتفرده بأوصاف الكمال المطلق و

 القدرة المُطلقة، و التي سيراها الناس هذه المرة عِيَّانَاََ، و ليس

 سَمَاعَاََ.

قوله:  ( و يسير بسيرة سليمان بن داود ) بل يسير بسيرة رَبِّ

 سليمان بن داود.

- قوله:  ( و يُوْحى إليه فيعمل بالوحي..) إن  القائم لن يحتاج إلى

 وحي، لأنه سيكون شبيها لله تعالى، و ليس رسولا نبيا.
 
_________________________________________

المهدي الثاني طاووس أهل الجنة


عن النبي محمد (عليه الصلاة و السلام) قال: 

المهدي طاووس أهل الجنة ).

و عن النبي محمد (عليه الصلاة و السلام) أيضا، قال: 

الجنة تشتاق إلى أربعة من أهلي، قد أحبهم الله و أمرني بحبهم:

علي بن أبي طالب، و الحسن و الحسين، و المهدي (صلى الله

 عليهم) الذي يُصلي خلفه عيسى بن مريم عليه السلام ).

التعليق على الأحاديث:

قوله:  ( المهدي طاووس أهل الجنة ) هو إشارة إلى عِظم مكانة

 المهدي الثاني، و الأمر هو أكبر من ذلك، لأن الجنة، و جميع

 الأشياء و الموجودات التي هي في عالم الغيب، و التي تدخل

 تحت مُسمى الملكوت، ستكون من ممتلكاته، لأنه سيكون بعد

 مروره بليلة الإصلاح التاريخية شبيها لله تعالى. 

قوله في الحديث الثاني:  ( الجنة تشتاق إلى أربعة من أهلي، قد

 أحبهم الله و أمرني بحبهم:..منهم المهدي) و ذلك أن المهدي

 الثاني سيكون شبيها لله تعالى، مالكا للجنة، ومالكا للملك و

 الملكوت. 

قوله في الحديث الثاني:  ( الذي يُصلي خلفه عيسى بن مريم) و

 هو القائم المهدي الثاني، و هو الذي سَيُنْزِلُ المسيح عيسى بن

 مريم، الذي سيصلي له عابدا إياه.

_________________________________________

نجاح المهدي الثاني حَتْمِيُُّ


عن الإمام الجواد (عليه السلام) قال: 

(..إن القائم من الميعاد و الله لا يُخْلِفُ الميعاد  ).

التعليق على الحديث:

هذا الحديث، كان من الأسباب الرئيسية، التي أدخلت الشيعة في

 حيرة كبيرة، بعد اختفاء و غيبة الإمام المهدي الأول، بسبب

 إعتقادهم الراسخ، بأن المهدي شخص واحد فقط، و أنه تبعا

 لمضمون هذا الحديث، فلابد من حتمية نجاحه.

لكن الأمر الصحيح هو أن المهدي مهديان، و أن المقصود

 بمضمون الحديث هو المهدي الثاني. 
_________________________________________

الطريق إلى ليلة الإصلاح التاريخية


عن الإمام الهادي (عليه السلام) قال: 

( إذا غَابَ صاحبكم عن دار الظالمين فَتَوَقَّعُوا الفَرَجَ ).

التعليق على الحديث:

و هذا يوافق ما أشار إليه النبي عيسى (عليه السلام) في جوابه

 للكاهن في الفصل 96 من إنجيل برنابا متحدثا عن المسيح

 المنتظر، أي المهدي الثاني، بقوله:

(..سيأتي من الجنوب بقوة..)


أي بقوة الضغوط الدولية 


و بالنسبة للضغوط الدولية، فالواجب أن تتزعمها التمثيليات


 الدينية داخل مجموعة 313، و أن تكون ضغوطا مشتركة و


 متحدة و تُمارس في وقت واحد، و شرح ذلك، كالأتي:


1- فزعامة التمثيليات الدينية المُمَثَلَةِ داخل المجموعة لتلك


 الضغوط، لأن ذلك، هو الواجب عليها أصلا في تعاليمها الدينية،


 لأن الإمام المهدي الثاني شخص مقدس، و قد بُشِرَتْ به في


 كتبها، بِأسماء مختلفة، و تَمَّتِ التَوْصِيَةُ به، فلذلك وَجَبَ عليها


 نُصْرَتَهُ.


2- و أما ممارسة تلك الضغوط بشكل مشترك و متحد و في آن


 واحد، فلكي لا تَدَّعِيَ جهة دون أخرى مستقبلا، أن لها لوحدها


 الفضل في تخليص المهدي الثاني من دار الظالمين، و تسعى لأن


 تَمُنَّ عليه بذلك.


  كما ينبغي التذكير، بأن سلامة المهدي الثاني مضمونة، حتى ولو


 بقي في دار الظالمين مابقي، و هو لا يَمُوْتُ و لا يَهْرَمُ، كما أن


 حاجة الناس إليه سواء داخل مجموعة 313، أو بشكل عام، هي


 أَشَدُّ من حاجته إليهم، بل هو لا يحتاج إلى أحد، في حين، أن كل


 الناس ستحتاج إليه. 


و قد سُئِلَ الإمام الحسين (عليه السلام) بِمَا يُعْرَفُ المهدي؟


 فقال: ( ..بِحَاجَةِ الناس إليه و لا يَحْتَاجُ إِلَى أَحَدِِ ).


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات