
نصوص من الكشوفات الإيمانية للشيخ محي الدين بن عربي
هذه أقوال للشيخ محي الدين بن عربي (1165-1240)، وردت
على صفحات الإنترنيت، و تُنسب إلى مؤلفاته، و التي منها
مخطوطة، تُسمى (نصوص الإخفاء لحين ظهور الأسماء) ، و هي
غير منشورة، فالواجب على المحققين في هذا المجال، البحث عن
المصادر، و التأكد منها، سيما و أنها تتضمن أمورا مهمة تتعلق
بهذا العصر،و بظهور المهدي في مصر، و منبع تلك الأقوال هي
الكشوفاتالإيمانية للشيخ بن عربي، و سأحاول فيما بعد ترتيبها و
التعليق على بعض ما ورد فيها.
و إطْلَاعُ الله تعالى لبعض من أوليائه على أمور مستقبلية، هو
أمر ممكن، كما هو الحال بالنسبة للخضر عليه السلام.
النص الأول
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( يا أهل مصر …
يعيش الأمن بينكم طوال الأيام حتي ظهور نجم الأكام فتهيج
النفوس من فوح الناموس فتقلع ظالم وطائش تمهيدا لشذي الميم
الطيب الكريم والقوي الصميم والغائب الرقيم ذو العقل السليم
مهدي آخر الزمان محاطاً برجال كأسود البرية يقومون بالصيانة
ويؤدون الأمانة يباغتوا العالم بجمعهم ويرعبوهم بحسم أمرهم
تعود بهم الأخلاق وتصعد بهم للآفاق بهم سبعة أمراء وثلاث
وثلاثون سادن ومائتي كاتب يتولوا أمر الكنانة فتعمر بهم ناظرين
إلى قدسهم باللسان يبدأون وباليد يختمون يصمت الجمع إذا
تكلموا ويخافهم الروم إذا تأملوا يحاربون دون تقليد وسيفهم خفي
كالحريق لو أراد أحدهم قتل مائة دون قتال لفعل أولياء علم الختم
إلي أوان رفع الكتم ) ..
التعليق على النص الأول
قبل البدء في التعليق على هذا النص و غيره، لابد من الإشارة،
إلى ان الجهة الرئيسية المعادية للمهدي الثاني، كانت قد علمت
بخبر وجود المهدي في منتصف السبعينيان من القرن الماضي، و
هو لايزال في أعوامه الأولى، لذلك فقد اطلعت على جل ما كتب
عنه، بما في ذلك كشوفات الشيخ بن عربي، و عملت على تغيير
الكثير من الأحداث، و الحيلولة دون تحقق أمور، عبر التأثير على
اسباب نشأتها بوسائل مباشرة و غير مباشرة، و سيتضح ذلك،
بالأمثلة التي سيتم الوقوف عليها.
قول الشيخ: يا أهل مصر
يخاطب أهل مصر على اعتبار أن المهدي الثاني سيظهر بمصر.
قوله: يعيش الأمن بينكم طوال الأيام حتي ظهور نجم الأكام
يُشير هذا النص، إلى أن علم الناس بمصر بخبر الولي الختم
المهدي الثاني، و الذي نُعث بنجم الآكام، سيجعلهم يسعون بأقصى
الجهود إلى التمهيد له، و إزاحة من هو في كرسي الحكم.
و قد نعت الشيخ بن عربي الولي الختم بأوصاف حسنة و مميزة،
بقوله:
شذى
الميم الطيب الكريم والقوي الصميم والغائب
الرقيم ذو
العقل السليم مهدي آخر الزمان
قوله:
محاطاً برجال كأسود البرية يقومون بالصيانة
ويؤدون الأمانة يباغتوا العالم بجمعهم ويرعبوهم بحسم أمرهم
تعود بهم الأخلاق وتصعد بهم للآفاق بهم سبعة أمراء وثلاث
وثلاثون سادن ومائتي كاتب يتولوا أمر الكنانة فتعمر بهم ناظرين
إلى قدسهم باللسان يبدأون وباليد يختمون يصمت الجمع إذا
تكلموا ويخافهم الروم إذا تأملوا يحاربون دون تقليد وسيفهم خفي
كالحريق لو أراد أحدهم قتل مائة دون قتال لفعل أولياء علم الختم
إلي أوان رفع الكتم ) ..
يعرض لنا الشيخ صورة لإجتماع، ربما هو في مقر الرئاسة
المصرية بالقاهرة، و تُظهر الصورة تواجد المهدي الثاني
محاطا برجال مسؤولين، ممن لهم همة عالية.
قوله: يقومون بالصيانة
أي بالإصلاح السياسي، من خلال تنصيب خليفة الله، الذي اختاره
و اصطفاه.
قوله: و يؤدون الأمانة
أي أمانة النصح لمواطينهم و لأمتهم، من خلال تنصيب الأولى و
الأجدر، و المختار من طرف الله تعالى، ليكون في منصب القيادة
للبلاد.
قوله: يباغتوا العالم بجمعهم
يفاجؤا العالم بإجماعهم على ذلك الأمر.
قوله: و يرعبوهم بحسم أمرهم
يشير إلى وجود تردد سابق.
قوله: تعود بهم الأخلاق وتصعد بهم للآفاق
أي أن ما قاموا به، هو الصواب الموافق لما جاءت به الوصايا
الدينية و لخلق المسؤولية.
ناظرين إلى قدسهم
المقدس هنا، هو الولي الختم المهدي الثاني، لأنه سيكون في
منصب الألوهية بعد ليلة الإصلاح التاريخية.
باللسان يبدأون
إشارة إلى الخطابات الكلامية
وباليد يختمون
إشارة إلى التوقيعات على الوثائق
يصمت الجمع إذا تكلموا ويخافهم الروم إذا تأملوا
اي أن المتكلمين لهم شهرة و وزن و ثقل و مصداقية على الساحة
الثقافية و الدينية و العلمية و السياسية.
وسيفهم خفي كالحريق
المقصود بالسيف هو اللسان.
مسألة مهمة
يُفهم من خلال هذا النص، بأن تنصيب المهدي الثاني، سيتم بشكل
طوعي و سلمي، لكن نصوصا أخرى، يُفهم منها، وقوع زلزال
قبل ذلك، و أنه هو الدافع الى تنصيب المهدي الثاني.
و قد ترد الكشوفات بصور مختلفة، و بكل الإحتمالات الممكنة، كما
هو الحال في روايات أئمة آل البيت (عليهم السلام) في شأن
الإمام المهدي الأول محمد بن حسن العسكري، فقد وردت روايات
تصف سيرته و نجاحه و انتصارته، كما وردت عنهم أيضا،
روايات تتحدث عن غيبته و اختفائه.
فتُحمل الروايات و الكشوفات الأولى، على أنها صادقة و حادثة و
متحققة ما لم يكن هنالك مانع أو موانع أو تُرتكب أخطاء.
و تُحمل الروايات و الكشوفات الثانية، على أنها صادقة و حادثة و
متحققة في حال حدوث سبب مانع أو أسباب مانعة، أو أوقوع
أخطاء أو ما شابه ذلك.
و قد تحققت روايات الغيبة و الإختفاء بالنسبة للامام المهدي الأول
محمد بن الحسن العسكري، و لم تتحقق روايات ظهوره و نجاحه
المتعددة و الطويلة، بسبب غلطة إفشاء سره في وقت مبكر، و
هو ما أدى إلى علم أعدائه بخبره، فتم اختطافه و إخفاؤه و تغييبه.
النص الثاني
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( وتعصر الكنانة
فى الفقر المدقع إلى حين، ثم تنفرج الأزمة وتسد الدين ، وتنهض
من نومها ، وتسترد شأنها ، وتشرق شمسها ، عند قيام الآمر
الكاشف الظاهر ، ذو التوفيق الباهر ، على يد بضع رجال ، ذهيب
الذى يسلم ، والفتى الذى يتسلم ، محاطين بالوزراء ، بعد عزل
الأمراء ، وأزمة بالماء ، وترتج الكنانة لتستقر ، وتحصد محصول
المستمر ، ويكون عامهم عام رمضان الجمعة ، والهداة
السمعة ) ..
التعليق على النص الثاني
قوله: و تعصر الكنانة في الفقر المدقع إلى حين
قد ينطبق هذا الوصف على مصر حاليا، على اعتبار أن نسبة 30
بالمائة من الساكنة تعتبر من الطبقة الفقيرة.
كما يُحتمل أن لهذا الوصف سبب، و هو وقوع زلزال مدمر، يؤدي
إلى تلك الحالة، و يعضد هذا الإحتمال إستعمال مصطلح الأزمة.
قوله: و تنفرج الأزمة، و تسد الدين، و تنهض من نومها، و
تسترد شأنها، و تشرق شمسها
كل ذلك، بفضل قيام الولي الختم المهدي الثاني، و الموصوف
بالكاشف الظاهر، ذو التوفيق الباهر.
قوله: على يد بضع رجال، ذهيب الذي يُسلم، و الفتى الذي و
يتسلم، مُحاطين بالوزراء، بعد عزل الأمراء و أزمة بالماء
تُظهر هذه الصورة، إجراءات نقل السلطة إلى المهدي الثاني.
قوله: و ترتج الكنانة لتستقر، و تحصد محصول المستمر
أي أن تنصيب المهدي الثاني سيمثل حدثا إعلاميا كبيرا، و أنه
سيحدث إستقرارا و تقدما إقتصاديا كبيرا و متناميا، و وصف
المُستمر، قد يرمز كذلك، إلى المهدي الثاني، لأنه مستمر و دائم،
لا يموت و لا ينقطع.
قوله: و يكون عامهم عام رمضان الجمعة، و الهداة السمعة
قد يكون المراد، أن ذلك التنصيب سيكون يوم جمعة من شهر
رمضان في عام يصير فيه خبر المهدي الثاني معلوما و مشتهرا.
النص الثالث
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( .. عند غفلة من
الزمان تحدث الرجة وتختفي البهجة وسأل عبد الله بن عسجد
عن الرجة وعلامتها فأجبته ، حادث بقطر عربي في الجانب
الغربي ينفك بها حكم الجبرية وتثور ثورات بالأنحاء الأبية ويكون
الحكم قصير وفتن وتقصير وسجن وحصير حتي تسقط البلدان إلا
كنانة الرحمن تتلاطم عليها الفتن وتشتد عليها المحن حتي
يتسلمها ابن خليل فييأس ويسلمها للجليل عندها تمطر سمائها
الفتوة وتذوق عبق القوة وتنسد فوة الهوة عند مجيئ الروم
للإسكندرية المدينة البحرية فتنتشر الجنود المصرية وتقتل من
الروم ألوف وألوف وترعب الكفر من الخوف فيغضب الدجال
ويخرج من قلعه التلال وعندها بشري قدوم ذا الجلال المسيح
بصحبة الختم وظهور الإمام الفصيح ) ..
التعليق على النص الثالث
قول الشيخ: عند غفلة من الزمان تحدث الرجة وتختفي البهجة
حدوث الرجة بمعنى وقوع زلزال، و اختفاء البهجة دليل على مدى
قوة ذلك الزلزال.
و قد حدد الشيخ في جوابه لسائله، علامة تحدث قبيل وقوع ذلك
الزلزال، و هي حدوث ثورات في بلدان مجاورة، و ربما ينطبق
ذلك، على ما سمي بالربيع العربي، و مس دولا مجاورة كليبيا.
قوله: حتى يتسلمها ابن خليل
و قد حدث هذا بالفعل، و صار ابن خليل و هو عبد الفتاح السيسي
رئيسا لمصر.
قوله: فييأس ويسلمها للجليل
لقد مر ما يناهز العقد و النصف من حكم هذا الرئيس، لكنه لم
ييأس بعد، كما هو قول الشيخ، فما تفسير ذلك؟!
الجواب:
هو ان حالة اليأس لابد لها من أسباب واضحة و معقولة، و ربما
أن هذا اليأس، كان سيقع في فترة مبكرة لاسباب اقتصادية مثلا،
لكن تدخل دول، لا ترغب في مجيء المهدي الى مصر، من خلال
الاستثمارات و المشاريع، سيحول دون وقوع تلك الاسباب، و ما
سينتج عنها من يأس.
و قد تكون حالة اليأس، مقرونة بزلزال مصر، و الذي أشار إليه
الشيخ صريحا فيما سبق بكلمة الرجة، و ذكره في موضع أخر.
بقوله: من بعد زلزال للظلم هادم.
و المتوقع بشكل كبير، و بناء على نصوص كشف صريحة للامام
علي و للشيخ بن عربي و غيرهما، فإن زلزالا عظيما، سيضرب
مصر، عقوبة و انتقاما من الله تعالى، و أن المهدي الثاني سيظهر
عقب ذلك الزلزال.
قوله ويسلمها للجليل
أي ان الدمار و الخراب، الذي سيقع بسبب الزلزال، سيصيب ذلك
الرئيس باليأس، و بالتالي يظهر الولي الختم المهدي الثاني، و
المنعوت بالجليل لجلال قدره، و لأنه جليل كالله تعالى، باعتبار أن
ذلك الأسم سيناله مع غيره من الأسماء الحسنى قريبا بعد ليلة
الأصلاح التاريخية.
عندها تمطر سماؤها الفتوة، و تذوق عبق القوة، و تنسد فوة
الهوة
اي أنه تحت حكم الولي الختم المهدي الثاني تصبح مصر دولة
قوية جدا.
و يورد الشيخ، مثالا لصدام، سيحدث بمدينة الإسكندرية بين جند
مصريين و جند منتمين لإحدى الدول الأوربية لسبب ما.
قوله: و عندها بشرى قدوم ذا الجلال المسيح بصحبة الختم و
ظهور الإمام الفصيح
إن الألقاب و الأوصاف الورادة هنا، و التي قد توحي إلى تعدد
الأشخاص و الأفراد المبشر بقدومهم، هي في الواقع تعني و ترمز
إلى شخص واحد فقط، و هو الإمام المهدي الثاني، و ذلك، لأن
ألقابه عديدة:
فهو الجليل لجلال قدره، و لأنه جليل كالله تعالى، باعتبار أن ذلك
الأسم سيناله مع غيره من الأسماء الحسنى قريبا بعد ليلة
الأصلاح التاريخية.
و هو المسيح، لأنه ولي على قدم المسيح عيسى بن مريم (عليه
السلام)، و يعني ذلك، أن توجهه غربي، من حيث أسلوب و نمط
العيش بشكل عام، و كذا المقايس العلمية و الثقافية السائدة، و
معلوم أن النهج الحياتي الغربي، الذي تقوده دول غربية، ذات
أصول مسيحية، هو الإكثر تأثيرا و إتباعا في العالم، و أثر في
نهج دول عديدة، منها على سبيل المثال، الصين و اليابان، و
غيرها من الدول، و السبب الرئيسي في ذلك، هو التقدم العلمي
الذي حققته تلك الدول الغربية في مختلف المجالات و الميادين.
و هو الختم، لأنه ختم الولاية الرسمية، و خاتم الأولياء الرسميين.
و هو الإمام المهدي الثاني، المتميز بالفصاحة و البيان.
النص الرابع
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( وعند حلول ميراز
الشرق ونجم ذو برق حضور الديشان الأعظم والولى الأكرم
المستور بملاله والمعروف بأحواله والكريم بأخواله يخرج من
جوف الكنانة وعمقها برىء الأقوال متواضع متعال يورث العلوم
من الله بلا وسيط إلا النبى الأمى البارقليط لا يكله الله لنفسه ومن
ينازعه تشاهدون خسفه سهل ودوود وعدوه معقود وطائره
مقصود لامع ذو جلاء وجامع الاستيفاء يخرج ولا يبقى قيل ولا
ابن قيل حتى يهلك بالدليل وهو منصور المعارك ورائد المسالك
علومه فواحة وطلته سماحة له مناديد عالية وخيل دارية وجيوش
سامية راكز ركاز ذو منعة وإعجازيمنه مغصوب وحجازه مغلوب
وكنانته سند وطب قلوب خرج م ب ع س ا س 92 ى بلا شطط )
..
التعليق على النص الرابع
قوله (.. وعند حلول ميراز
الشرق ونجم ذو برق حضور الديشان الأعظم والولى الأكرم..)
هذه كلها أوصاف للولي الختم المهدي الثاني، و ليس فيها أية
مغالات، إذا علمنا، أن الموصوف بها، سيكون برتبة إله حق،
كالله تعالى.
قوله (.. المستور بملاله..)
بل المستور بربه، لأنه هو الذي يحفظه بعنايته
قوله (.. والمعروف بأحواله..)
لقد عملت الجهة المعادية، على التأثير عليه سلبا، و على نشاطه
و قدراته، بوسائل روحانية و غيرها، حتى يظهر بمستوى عاد
جدا، و حتى لا تظهر عليه، أية سمات تمييز و تفوف و نبوغ، قد
تجلب أنظار الناس إليه، مما يُسهل تعرف الناس عليه، و على أنه
الولي الختم المهدي الثاني المُبشر به.
و لذلك، عُملت له أسحار من تعطيلات و وقف حال و غيرها.
قوله (.. والكريم بأخواله..)
المتوقع هو، أن الجهة المعادية، عملت على منع هذا الأمر، حيث
أنها عملت على توريط جل من لهم قرابة به، بوسائلها
الروحانية، في أعمال إجرامية، و أرادت من وراء ذلك التوريط،
جعلهم في مقدمة المعارضين و المناوئين للولي الختم المهدي
الثاني، عندما يعلمون بخبره مستقبلا.
ثم هنالك مسألة مهمة جدا، لابد من التذكير بها، و هي ان الولي
الختم المهدي الثاني لا يعتمد بتاتا في نجاح أمره على العصبية
القبلية، و إنما يعتمد على قدراته و مواهبه الذاتية، و حاجة
الناس و العالم الماسة إليه، و إلى ما لديه وحده من حلول، لكافة
المصائب و الكوارث و الأزمات.
فقوته نابعة من شدة حاجة الناس إليه، و إلى ما يتوفر عليه من
حلول لظروف صعبة و قاهرة، فهو لديه حلول لكل مشاكل
البشرية، بيئية كانت، أو اقتصادية او سياسية أو إجتماعية أو
مناخية أو غير ذلك، و هو مثلا، ستكون لديه القدرة على العلاج و
الشفاء من أمراض مميتة و مهلكة، و القدرة مثلا، على منع
الموت، و الزيادة في أمد الحياة، و غير ذلك من الأمور
الإعجازية، و التي ليست بمقدور أحد سواه.
و كخلاصة لأهم الأسباب و المزايا، التي يتميز بها، و تجعله في
غنى عن غيره، و تجعله مستقلا إستقلالا تاما و ليس ذو تبعية
لغيره، نورد المزايا التالية:
- أن سلامته و أمنه مضمونان
- أنه لا يموت
- أنه لا يهرم
- أنه لا يحتاج إلى أحد حاجة ماسة شديدة
غير مقدور له الإستغناء عنها
- أن كل الناس سيحتاجون إليه
- أن نجاحه هو أمر حتمي و لا بد من حدوثه
و الدليل القاطع على أن الولي الختم المهدي الثاني، لا يعتمد بتاتا
على مسألة العصبية الأهلية و القبلية، هو قول العارف بالله
الشيخ محي الدين بن عربي، في وصف الولي الختم المهدي
الثاني في نص من نصوصه بأنه:
(.. لا يشرك أهله في حكمه..)
ثم، لماذا لا يشركهم في حكمه؟!!
لانه سيكون مثل الله تعالى، الذي لا يشرك في حكمه احدا.
فالولي الختم المهدي الثاني، لو كان سلك نهج الأعتماد على الأهل
و العصبية القبلية في نجاحه، لكان من شبه اللازم و المحتم
عليه، أن يُشركهم في حكمه، و يُوليهم مهاما و مناصبا، عرفانا
لجهودهم و تقديرا لهم، و كل ذلك هو أمر مستبعد و غير حاصل،
كما تقدم في عبارة الشيخ محي الدين بن عربي.
قوله (.. يخرج من جوف الكنانة و عمقها..)
أي أن ظهور الولي الختم المهدي الثاني سيكون بدولة مصر
قوله (.. برىء الأقوال..)
أي صادق الأقوال
قوله (.. متواضع متعال..)
فالتواضع منه، لأنه صفة محمودة، و التعالي منه، لأنه حائز و
مقبل على منصب عظيم، يعد التكبر سمة من سماته.
قوله (.. يورث العلوم من الله بلا وسيط..)
لأنه سيندمج بشكل مباشر مع الملاك الروح، الذي هو نسخة عن
الله تعالى، إن صح هذا التعبير، و ذلك الإندماج سيكون في ليلة
الإصلاح التاريخية العظيمة.
قوله (.. .لا يكله الله لنفسه..)
أي أنه يكلؤه بعناية و متابعة خاصة.
قوله (.. ومن ينازعه تشاهدون خسفه..)
أي أنه سيكون قويا، و منتقما من أعدائه و من ينازعه
قوله (.. سهل ودوود وعدوه معقود..)
أي أنه ودوود و لين في تعامله ، و أن أعداءه ليس بمقدورهم
الفرار من قبضته.
قوله (.. وطائره
مقصود لامع ذو جلاء وجامع الاستيفاء يخرج ولا يبقى قيل ولا
ابن قيل حتى يهلك بالدليل و هو منصور المعارك و رائد المسالك
علومه فواحة و طلته سماحة له مناديد عالية و خيل دارية و
جيوش ساميةراكز ركاز ذو منعة و إعجاز.
هذه كلها أوصاف مدح صادقة و لائقة و مناسبة للولي الختم
المهدي الثاني، ذلك انه صاحب منصب الألوهية.
قوله (.. يمنه مغصوب وحجازه مغلوب
وكنانته سند وطب قلوب
قد يكون المعنى، أن دولة اليمن ستكون في صفه و لا تُعارضه، و
أنه غالب لمعاديه في بلاد الحرمين، لأنه صاحب الشرعية الدينية
الواضحة و الجلية، و أنه بمصر، و بسبب ما ستعانيه من أوضاع
و ظروف قاسية، فإنه سيحظى بمساندة و قبول كبيرين.
قوله (.. خرج م ب ع س ا س 92 ى بلا شطط..)
هذا رمز سري، يحتاج إلى خبير لمعرفته.
النص الخامس
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( ويصل الوهن
بالعرب إلى الغاية .. وتفرض عليهم الجباية .. ويا ويل
ساكنى الحجاز عند حكم الأندال .. زاعمى الخدمة والنزال .
. وسارقى مفتاح المنال .. تتفك دولتهم والقدس أسير .. وقبل
ظهور الإمام الأمير .. وقت خراب الشام .. وهدم بيوتها .. ودمار
دمشقها .. ولقد صدق الإمام على حين قال بمنبر بمصر ..
وخراب دمشق .. وطرد يهود ونصارى من بلاد العرب .. وظهور
صاحب عصا موسى بالعدل .. علمه ليس له مثيل .. ومنصبه جليل
.. ومن أراد التأويل .. فهو محمد العمل .. وعيسى الروح ..
وموسى السحر .. وسليمان الجن .. وداود الحديد .. وإبراهيم أهله
.. ويوسف الرؤى .. ونون يونس .. ويحيى زكريا .. وخضر
السفينة .. وعلوم لم نصل إليها .. وأسباب ساد عليها .. نالته
رحمة الله .. وفى نفسه غناه ) ..
التعليق على النص الخامس
قوله (.. . ويصل الوهن بالعرب إلى الغاية..و تفرض عليهم
الجباية..)
هنا إشارة إلى فترة ضعف و وهن، وصلت إليها الدول العربية، و
صارت تحت سيطرة دول أخرى.
قوله: (.. .ويا ويل
ساكنى الحجاز عند حكم الأندال .. زاعمى الخدمة والنزال .
.وسارقى مفتاح المنال .. تتفك دولتهم والقدس أسير .. وقبل
ظهور الإمام الأمير .. وقت خراب الشام .. وهدم بيوتها ..ودمار
دمشقها..)
يُشير هنا إلى معانة ساكنة الحجاز حينئذ، بسبب تولي امور القيادة
السياسية، من لا يستحقها، و ليس بكفء لها، كما يُشير إلى
حدوث صراع سياسي داخلي من أجل السلطة هناك، مما سيؤدي
إلى وقوع تفكك و تصدع داخلي، و أن هذا الحال من الإختلاف و
التصدع، سيقع و القضية الفلسطينية، و مسألة القدس المرتبطة
بها، لم تُحل بعد. أي أن ذلك التفكك و التصدع هو حاصل حاليا، و
إن لم يظهر إلى العلن.
قوله (.. .و قبل ظهور الإمام الأمير .. وقت خراب الشام .. وهدم
بيوتها ..ودمار دمشقها..)
أي أن تصدع و تفكك دولة السعودية داخليا، لأسباب، قد يكون
على رأسها، الإختلاف في مسألة الولي الختم المهدي الثاني،
سيحصل قبل ظهور الولي الختم الإمام المهدي الثاني، الذي هو
الأمير و الملك و القائد و الزعيم و الرئيس و الإمبراطور.. و كل
وصف للقيادة و الزعامة و الرئاسة و المُلك فهو مناسب له و
لائق به، لأنه الولي الجامع المانع.
و ذلك الوقت، هو وقت تتعرض فيه دولة سوريا، كما وقع بالفعل،
إلى دمار و خراب بسبب الحروب و الفتن، و على إثر ذلك، فرت
من سوريا و من دول مجاورة لها، طوائف يهودية و نصرانية،
بسبب إنعدام الأمن، و تولي حركات إرهابية متشددة للسلطة
هناك، فهذه كلها أمور، كان قد أشار إليها الإمام علي عليه
السلام، و لمّح على أنها من العلامات التي تسبق ظهور الولي
الختم المهدي الثاني ، و قد حدثت بالفعل، دالة على صدق كشفه
الرباني.
قوله (.. .وظهور
صاحب عصا موسى بالعدل .. علمه ليس له مثيل .. ومنصبه جليل
.. ومن أراد التأويل .. فهو محمد العمل .. وعيسى الروح ..
وموسى السحر .. وسليمان الجن.. وداود الحديد ..وإبراهيم أهله
..ويوسف الرؤى..ونون يونس.. ويحيى زكريا..وخضر
السفينة..وعلوم لم نصل إليها..وأسباب ساد عليها..نالته
رحمة الله..وفى نفسه غناه..)
فالولي الختم المهدي الثاني هو صاحب عصا موسى، أي أنه
سيمتلك إعجاز النبي موسى عليه السلام و رتبته.
و أما الوصف له، بأن علمه ليس له مثيل، فذلك، لأن علمه سيكون
كعلم الله، يعلم مفاتيح الغيب، و يعلم ما في البر و البحر، و ما
تسقط من ورقة إلا يعلمها و لا حبة في ظلمات الارض و لا رطب
و لا يابس إلا و هو معلوم لديه.
و يعلم الماضي و الحاضر و المستقبل، و لا حدود لعلمه و إطلاعه.
و أما الوصف له، بأن منصبه جليل، فذلك لأنه سيكون إلاها حقا،
كالله تعالى.
قوله: ( .. ومن أراد التأويل ..)
هنا يُورد الشيخ بن عربي، أوصافا دقيقة للشخص المُختار،
لمنصب ختم الولاية الرسمية.
فأما الوُصف لصاحب هذا المنصب الجليل، بأنه محمد العمل، أي
أنه شخص على شريعة النبي محمد عليه الصلاة و السلام، و أنه
يتواجد في دولة تدين بشريعة النبي محمد عليه الصلاة و السلام،
و هي دولة المغرب.
و أما الوصف له، بأنه عيسى الروح، فمعناه أنه ولي على قدم
النبي عيسى عليه السلام، و أن توجهه غربي، على نهج الدول
الغربية ذات الأصول الدينية المسيحية، و التي يُعتبر نهجها
الحياتي و التقسيمي و المجتمعي و السياسي و العلمي و غيره،
هو الطابع السائد في العالم، و المُتبع من طرف جل الدول و
المُجتمعات الأخرى، لسبب واضح جدا، و هو التقدم العلمي و
الحضاري، الذي حققته تلك الدول الغربية في مختلف المجالات و
الميادين.
و أما الوصف له، بأنه موسى السحر، فمعناه أنه سيواجه السحرة
المجرمين الظلمة، و سيحاربهم، و أنه سيقضي عليهم، و سيُنهي
أمرهم.
و أما الوصف له، بأنه سليمان الجن، فمعناه أن الجن سيخضع له
كما كان حاله مع النبي سليمان عليه السلام، بل و أكثر من ذلك،
حيث أن الجن سيؤلهه و يعبده.
و أما الوصف له، بأنه داوود الحديد، فمعناه انه سيعلم الصناعات
على اشكالها و الوانها، و سيبدع فيها.
و أما الوصف له، بأن ابراهيم أهله، فمعناه أنه سيشمل بعنايته كل
الناس في العالم، و لن يقصي فريقا او طائفة او امة من الأمم من
عنايته تلك.
و أما الوصف له، بأنه يوسف الرؤى، فمعناه أن له رؤى و
توقعات صادقة، و نظرة إلى الأمور ثاقبة و صائبة، و كل هذا
بالرغم من أن أعداءه، قد عملوا على عمل الأسحار المتعددة له،
لأجل طمس بصيرته و مناماته.
و أما الوصف له، بأنه نون يونس و يحي زكرياء و خضر
السفينة، فمعناه أنه مر من ظروف كظروفهم، و لديه مثل ما
لديهم من منح و مواهب، بل و سينال ما هو أعلى من ذلك، من
العلوم و الأسباب.
و أما الوصف له، بأنه قد نالته رحمة الله، فالأمر هو أكثر و أكبر
من ذلك، إذ أنه أحب الخلق إلى الله، حتى أن الله قد سوّاه بنفسه،
و جعله في مكانته و منصبه الجليل.
و أما الوصف له، بأنه في نفسه غناه، فيحتمل أن يكون المراد،
وصفه بأنه قانع النفس و قنوع، و القناعة كنز لا يفنى.
و لكن الإحتمال الراجح، هو أن ذلك الوصف، هو إشارة إلى الكنز
المتواجد في جسده، و الذي سيكون سببا في غناه، و هو أعظم
كنز على الإطلاق، و هو الملاك الروح الذي بجسده، و الذي
سيرتقي به بعد عملية الإندماج في ليلة الإصلاح التاريخية إلى
مرتبة الألوهية.
النص السادس
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( أعلم أيدك الله ان
للكنانة أب روحى ستر عن العوام وألغز للخواص وفاز بمعرفته
الندرة مخبأ بها لحين تكالب أعدائها عليها وفتنة لشعبها عظيمة
تحدث حتى تتجلى نفوسهم عندها يظهر فضله ويعرف أثره فهو
لطيف النشأة لا يدركه طالب ولا يحصله متمنى تطوى له الأكوان
وتخضع له الأعيان وتنجذب لأمره الموجودات بجبروته وسطوته
له وزيران وخمس نواب كلهم يستقوا العلم منه وهو مربي
نفوسهم ومهدى ذواتهم يجعل من الروم عدواً هينا وينزل بالفرس
نوازل يخزيهم بها .أفكاره وأمنياته أوامر خدامها أملاك غلاظ لا
يعلمها إلا معلم من الله يقيم الحد على نفسه من عدله أوصل الناس
رحما ورغم هذا لا يشرك أهله فى حكمه وقد كشف لى فى ليلة
مهمش الاولى ان صديق له يختصم مع نصرانياً ويكون الحق
للنصرانى فيشهد للنصرانى بالحق فيقول له صديقه والله لأنت
أحب إلى من ما قبل حكمك والحمد لله على إخلاصك ويقول
النصرانى ما بالك نصرتنى على صديقك أشهد انك أعرف بالمسيح
من النصارى وله فى كل ديوان كيوان وميزان ) ..
التعليق على النص السادس
قوله (.. (أعلم أيدك الله ان
للكنانة أب روحى ستر عن العوام وألغز للخواص وفاز بمعرفته
الندرة مخبأ بها لحين تكالب أعدائها عليها وفتنة لشعبها عظيمة
تحدث حتى تتجلى نفوسهم عندها يظهر فضله ويعرف أثره..)
الواضح هنا، هو ان السياق يتناول الحديث عن الولي الختم
المهدي الثاني، و انه سيظهر بمصر بعد وقوع مشاكل و صراعات
بها.
قوله (.. .لا يدركه طالب ولا يحصله متمنى..)
هذا دليل على ان منصب الولي الختم عظيم جدا، و من المستحيل
أن يصل إليه أحد غيره.
قوله (.. .تطوى له الأكوان وتخضع له الأعيان وتنجذب لأمره
الموجودات بجبروته وسطوته..)
ذلك، أن الولي الختم سيكون شبيها و مثيلا لله تعالى، بالرغم من
ان الشيخ محي الدين بن عربي لم يصل الى هذه النتيجة، و لم
ينص عليها، لغرابتها.
قوله (.. . له وزيران وخمس نواب كلهم يستقوا العلم منه وهو
مربي نفوسهم ومهدى ذواتهم..)
قد يكون الاشخاص المتحدث عنهم هنا، هم أعضاء الحكومة التي
ستكون بمصر قبل إقامة ليلة الإصلاح التاريخية، و ليسوا نوابا
كما ذكر الشيخ.
قوله (.. .يجعل من الروم عدواً هينا..)
المراد بتسمية الروم هم سكان اوربا و امريكا و من يتبع إليهم، و
المعنى ان الولي الختم سيكون قويا جدا بحيث لا تضاهية اية قوة
في العالم.
و يجب الاشارة الى خفاء بعض الحقائق عن الشيخ محي الدين بن
عربي، من مثل:
- أن الولي الختم هو شخص عالمي مبشر به في كل الديانات و
المعتقدات البشرية، و أن أمره لا يقتصر على الديانة الاسلامية.
- أنه توجد مجموعة 313، و التي تشمل افراد من مختلف الديانات
و المعتقدات البشرية، و التي تمثل برلمانا دوليا.
قوله (.. .وينزل بالفرس نوازل يخزيهم بها..)
هنا يتحدث عن فارس اي دولة ايران، و أنها ستكون معادية للولي
الختم، لكن هذا السيناريو لم يعد مطروحا، لان الجهة الرئيسية
المعادية للولي الختم، كانت قد عملت على تغيير نظام الحكم في
إيران بوسائل روحانية، حيث أسقطت نظام الشاه القائم، و عملت
على وصول الخميني الى الحكم، ثم تعمدت إقحامه في صراع مع
الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص و مع الغرب بشكل عام،
كما أقحمته كذلك في صراع مع العراق و مع الدول السنية، و كل
ذلك، تم في معظمه بتوظيف وسائل روحانية، و ذلك لاجل تعكير
الاجواء و نشر الصراعات و النزاعات، و التضليل و التعمية عن
وجود الولي الختم المهدي الثاني، المُبشر به عالميا، بأسماء و
ألقاب مختلفة.
قوله (.. ..أفكاره وأمنياته أوامر خدامها أملاك غلاظ..)
هذا يُشير إلى مدى عظمة الولي الختم، فاي شيء يُفكر فيه أو
يتمناه يتحقق، و هذا الأمر حاصل بعد ليلة الإصلاح التاريخية، و
ذلك، لأنه سيكون شبيها و مثيلا لله تعالى.
قوله (.. .يقيم الحد على نفسه من عدله..)
المعنى، أنه سيكون عادلا عدالة مطلقة، و لا يظلم مثقال ذرة، لأنه
سيكون شبيها و مثيلا لله تعالى.
قوله (.. .أوصل الناس رحما ورغم هذا لا يشرك أهله فى حكمه..)
هو لا يُشرك اهله في حكمه، لأنه لا يعتمد عليهم في الوصول الى
منصبه.
و ايضا لا يشركهم في حكمه، لانه ليس في حاجة إليهم، لأنه
سيكون شبيها و مثيلا لله تعالى، الذي لا يُشرك في حكمه أحدا.
قوله (.. .وقد كشف لى فى ليلة مهمش الاولى ان صديق له إلخ..)
هذه قصة تتحدث عن عدالة الولي الختم، و لقد سلفت الإشارة إلى
أنه سيكون عادلا عدالة مطلقة، و لا يظلم مثقال ذرة، لأنه سيكون
شبيها و مثيلا لله تعالى.
قوله (.. .وله فى كل ديوان كيوان وميزان..)
أي ان له في كل دولة، مكان إقامة و تواجد، حيث يتولى النظر في
أمورها و قضاياها.
النص السابع
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( فيطمع بهم اليهود
.. ويتعدوا عليهم بالحدود .. ويستضعفوا قوتهم .. ويتسهلوا
سكوتهم .. فيحاولوا دخولها .. والتمكين من أهلها .. فيغير الشعب
الهضبى .. فى الجانب الشرقى والغربى .. يترأسهم
الديدار الشاهينى . . المستلم الأمر من السينى .. فيحاربوا اليهود
حرب افتراس .. ويطهروا القدس من الأنجاس .. ويفزع اليهود
فزعة .. ليس بعدها رجعة .. و تعاد لنا الكره .. و تصدق هذه
المرة .. بإمام جامع .. وشاب لامع .. أصله معروف .. وبالحسن
موصوف .. علمه هو كل الحروف .. فتلغى فى عهده السيوف ..
وتضرب فى عهده الدفوف .. عدله ملموس .. وعدوه منكوس ..
وكنزه محروس .. بيته الروحى عالى .. ماحق شر لا يبالى ..
أنتظروه عن تمام الهرج .. فهو وقتها وحده الفرج .. وعلامته أنه
النص الثامن
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( .. ويرى قطان
الكنانة الأحداث ، بصندوق عجيب القياس ، وينقسم أهل الكنانة
إلى شقين ، أحدهما كثير ، والاخر غافل ومكير ، وهذا كائن بعد
وفاة السودانى النمير بخمس ولا تزد كثير , قيل وما هو
السودانى النمير ؟.. قيل أحد أصحاب بلال ، وعسكرى شلال ،
يشبه صاحبكم بالمجال ، تكون المشاورة مطروحة ، ولفتى الساحل
نصوحة ، فينسجوا النسيج ، ويفرقوا المزيج ، والقضاء على
عصبة أجيج ، اسمها سادسة ، وشهرها ناكسة ، يتفق الشهر
مع إشارة الحنظل ، ولا خير في كف غير كامل ، فهو ضياع أجر
العامل ) ..
النص التاسع
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( .. وياويل فتى
اليهود النائح من الجواد الجامح ، القائد الفاتح ، قيل ومن فتى
اليهود ياشيخ الدين ؟.. أقول اسمه من (اليمين) وليس من أهل
اليمين ، ونداءه (نتن) الرائحة وكريهة كالثوم ، يدبر لينال الكنانة
، فتنكسر قهراً أسنانه ، ويتركه كل أعوانه ، فيدخل أهل مصر
قدسهم ، ويمدحهم العالم بعد ذمهم ، يتقدمهم فتى الفتيان، الساكن
البركان ، العالم بسر الأمان ، ويكون الدخول بعد الان نصر
رمضان، باثنين وأربعين حول ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فى
شمغ عدد يوفى ) .
النص العاشر
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( يخرج الملحدون
من مخبأهم بهم الوقاحة بعد قرون من الإستراحة بعلم دجلي عقيم
يخيل للغافلين أنه سليم ناظرين بعين واحدة ونفس كائدة عندها
تجلي الشك وعتق الرق وفتح لسجن الوهم القابيلي وإزاحه للسر
التمثيلي فيأتيهم الله من حيث لا يشعرون بمجيئ البرق البروق
والإمام الفاروق لا يعرفه باحث ولا يحصله باعث حتي بلوغ
تمحيص لا يعرف أي من أي عندها ظهوره ذروة الطود والبحر
المغيض والمعدن النفيس الحصد الضرغام لا يخور ولا يحور
ومنذ الأزل يدور وكشف لسر مستور )
النص الحادي عشر
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( أعلم أيدك الله أنه
فى حجر العلم مقامه قائمة أركانه يشاهد ويدبر وهو ليس بمتكبر
استغنى بما أعطاه الله فزهد فى السلطة والسلطان حتى يتولى
الكاشف بن خليل وتكثر له الرؤى دون تأويل فيسأل حاشيته
المقربون ولكنهم للزينة يركنون فيعلن فى البلد المحروسة أن
حظوظه معكوسة إن لم يتولى المستحق فهو التحرير من الرق
عندها يتحدث الناس فى رجب ويكون حضور العجب فيخرج من
يدعوا الإستحقاق ومعرفة أسرار الإشراق فتظهر نفس الولى
المستحق بلا رغبة ولا مشيئة فتتجلى الذات البريئة فيحدث
الإتفاق بحضور يوسف البراق ليس مثله ولد ولا ينقطع عنه
مدد )
النص الثاني عشر
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( .. فتتراخى له
الصعاب .. وتنزل له الهضاب .. وتفتح له الأبواب .. بمجىء
شهنار العرب القرشى .. نسبه لكنانة يمشى .. صائد الفكر الذكى
.. الختم بل قل الولى .. وحفيد الإمام على .. يظهر في ضغن يود
.. بعد موت حفيد الفرعون .. بست ولا تزد بالكون .. وتحدث في
هذه الست نكبات .. وعزل وهزات .. تضج منها الخلائق في
الطرقات .. وتقع جماعتين من القوم ) ..
النص الثالث عشر
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( فائق بين الناس
صاعد ذو خفاء ينبت بالكنانة سريعاً غصن ريحان رباني الطلعة
بعد أن ذهب عن نفسه زخمها وهدأ دخنها بعد أن توالت التجارب
علي الشعب الهضبي وباءت بالفشل مع إختلاف المثل فيجتمع
أولي البصيرة ويفطنوا إلي أن الأمور لن تهدأ إلا علي يد أصيل
السر الخفي البر فيهيئوا المجالس للحديث عن وجوده وحقيقه
أمره وصموده ماكثين زمنا ليس بالطويل فيطلع للأمر مدعين
كلهم يدعي أنه السين وحق وتخمين ومراء وتزيين )
النص الرابع عشر
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( وأعلم أيدك الله
ان عالم الباطن اقتضى الكتمان والصمت دون بيان حتى خروج
فروح وريحان فتهتز أوراق أغصان الدنيا بمجىء القاهر الظاهر
والامام الباهر الذهيبى الصنديد صقر الأمة وقت النحيب وموقظ
الرجل النجيب ليفتح دهاليز الغيلان ويخيف أتباع الشيطان فى
غفلة من الزمان تستحكم فيها دولة الكفر على الدنيا أيام وأزمنة
فيها العجب العجاب فكأن الدنيا بيت صغير يحكم بواسطته شرير
بعد تزوير للإنسانية وطمس للهوية فلا يبقى قطر إلا وقد أحيط به
إلا دائرة الكنانة ففيها زبرجد العلوم الفتى اللامعلوم من شرق
الكنانة المطوية الف الشين يوسف العزيز فيحاربهم فى عالم
العدمية ويحكمهم فى عالم العقلية ) ..
النص الخامس عشر
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( أبشروا أهل مصر
بسيادة ذاك العصر ، وحكم صاحب القصر ، ربيع المناخ ،
وساحق الأوساخ ، محقق اللحظات ، وقائد الكرات ، والعابر إلى
الفرات ، وتهتز الكنانة لأمره ، لخفاء شخصه وعمره ، ويخرج
مدعين الهزل ، ويعز عليهم البذل ، وينتشر بخل البخلاء ، ويوقف
الخير والنماء ، ويجول الشباب بالأرجاء ، ولاعمل لهم ولا
كسب ، ولا فكر مبدع ولا خصب ، فيقوم لهم زهنيد الزمان ،
وأنشوش عالى المكان ، ألقابه عديدة ، وكسوته جديدة ، يطوى
طريق الأعداء ، ويعزل الأمراء ، كلمته مسموعة ، وغيرته
موجوعة ، ويفتح باب المجهول ، ويغربل كل الأصول ، ويصل
للنقطة العميقة ، ويفهم سر الطريقة ) .
النص السادس عشر
النص السابع عشر
النص الثامن عشر
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( هو فى علمه كون
، وفى اسمه كون كون ، قطب البأس الشديد ، المستتر فى الحديد
، المخفية ذاته عن العيون ، صاحب العلم المكنون ، ولى الأولياء
، وصاعد السماء ، ألف شينه سوية ، وعبرته ندية ، يسطع فى
ظلام وظلام ، وغمام وغمام ، وانتشار أوهام ، فيزيل الغبش
اللعين ، بسر حرف السين ، وهنا نصرا وتمكين ، وعزا وتعيين ،
وقبل ذلك تفر القاف الجامية ، من العين الحامية ، قبل إذن مأذون
، وانتقال معلوم فردا فردا فردا )
النص التاسع عشر
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه فى كتابه "
الفتوحات المكية" : ( إعلم أيها الولي الحميم والصفي الكريم
أني لما وصلت إلى مكة البركات ومعدن السكنات الروحانية
والحركات وكان من شأني فيه ما كان طفت ببيته العتيق في بعض
الأحيان فبينا أنا أطوف مسبحا وممجدا ومكبرا ومهللا تارة ألثم
وأستلم وتارة للملتزم التزم إذ لقيت وأنا عند الحجر الأسود باهت
الفتى الفائت المتكلم الصامت الذي ليس بحي ولا مائت المركب
البسيط المحاط المحيط فعندما أبصرته يطوف بالبيت طواف الحي
بالميت عرفت حقيقته ومجازه وعلمت أن الطواف بالبيت كالصلاة
على الجنازة وأنشدت الفتى المذكور ما تسمعه من الأبيات عندما
رأيت الحي طائفا بالأموات شعر :
ولما رأيت البيت طافت بذاته * شخوص لهم سر الشريعة غيبي
وطاف به قوم هم الشرع والحجا * وهم كحل عين الكشف ما هم
به عمى
تعجبت من ميت يطوف به حي * عزيز وحيد الدهر ما مثله شيء
تجلى لنا من نور ذات مجله * وليس من الأملاك بل هو انسي
تيقنت أن الأمر غيب وأنه * لدى الكشف والتحقيق حي ومرئي
النص الثاني و العشرون
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي قدس الله سره في كتابه " عنقاء
مغرب " : ( لم تزل الشمس تشرق من المشرق بغيرها ومن
المغرب بنفسها ) ..
فإذا أشرقت الشمس من مغربها ونزلت الخلافة الأرض المقدسة
وصارت القطبية في المهدي فقد آن أوان الافشاء ورفع الكتم ،
لأن صاحب الكتم والافشاء قد ظهر بنفسه .. فهو شمس المغرب
الذي تطلع بنفسها ..)
النص الثالث و العشرون
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه في قصيدة في
مقدمة كتابه " الفتوحات المكية " :
ومتى وقعتَ على مفتِّش حكمةٍ … مستُورةٍ في الغضّة الحوراء
مُتحيّرٍ مُتشوّفٍ قلنا له … يا طالب الأسرار في الإسراء
أسرِعْ فقد ظفِرَتْ يداك بجامِعٍ … لحقائق الأموات والأحياء
نظرَ الوجودَ فكان تحت نعاله … من مستواهُ إلى قرارِ الماء
ما فوقه من غاية يعنُو لها … إلّاهُ فَهْوَ مَصِّرِفُ الأشياء
لبِسَ الرِّداء تنزُّهاً وإزارُهُ … لمّا أراد تكوّن الإنشاءِ
فإذا أراد تمتُّعًا بوجوده … من غير ما نظرٍ إلى الرّقبَاء
شالَ الرِّداء فلمْ يكنْ متكبِّرًا … وإزارَ تعظيمٍ على القرنَاءِ
فبدا وجودٌ لا تقيُّدُه لنا … صفة ولا إسمٌ من الأسماء
إنْ قيل من هذا ومن تعني به … قلنا المحقّقُ آمِرُ الأمراء
شمسُ الحقيقة قطبها وإمامُها … سرّ العباد وعالمُ العلماء
عبدٌ تسَوَّدَ وجهه من همِّهِ … نورُ البصائر خاتِمُ الخلفاء
سهل الخلائقِ طيّبٌ عذبُ الجنى … غوثُ الخلائق أرحَمُ الرُّحماء
جَلَّتْ صفاتُ جلالِهِ وجمالِهِ … وبهاءُ عزّتِهِ عَنِ النُّظراء
يُمضي المشيئة في البنين مقسِّمًا … بين العبيد الصُّمِّ والأجراء
ما زال سائِسَ أمّة كانت به … محفوظةَ الأنحاء والأرجاء
شرْيٌ إذا نازعته في مُلْكِهِ … أرْيٌ إذا ما جئته لحبَاء
صَلْبٌ ولكن ليّنٌ لعُفَاتِهِ … كالماء يجري منْ صَفَا صَمَّاء
يُغني ويُفقِرُ من يشاءُ فأمرُهُ … محيي الولاة ومُهْلِكُ الأعداء
( يلبي نداءَ الحقِّ منْ كانَ داعياً )
يلبي نداءَ الحقِّ منْ كانَ داعياً
جزاء لما يدعو أجابَ المناديا
يقول تذكر ما أتى في خطابه
وما أودعَ اللهُ السنينَ الخواليا
يرى حضرة ً لم تشهدِ العينُ مثلها
يناديهِ أياماً بها ولياليا
يؤمل أمراً لم يزل قائلاً به
من الله لم يدعو له الله داعيا
يحيى فيحيى من يشاءُ بنطقه
لذاك تراه في المحاريب تاليا
يمين له مدَّتْ لبيعة مالك
هو العبد إلا أنه كان واليا
يوليهِ أمرَ الكونِ فهوَ خليفة ٌ
وإقليده التقليد إنْ كنت واعيا
ينزله في الأرض عبداً مسوَّداً
سووساً عليماً بالأمورِ وراعيا
يكسر أصنامَ النفوسِ بعزمه
منَ الهمة ِ العيا خفياً وخافيا
يناديهِ منْ ولاه أنتَ خليفتي
على الكلِّ مهديَّ المقامِ وهاديا
النص الرابع و العشرون
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( قيل : وكيف
نعرف من وصفته بالذهيبى .. قال كلامه بيان اللين .. وصوته
خافت رزين .. وأوله عين اليقين .. وآخره قيومية التمكين .. وهذا
سر ثمين .. يلقى بالالفة إلقاء .. وهو الباكى وقت العزاء .. وهو
كاشف الهراء .. وزيره سريع .. وفكره منيع .. مخطط الطريق ..
ومطفىء الحريق .. الساحلى بالاجبار .. وقائد الأنصار .. يمشى
طريق طويل .. ويتحمل التعطيل .. حتى يكون له سطوع .. وحصن
ممنوع .. وكلام مسموع .. له شهرة سريعة .. وفهم للشريعة ..
والطيب الولى .. يفتح حصون التمهيد .. ويكشف سر يزيد ..
وحقيقة اسم المريد .. تهنأ بهم الكنانة والحجاز .. ومن عرفهم فقد
فاز .. وسرهم هو الإعجاز .. عقيب ( الصوم ) تقوم العلوم .. بيوم
معلوم ) ..
النص الخامس و العشرون
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( وأعلم
ان الختم صاعد الفلك وسالك مع من سلك فهو ولى الحقيقة أخذ
منه الأولياء علمهم رغم انه جاء بعدهم فهو الصقر الشاهين وهو
المجذوب الحزين لأجل الدين وهو الظاهر الأمين فيه سر الأحمدية
الثانى حيث ان الأول فانى فى حضرة محمد (ص) من عجز فى
حضرته لسانى فأخذتنى غفوة فاذا هى الختم رأيته موجود ولا
موجود ومشهود ولا مشهود دون أن ياخذ منه الضد المقصود له
سر الاجتباء وأنصاره هم النجباء وهو أحمد الاسراء وهذا الكلام
قبرى دفننى فيه حبرى وهو من يخرجه )
( هو نابغ فى صغره نقى فى طهره أساس لكل منظر وبهى فى
المنظر وصفه شاهين وأصله الدين وأعدائه مقهورين وهو
المحبوب وقت ظهوره وكلكم تشربون سروره )
( ولما كان الجور أصبح أساس ، كان شاهين الجور من الحراس ،
يطير على سواحل الشرك ليهدمها ، ويطعم ضعاف الفراخ ويأمنها
، باطنى التفكير ، ومقاصده التعمير ، وهو للكنانة مثل الأمير ،
وسيجلس يوسف على السرير ، سرير القاهره البدائية ، الفاطمية
الهاشمية ، بأسرار اللوحة الشاهينية ، زيتها مضىء ، ومجدها
عريق ، وعدوانها حريق ، ففكر ومهد للطريق ، وإذا عجزت عن
التفسير ، فعن قريب يأتى بقميصه البشير ، فيكشف كروبك ،
ويرتد بصيرا يعقوبك )
( ويرميه الجهلاء بالتهم ، رغم أنه نعمة النعم ، وكيف يعرفه من
جهل أمره ، وعمى عن نور قمره ، فيقولوا عنه مسحور ، ويقول
اخرون مغرور ، وهو يتحمل ويصمت ، ويحارب الفتنة ويسكت ،
حتى يحين نقر ناقور ، وهلاك للشرور ، وغضب منشور ، فيفزع
إليه الناس ، وتبكى أعين الانجاس ، ويطلبه الجميع ، قائلين أيها
الوديع ، دلنا على طريق فقد سئمنا ، فيقول لهم الله الله ، فتذل
الرقاب ، فما عرفوا الله بالأسباب ، وينادى مناد من السماء ، الا
ان أغلبكم ادعياء ، وان الحجة فلان بن فلان ، فعندها يفرح
الجمع ، ويلقى السمع )..
النص السادس و العشرون
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( فيجئ السبعة
الكبار ، ويجتمعوا فى الدار ، ويستعينوا بالأخيار ، ويأتوه فينكر
أمره ويقول أنا من الأنصار ، وسكوت سكوت ، وفزع وموت
، وظهور اخطبوط ، فيتنحى البشر كلهم ، وكرهاً يتقدم ليؤمهم
، فينزل عيسى الزمان ويبايع الربان ، وتنجو السفينة ، وتخرج
الدفينة ، وبين هذا وذاك ، هلاك نصف الأتراك )
النص السابع و العشرون
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( ويأتيهم الذهيبى
العسكرى ، ميسور وليس ثرى ، بعدما أشاعوا هلاكه ، يخرج
صمته بأملاكه ، فيصدم صدام عجب ، ويستخرج كنوز الذهب
، ويقتل ذو الصهب ، فهو طانوف الحرب ، وخالع جذور
الكرب ، بينه وبين صاحبكم تطابق ، وهو لمجيئه سابق ، قلبه
حديد ، وسعده سعيد ، وبأسه شديد ، يحوز مفاتيح الكنانة ،
ويسلمها لصاحب الأمانة ، فتأتي اللحظة المنتظرة بغتة ،
وتنكشف من الكنانة العتمة ، فتصعد إلى المعالى ، بتغير
الأحوال ) .
النص الثامن و العشرون
قول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( وتتهافت الجموع ،
من شتي الربوع ، فالفتي الأنشوش ، قادم من كامشوش ،
منعكس الضوء ، ومطهر من السوء ، بعدما يدرك أنه
المقصود بتسليم الموعود ، فيعرف مبايعيه أنه ما أتى ليمكث ،
وليس لعهده ينكث ، إنه أتى لتسليم المفتاح بسر اسم الفتاح ،
وحينها يكون السر قد لاح ، وتهتز الكنانة للخير ، و كل هذا دليل
قدوم القديم ، صاحب القلب السليم باطن حرف الميم ، فحضوره
مهيب ، ويفطنه اللبيب ، ويوصف بالغريب، والله لدعائه مجيب ،
أركان الحكمة تدعمه ، وآذان الطير تسمعه ، مكتشف الأسرار ،
وقطب الأبرار ، وعمود وسط الدار ، ذو الفكر ، خامل الذكر ،
انتظروه بعد العكر ، ولكم فيه آية ، وعجائب سرد الحكاية ) ..
التاسع و العشرون
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( ويصل حال الكنانة
النواح ، ونسيان الأفراح ، بلا إلتئام الجراح ، فيقولوا ما لهذا
عارف ، ومن ربه خائف ، وكلامه ليس زائف ، لم يغيره ما
حدث ، ولم يتمكن منه النجس ، فيقولوا يا هذا ، تخبرنا فتصدق
فيما تقول ، وإشاراتك نرى لها مدلول ، فهل أنت المقصود
، فيقول لست لست ، بل افهم وأتكلم ، وأجهل وأتعلم ، ويحدث
بعدها ما خبأه القدر ، ولم ينال علمه بشر ، ومن نظر فيه
، جاءه ما يبتليه ، فهو سر حارت فيه عقول ، ولم تفهم له
مدلول ، إلا من هو عن السر مسئول ، واستقبال أمره بعد مقتل
الأسمر ، وتمام أمره عزل يليه عزل ، وخروج صاحب البذل
، أسرار ومدارك ، وثورات ومعارك ) ..
النص الثلاثون
قول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( أعلم أيدك الله أن
المولي عز سلطانه ستر الولاية لعظيم شأنها وجلال قدرها فهي
كامنة فوق العقل والمعقول وخارجة عن الأهواء والميول لها
درجات لطيفة تعطي لذوي النفوس العفيفة مستقرة في قلب التارك
الضعيف الذي لايؤبه له خاتمها العليم وحاتمها الكريم ووارثها
السليم يولد في خفاء وينشأ في ستر الآباء لا يعلم بولايته ولا
يدرك حكمته ولا يعي كلمته أول أمره بلا شأن حتي يحين زمانه
ويتجلي مكانه وتطلبه أكوانه فيدخل جبل الأسود ويمشي في قفر
الذئاب بلا سيف ولا عزيمة سوى ذاته الكريمة فتتجلي له الحكمة
فما يلبث أن يصير بها مجذوب ومن أسرارها محبوب ولحكمها
مطلوب فيطوي سبيل الغبش بالتطهير وينال سيوف التكبير
وتسابيح التأثير يحوز الفص السليماني الصافي )
النص الواحد و الثلاثون
يقول الشيخ الأكبر ابن عربى رضى الله عنه : ( أثناء أستغراقى فى
تذكر لحظات فراقى إذا بابن عسجد أمامي فقابل سلامي سلامه
فضحكت ضحكة موجود وقلت سل ولك الجود فقال : يا شيخى
أريد أن أرى زمن الختم وأرى بذاتى شخص الختم فأجبته أني
لكنت أعرف أنك يشغلك هذا السؤال ولقد تجلى عليك طلب الحال
فقلت له : هو أبسط من بسيط ، وأنه ذاته رفيعة كالخيط ، ذو
حضور مرموز وكلامه بالرموز ، يفتقده المحيطون ويجله
المؤمنون ، ويخاف منه الكافرون ، أوصل الله زمانه للرحم
عباراته سخية ، وكلماته حية ونظرته قوية ، متناسق الهيئة
وبديع ومتكلم فصيح وسميع يتكلم بلغه قومه ويتحرى كمال
صومه فاتح للفتح ، لايهرم بمرور الايام لا تصفه الكلمات لذلك
استعصت الذات فلقد تكلمت فيه وما وصفته فكيف تعرفه يا
ابن عسجد ؟! ..
فقال : ياشيخى فهمت ما تقصده من ما كنت تسرده .. يا ويل أهل
زمانه من إنكار إيمانه .. فقام عبد الله بن عسجد ، وكان من
طلاب العلم وذوى الالباب و قال : يا شيخنا ذكرت فى صفات
الشخص كذا وكذا وذكرت ما يحدث فى زمانه وذكرت كفاحه
للوصول ، ولكن لما يتأخر استقرار ملكه وظهور نجمه وفلكه ؟
أقول :
بعد حمد لله والصلاة والسلام على النبى وآله اجلس يا عبد الله
واسمع ، ان الملك درجات أعلاها أن تملك دون أن تلوح وهو ملك
الصمدية ، فما دام هو الملك الصمد فلما يتعجل فى القدوم ، والله
ليكون فى زمنه الرجل على كرسى الملك والحكم ، ولكنه ليس
الملك ، فهو ملك وهو بين الرعية ، فلماذا يطلب ملك القصور
والمتع ، فهو المتصرف دون غيره ، وتأخر القدوم لبيان عظيم
مقامه واكتمال دائرة أعلامه ، معه أسرار الخزانة وهو حامل
الأمانة ، ظاهر بحقيقه مقامه الاسنى وخفى بحقيقه مقامه الروحى
، متربع البحرين وصاحب العلمين والحاكم بحكمين فتدبر ترشد).
النص الثاني و الثلاثون
يقول الشيخ الأكبر رضى الله عنه عن مشاهداته فى عالم المثال فى
حضرة الجلال : ( ولما شهدته صلى الله عليه وآله وسلم في
ذلك العالم سيداً معصوم المقاصد ، محفوظ المشاهد ، منصوراً
مؤيداً ، وجميع الرسل بين يديه مصطفون ، وأمته التي هي خير
أمة عليه ملتفون ، وملائكة التسخير من حول عرش مقامه
حافون ، والملائكة المولدة من الأعمال بين يديه صافون
.. والصديق على يمينه الأنفس ، والفاروق على يساره الأقدس
، والختم بين يديه قد جثا ، يخبره بحديث الأنثى وعلى صلى الله
عليه وسلم يترجم عن الختم بلسانه ، وذو النورين مشتمل برداء
حيائه ، مقبل على شأنه ..
فالتفت السيد الأعلى ، والمورد العذب الأحلى ، والنور الأكشف
الأجلى ، فرآني وراء الختم ، لاشتراك بيني وبينه في الحكم ، فقال
له السيد : هذا عديلك وابنك وخليلك )
النص الثالث و الثلاثون
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي رضى الله عنه : ( ... فوالله الذى برأ
النسمة لتدخل محبته القلوب عنوة بعدما استقرت دولته الباطنية
بنجباء الكنانة لا يعرفون بعضهم فى ظاهر الحياة لكن أرواحهم
متحدة بايلاف والقدر سيجمعهم بإئتلاف فيعرفوا بعضهم وجند
الروم على مشارف غرب الكنانة فيفزع الجميع إلا الولي الوديع
وتظهر حقيقة شخصه فى كل العوالم فيشتهر أمره بين عشية
وضحاها عالما كريما بجسداً سليماً وقلباً حليماً فكره عميق وهو
نعم الصديق وموحد الفريق اسمه معروف وبالحسن موصوف
ومقدم الصفوف أمره أوضح من شمس الظهيرة يظهر فى قرن
وفاة العاشر ).
النص الرابع و الثلاثون
و يُنسب للشيخ بن عربي قوله عن فتى النيل:
( والفتى ذخائره مجهزه ،وقواته معززه ،وأعماله منجزة ، إذا دان
وقته ، وخرج عن صمته ، وركب ناقته ، وهاجر إلى المجارات ،
وتدبر فى السموات ، كارها للمتاع ، وزاهد فى الأطماع ، حياته
بهجه ، وضحكه مهجه ، ونجومه وهجه ، وطالعه مرموق ،
ومهنته فاروق ).
النص الخامس و الثلاثون
و يُنسب للشيخ بن عربي رضي الله عنه قوله:
( ويل ويل مصر من عطيط الخيل ، مفتاحه فى الميل وهو ظاهره
خير مثل السيل فينتشر على يديه التقتيل وهو ليس سليل
وديمومته دليل وفى آخر أمره عليل ولولا أن صاحبكم موجود
لسلم لليهود نص الحدود …).
النص السادس و الثلاثون
و يُنسب للشيخ بن عربي رضي الله عنه قوله:
( وينزل بأرض الكنانه السكينة بعد النصب ، وتحل الراحة بعد
التعب وتزامن ذلك بقدوم الشهب، وكيف لا وهو للمنصب مطلوب
، وفى الناس صار محبوب وعدوه صار مغلوب ، فقد إستقرت
الأمور ، بعد كشف المستور وظهر النور ، من بؤرة شهنار العرب
، فترضى نفوس الشعب بهم ، بعد علو شأنهم وصدق عزمهم فى
حمل الأمانة وتسليمها ، ومعرفة الحقيقة وتعليمها ، تزل لهم
الصعاب ، ويصعد أعلى الهضاب ، ويعود الأمن الذى غاب فينتشر
بين الخلق عدلهم ، ويكشف النقاب عن سر أمرهم وهذا الأمر فيه
تعطيل ، لحكمة تخفى عن العقل العليل فهذه المره ليس بها ترتيب
، إلا لمن يطلب ويستجيب ).
نص لشهاب الدين المصري
كان لشيخ الإسلام الفخر الرازى تلاميذ صاروا علماء كباراً من
بينهم : زين الدين الكشي ، وشهاب الدين المصري وقد نقلوا عنه
هذا الكلام :
( عند قيام فتنة بين جند مصر مع ميم الوقت يفضي إلى قتل
وسلب وظهور بغض وحقد بين قطانها حتى تدخل سنة ألف
وثلثمائة وأربعة طغذ تجتمع رجال النجدة من أقطار الارض شرقاً
وغرباً في الكنانة وعند إجتماعهم تتفق الآراء على أمر جامع فيه
إصلاح الوقت وسبب ذلك قدوم رجل من الحجاز مع الركب نقيب
القوم وعنده علم القوم أرباب الصلاحية لابد من اجتماعهم في
الكنانة لتربية البطون لا يعرفون بأنفسهم إلا إذا قدم نقيبهم محمد
المذكور فإذا قدم فعرفهم نفوسهم يستيقظون من رقدتهم يطلبون
سيرة الحق ثم يشرعون في إبطال الباطل وعند إجتماعهم يتسع
الوقت وينتظم الأمر إلى عام عنس تظهر شمسهم وفي الآفاق
جندهم بهم يصلح الله وجه البسيطة ويقلعون شجرة الحنظل من
مصر بمعاونة ميم الوقت في الكنانة بالمدد المحمدي ويمهدون
الأرض قبل ظهور المهدي هم المتحققون بالرجولة رجال الصفا
وأهل الوفا أرباب الولاية والإصطفا أقمار الهدى ونجوم الاهتدى
معظمهم قد لا يظن فيهم العلم والفقه ، وان بعضهم من العلماء
والفقهاء ، وأناس بسطاء لا يشعر بهم أحد وسهام الكنانة تأخذهم
فى السواد عند شجرة القتاد وأرباب الحدة سيظعنون منها وإليها
يعودون بعزم متين ونصر عزيز وتمكين اذا نفد عدد الرسخ فاح
شذا عرف الميم فلا يشمه الا كريم ذو عقل سليم في عين الغين
ينصلح وجه البسيطة بالتمهيد ) ..
( ترى القاف يظهر سرها بمجدد لدين إله العرش رب العوالم ،
يقوم بإذن ظاهر من بطونه لإحياء شرع الله من نسل آدم ،
ومظهرها م ملك عظيم ونعته كريم على مولى فى شكل خادم
، يجدد فرض الله بعد انصرامه ويحيي كذا سنن لتحية هاشم ، ألف
ابن ميم من له الركن مسكنا مولا على المجموع للفرد من مصر ..
يظهر فى الكنانة جيم العدد رومى الأصل حميد السيرة يفتح باب
التودد بين الرفاق ويسرى ذكره فى الآفاق , يجتمع الناس على
حمده وشكر صنيعه ..
ولد فى الكنانة وربى فى أول عمره فقيرا وفى وسطه وآخره ذو
الرتب الكبار ، ياأحمد خذ العدد من جماد ولا تكن جماد ، المقام
يناديك مرحبا مرحبا ، خد من رجب هوارا بجيم من موسى ظهر
وله السر بطن بأمر من له السر والعلن ..
وفى ذلك إشارة الى حركة احاطية تقوم بالكنانة وتعم الأقطار فلا
يسكن هياجها إلا هؤلاء الأشخاص هؤلاء قواعد الكنانة وحفظ
الأمانة بالصيانة ويدركون ميقات الغاية والنهاية ليس لهم ميل
إلى الغواية ، عينهم الألف المقدم على بقية الأحرف ، ترقبه تراه
القائم بأمور الجمهور وحراسة الثغور وعمارة البيوت بعد الدثور)
و هو أيضا من مخطوطة شرح الشجرة النعمانية للعلامة القونوي
عن مهدي مصر :
( بسر ركن مصر نطقت الأجفار ، يظهر أمير كبير عالى المقدار
من نجل ميم ، بجيم راقت الأكدار ، أسد وشمس لجيم صاحب
البتار , والركن حاز الهناء قد حف بالأنوار ، والعمر عنه ذهب
والحق له ستار .. يتم به حكم الظهور وجنده رجال ألوفا الأمجاد
من كل قائم ، يقرر أرباب الولاية كلها على عهده والحق بالحق
قائم ..
وهو من أطلق عليه سيدنا الإمام على ابن أبى طالب رضى الله عنه
وكرم وجهه اسم مهدى مصر وعلى يده تصلح البلاد وتستريح
العباد وتعود مصر مزدهرة مخضرة وتتفجر أنهارها وتسيل ..
ويحصل اضطراب بقسطنطينية وتغيير وتبديل بمصر بل فى سائر
البلاد وفى هذا الوقت يخشى على صاحب الكرسى ويدوم ذلك حتى
يجلس على الكرسى الميم الذى يختم العدد ويفوز بالمدد ..
والذى يختص بالكنانة جيم العدد إذا حفه اللطف والمدد فهو حاكم
البلد ، أيامه زاهرة للقاهرة أول اسمه حرف نارى وآخره حرف
مائى ، وفى رمز اسمه حرف هوائى وآخره حرف نارى . يظهر
حرف ألف وهو من بيت فخذ الملوك وفيه إشارة معينة طويل
عجل السير فى بيته كنز وهو فى ركن يقال له ركن مصر وهو
طالب علم طويل الرقبة كريم اليد يحب الفقير وهو فى أشد التعب
وتقع حركة فى الكنانة ويسحبوه غصباً بأربعة أفراد حرف ح م ع
ش والله الموفق للصواب ) ..
نص للعلامة الجلالي
يقول العلامة الجلالى : ( إذا دخل عام د س غ ظهر سعد ميم المجد
أحمد بخ قوى موسى , موحد , أيامه زاهرة وأوامره بالسعادة
باهرة ظاهرة سيظهر ملكه ويقوى أمره ذلك فضل الله يؤتيه من
يشاء ) ..
نص لبعض مؤلفي الجفور
ويقول بعض مؤلفى الجفور : ( فى هذا الوقت يخشى على صاحب
الكرسى ويدوم ذلك حتى يجلس على الكرسى الميم الذى يختم
العدد ويفوز بالمدد ويستغرق العدد وهو إذا جلس على الكرسى
سار سيرا حسنا ويتعب نفسه فى تدبير الأمر ويشتد فى علل
النواصى فهو بين هذا وهذا وإذ بالأخبار وردت عليه بظهور الميم
الأعظم صاحب الوقت والزمان الذى لا زالت تبشر به الأمم ).
تعليقات
إرسال تعليق