قصة المهدي الثاني هي قصة غريبة وعجيبة، ومخالفة لقصص
سالفة، كقصص الانبياء محمد و موسى و غيرهم عليهم السلام.
فبالاضافة الى الاطار الزمني المختلف جذريا عن العصور السابقة،
فهنالك اختلاف كبير في الاحداث كما وكيفا، و لو شاء الله، الذي
هو مؤلف هذه القصة، ان ييسر دور بطلها الرئيسي، و هو
المهدي الثاني، لامكنه ذلك، حيث كان بامكانه ان يوجده في اي
بقعة جغرافية من العالم، غير تلك التي وضع فيها، و بالتالي يتم
ظهوره و تطوره بسهولة و يسر، و بدون ان يعلم بخبره او
يعارضه احد من الناس، لكن الله اوجده في بقعة جغرافية، حيث
موطن كبار اعدائه الالذاء، من الظلمة و المجرمين، و الذين كانوا
هم اول من يعلم بخبر المهدي الثاني، وذلك منذ الوهلة الاولى و
هو لايزال طفلا صغيرا، فكان بمثابة من تم القاؤه في نار حارقة،
او رمي به الى وحوش كاسرة، فالله اراد ان يعاقب اعداءه من
الطغاة، و يسلبهم جزاء ما اقترفوا من جرم، الراحة و الاطمئنان،
و يضيق عليهم ايما ضيق، بل و يتحداهم بهذا الولي الخاتم، و
يبين لهم عجزهم وصغارهم، لعدم قدرتهم على النيل و القضاء
على هذا الولي الخاتم، رغم كونه حال علمهم بخبره، صغيرا و
وحيدا و عاجزا عن حمل اي سلاح،بل و لا يعلم بامر اصطفائه
شيئا، ثم هاهو ينمو و يكبر امام اعينهم و هم عاجزون عن منع
ذلك، ثم ها هي الاسباب تتهيا لما خلق له، و ها هو في طريقه
نحو الليلة التاريخية الموعودة، و هاهو ذا يتجه نحو التتويج و
هم عاجزون عن الحيلولة دون ذلك.
ومن جهة اخرى، فان قصة المهدي الثاني تكتسي صبغة
عالمية، حيث يشترك و يتداخل في احداثها مختلف العناصر و
المكونات القارية و الدولية، و هذا على خلاف قصص الاولياء
السالفين، و التي كان يغلب عليها سيادة الطابع المحلي و
الاقليمي.
.png)
تعليقات
إرسال تعليق